الأولى

أنقرة تُنازل واشنطن في جبال قنديل: «النصرة» في مواجهة «داعش» … دمشق: داعمو الإرهاب لن يحققوا بالسياسة ما عجزوا عنه في الميدان

| الوطن - وكالات

أعاد معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، التأكيد على موقف دمشق الثابت من أن مستقبل سورية هو حق حصري للشعب السوري، وأن داعمي الإرهاب وأدواته لن يحققوا بالسياسة ما عجزوا عن تحقيقه في الميدان.
وخلال لقائه أمس وفداً من المغتربين السوريين في أرمينيا، وعدداً من الفعاليات الاقتصادية الأرمينية، لفت سوسان إلى تصميم السوريين على القضاء على الإرهاب، وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من التراب السوري المقدس.
التأكيدات السورية المتجددة، زامنتها تصريحات للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، اعتبر فيها «اللجنة الدستورية ليست ضمن القرار 2254، وأنه مهما تكون الدول كبيرة ومهمة، فإن القرار في النهاية هو للأمم المتحدة، وإن لم تعط موافقتها على هذه اللجنة، فإنها غير شرعية» على حد وصفه.
واستدرك دي ميستورا الذي يغادر منصبه نهاية الشهر الجاري، بالقول: إن «السوريين هم من يجب أن يقرروا»، وأن الأمم المتحدة مهمتها «إطلاق عملية شاملة وقابلة للحياة»! موجها من الدوحة انتقادات لآليات محاربة الإرهاب في سورية، ومتناسياً الوقت ذاته أعمال الإرهابيين وجرائمهم.
المعطيات السياسية المتلاحقة، تزامنت مع معطيات ميدانية متغيرة شمالاً، حيث قالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة موالية لتركيا في إدلب: إن منازلة جديدة بدأت بين أنقرة وواشنطن ساحتها جبال قنديل شمال العراق، ووقودها إرهابيين من «جبهة النصرة» الذي ترعاه تركيا، من جهة، وتنظيم «داعش» الذي تستخدمه أميركا في خدمة أهدافها، من جهة ثانية، وذلك على خلفية المناكفة والمواجهة بينهما بسبب الخلاف على موجبات معركة شرق الفرات التي أعلن النظام التركي عن انطلاقتها «خلال أيام».
وأوضحت مصادر مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا شكلتها تركيا في إدلب، لـ«الوطن»، أن أنقرة ساقت عشرات الإرهابيين من «النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام»، بينهم قياديين عسكريين، من إدلب إلى تركيا ووضعتهم على الخط الأول من ساحات المعارك الدائرة مع «حزب العمال الكردستاني – بي كي كي» في جبال قنديل بعد ورود «معلومات» استخباراتية أكدت قيام القوات الأميركية المتمركزة في قواعد شمال شرق سورية، بـ«تهريب» إرهابيين من «داعش» محتجزين لدى «قسد» داخل سجونها إلى جبال قنديل، لمواجهة الجيش التركي في منطقة نزاع جديدة غير معلن عنها من الطرفين.
وبينت المصادر أن تهريب «الدواعش» بأوامر من واشنطن إلى جبال قنديل ليس وليد الخلاف مع أنقرة حول عزمها طرد «قسد» ورأس حربتها «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والتي تصنفها كمنظمة «إرهابية» تمثل الذراع العسكري لـ«العمال الكردستاني»، من الشريط الحدودي الممتد من عين العرب في حلب إلى المالكية في الحسكة، وإنما يرجع إلى فترة تدخل قوات «التحالف الدولي» في شرق البلاد إلى جانب «قسد» لقتال التنظيم والبحث عن مناطق صراع جديدة لتوظيفه فيها مع أفول نجمه وقرب القضاء عليه، في سورية والعراق.
وأضافت إن القوات الأميركية كثفت عملية تهريب «الدواعش» من دير الزور والحسكة عبر مروحيات في الأيام الأخيرة بعد رفض وزراء دفاع الدول الـ13 الأعضاء في «التحالف الدولي» استقبال إرهابيي التنظيم المنحدرين منها والمعتقلين لدى «قسد»، وذلك خلال اجتماعهم في العاصمة الكندية أوتاوا في 8 الشهر الجاري، ما دفع البنتاغون إلى تعزيز الخيار الذي اتبعه سابقاً بزج هؤلاء، ويقدر عددهم بـ700 إرهابي، في معارك «قنديل» إلى جانب «العمال الكردستاني» ضد الجيش التركي الذي رد بالمثل وجند إرهابيي فرع تنظيم القاعدة في سورية للقتال إلى جانبه شمال العراق في المعارك المحتدمة منذ عقود لكنها تأججت منذ نحو عام مضى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن