رياضة

أهمية اللياقة البدنية

| المدرب الوطني قصي الماضي

لقد أصبح لزاماً على الإنسان في هذا القرن أن يبذل جهداً مقصوداً لاكتساب اللياقة البدنية، ففي الماضي كان الإنسان يكتسب اللياقة البدنية من خلال الممارسات الطبيعية لمناشط الحياة. أما الآن وبعد التقدم الهائل لوسائل التقنية، فإن الآلة أصبحت تقوم بمعظم الأعمال التي كان الإنسان يبذل جهداً بدنياً لإنجازها، فتحولت العضلات القوية إلى عضلات ضعيفة، وأصبح الإنسان سريع الإجهاد والتعب وأصبح امتلاكه قواماً ممشوقاً خالياً من التشوهات يعد مطلباً عسيراً لكثير من الشباب، وكانت نتيجة ذلك انتشار الانحرافات القوامية وقلة مقاومة الأجسام للأمراض وزيادة الطراوة والليونة بين النشء، وأصبح الإنسان يبذل الكثير من الجهد لمواصلة عمله اليومي. فكثرت الإجازات المرضية وهاجر الكثير من الناس من الأعمال الميدانية إلى الأعمال المكتبية طلباً للراحة وهروباً من جهد العمل الذي لم يعد رب العمل مقتنعاً بكفاءتهم البدنية في إنجازه، وتحول الإنسان من الممارسة إلى المشاهدة فزادت البدانة وترهلت الأجسام بكل ما تحمله معها من أمراض أودت بالكثير من الأرواح.
ولقد أبرزت هذه المشكلة البحوث التي أجريت في هذا المجال. حيث أثبتت أحد البحوث أن كثيراً من الشباب يعتبرون من ذوي النقص المتفاوت من ناحية ميكانيكية الجسم. وبحث آخر على عدد من الأطفال بيّن أنهم ذوو قوام رديء بصفة عامة وبفحص لبعض التشوهات المختلفة لدى الأطفال وجد أن لديهم تشوهات وعدد آخر عضلاتهم رخوة مترهلة والبعض ذو تشوهات في العمود الفقري والبعض مصابون بتشوهات في أرجلهم، وبلغت أهمية اللياقة البدنية التي تعرف بكونها المسافة إلى الموت، إذ إن النشاط البدني أفضل دواء للإنسان، وخلاصة القول إن الإنسان إذا فقد لياقته البدنية يعتبر قد فقد أهم مقومات الصحة والسعادة وعليه في هذه الحالة أن يبذل جهداً لإعادة اكتسابها حتى يكتسب الصحة التي تعتبر الهدف الأول للإنسان لما لها من أهمية قصوى في اكتساب السعادة والبهجة. فالحياة تقاس باستمتاع الإنسان بها وليس بطولها ولكن بالطريقة التي عاشها فليست المسألة مسألة (كم) بل مسألة (كيف).
وهكذا فإن اللياقة البدنية تلعب دوراً أساسياً في ممارسة جميع الأنشطة الرياضية وإجادتها ويختلف حجم هذا الدور وأهميته طبقاً لنوع النشاط وطبيعته، كما يختلف نوع اللياقة البدنية من لعبة إلى أخرى. ومعظم آراء علماء التدريب اتفقت أن اللياقة البدنية هي المكون الأساسي الذي تبنى عليه بقية المكونات اللازمة للوصول إلى ما يعرف (بالفورمة الرياضية) لذا فإن اللياقة البدنية في الأنشطة الرياضية تشبه بأساس البيت الذي يمثل الدعامة الأساسية له، فإذا كان الأساس متيناً وثابتاً ظل المنزل متماسكاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن