سورية

ميليشيات أردوغان تتجاهل تهديدات واشنطن: سندعم تركيا شرق الفرات … تراجع حدة القتال بين «قسد» وداعش وخسائر كبيرة في صفوف الطرفين

| الوطن - وكالات

تراجعت حدة القتال بين «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، وتنظيم داعش الإرهابي، ضمن الجيب الأخير للتنظيم في شرق نهر الفرات، مع تكبد الطرفين المزيد من الخسائر، في وقت أقر فيه «التحالف» باستهداف مسجد ثانٍ في مدينة هجين.
على خط موازٍ، تجاهلت المليشيات المسلحة الموالية للنظام التركي في شمال البلاد التهديدات الأميركية، وأكدت استعدادها لدعم تركيا، في عدوانها على منطقة شرق الفرات.
وفي التفاصيل، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن الاشتباكات تواصلت بوتيرة متفاوتة العنف بين «قسد» وداعش، على محاور في الضواحي الشرقية من مدينة هجين، ضمن الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، بالترافق مع هدوء من حيث القصف المدفعي والصاروخي والجوي من قبل «التحالف الدولي» على مواقع تواجد التنظيم ومناطق سيطرته.
وسقط عدد من الجرحى من مسلحي «قسد»، خلال الاشتباكات بين الطرفين، في حين دخل رتل جديد للتحالف مؤلف من 7 عربات همر وشاحنتين عسكريتين إلى المنطقة، في حين تواصل «قسد» عمليات التحصين لمواقع تمركزها في هجين، بحسب المرصد الذي ذكر أن الاشتباكات والاستهدافات وعمليات القصف الجوي والصاروخي، تسببت بمزيد من الخسائر البشرية بين الطرفين، حيث ارتفع إلى 932 عدد مسلحي داعش ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات منذ الـ10 من أيلول من العام 2018، في حين ارتفع إلى 545 عدد مسلحي «قسد» الذين قتلوا في الفترة ذاتها.
على خط موازٍ، أقر «التحالف الدولي» بقصفه مسجداً ثانياً في هجين، وذكر بيان وفق وكالة «الأناضول» التركية، أن مركز قيادة لتنظيم داعش في مسجد يقع جنوب هجين، قُصف في هجوم نفذه التحالف.
وفي محاولة لتبرير قصف التحالف لمواقع مدنية، ذكر البيان، أن استخدام داعش للأبنية المحظور قصفها، جعل من هذه الأبنية أهدافاً، مدعياً أن 16 مسلحاً من التنظيم مزودين بأسلحة ثقيلة كانوا في مركز القيادة لحظة قصفه، زاعماً أن مسلحي داعش قُتلوا في الهجوم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها «التحالف الدولي» أبنية مدنية، فقد قصف الأسبوع الماضي مستشفى في هجين.
كما استهدف التحالف الكثير من المساجد في دير الزور خلال تشرين الأول الماضي، وراح ضحية قصفه العشوائي مئات الضحايا غالبيتهم من النساء والأطفال.
من جهة أخرى، هدد «حزب العمال الكردستاني- بي كا كا»، الذي تصنفه أنقرة «منظمة إرهابية»، برد قوي في حال شنت تركيا عملية عسكرية ضد الأكراد شمال سورية.
وقال عضو المكتب الإعلامي لـ«بي كا كا»، كاوة شيخ موس، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، تعليقاً على إعلان رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، الإعداد لعملية عسكرية بشرق الفرات: «سنرد بقوة بتصعيد العمليات في الداخل التركي، وليس مثل الآن، حيث تم تقليل العمليات بسبب ظروف الشتاء، وسيكون لنا رد بشكل آخر على تركيا»، وذلك بعد يوم واحد من إعراب وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عن أمله في تحييد «بي كا كا» بشكل تام في الأيام القادمة.
وأكّد أكار، أول من أمس بحسب «الأناضول»، أن «المكافحة الصارمة أدت إلى تصدعات كبيرة داخل منظمة «بي كا كا» وتراجع أنشطتها الإرهابية».
وأضاف: «سنصل خلال الأيام القادمة إلى مرحلة يتم فيها تحييد المنظمة الإرهابية بالكامل».
وقال: إن بلاده سوف «تواصل الذود عن مياهها الإقليمية وحماية حقوقها ومصالحها فيها لاسيما في بحر إيجه وشرق المتوسط»، وأوضح في السياق ذاته أن تركيا تؤيد السلام وحسن الجوار والصداقة، وتابع: «لكن هذا لا يعني التنازل عن الحقوق والمصالح النابعة من القانون الدولي».
الى ذلك، أكد المتحدث باسم المليشيات المسلحة الموالية للنظام التركي في شمال البلاد، أيمن العاسمي، أنهم مستعدون لدعم تركيا، في عدوانها على منطقة شرق الفرات.
وأشار العاسمي وفق «الأناضول» إلى أنهم تلقوا رسائل تحذير من واشنطن، بعدم المشاركة، وقال: «تلقينا اتصالات هاتفية من الخارجية الأميركية بعدم المشاركة في أي عملية عسكرية تركية، شرق نهر الفرات. ونحن عازمون على دعم تركيا في تحركها رغماً عن أميركا».
وكان العاسمي، دعا السبت الماضي في صفحته على موقع «تويتر»، في بيان لما يسمى «وفد قوى الثورة» الذي شارك في محادثات أستانا، جميع المليشيات المسلحة للتأهب من أجل ما اسماه «القيام بواجبها» في معركة شرق الفرات.
تجدر الإشارة أن الإدارة الأميركية، هدّدت المليشيات المسلحة في شمال البلاد، «بصدام مباشر» في حال مشاركتها في أي عملية عسكرية تركية شرق الفرات.
في سياق متصل، أعلن ما يسمى «الجيش الوطني» الذي شكله النظام التركي مؤخراً قرار مشاركته في العدوان التركي على شرق الفرات، وذكر في بيان، بحسب مواقع الكترونية معارضة، أنه «عقد العزم» واتخذ قرار المشاركة مع الجيش التركي لخوض ما وصفها بمعركة «التحرير في شرق الفرات» ضد «قسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن