رياضة

قفزة جديدة

مالك حمود : 

من قال إن كل رياضة الأمس أفضل من رياضة اليوم، ولاسيما في ميادين ألعاب القوى التي كانت تستهويني في الماضي لدرجة أنني كنت من القلة التي تحضر بطولاتها في الملعب وأستمتع بمنافسات اللاعبين واللاعبات وثمة أبطال ما تزال أسماؤهم محفورة في ذاكرتي كنبيل نهري وزياد قات وعبد المنعم تجار والأخوين حوري ونابغة علواني وديا توتونجي وهالة المغربي والقائمة تطول، وكم استمتعت في إحدى تلك البطولات أواخر السبعينيات بالمحاولات المتكررة للبطلة ديا توتونجي وهي تحطم الرقم السوري بالقفز العالي وسط تشجيع الجميع بالملعب رغم أن الرقم آنذاك لم يتعد (165) سم، بينما كان رقم الرجال بحدود (190) سم، وفجأة وبعدها بسنوات قليلة يظهر بطل فذ يفرض نفسه كأول بطل سوري يتمكن من تجاوز المترين بالقفز العالي وهو أحمد بلقيس، لكنه لم يستمر كمشروع بطل مستقبلي للسنوات المأمولة، ويمضي الزمن لتعيش رياضة القفز العالي في ملاعبنا حالة جمود دامت عشرات السنين ليظهر بعدها البطل الخارق (محليا) مجد الدين غزال، وسرعان ما يطلق نفسه نجما في سماء أم الألعاب السورية وسفيرا مبدعا على الصعيد الإقليمي والقاري ويكتسح الأرقام بطريقة لم يكن أحد يتخيلها قياسا لحال اللعبة في بلدنا.
الغزال حطم الأرقام وحكايته وصلت للعالمية، صحيح أنه لم يقترب من منصة التتويج في بطولة العالم الأخيرة التي اختتمت منذ يومين في الصين لكنه أثبت استفادة من المعسكرات والتحضيرات التي وفرت له، ليحسن رقمه بزيادة (1) سم مدركا الـ(229) سم.
أتابع أداء الغزال وأرقامه، وأعود بالذاكرة إلى زمن كنا نحلم فيه ببطل يتجاوز المترين، واليوم صار لدينا بطل يلامس الـ(230) سم.
مجد غزال أثبت أنه مشروع رياضي إستراتيجي ولكن السؤال: هل يعبر ذلك البطل عن حال رياضة الوثب العالي في قوانا أم إنه مجرد طفرة..؟ ولو استمر التركيز عليه في المعسكرات الخارجية والمشاركات الدولية فإلى أين يمكن أن يرتقي؟ ولأن صناعة البطل ليست سهلة، فإننا نتمنى من اتحاد ألعاب القوى استثمار فرصة ظهور بطل سوري دولي وصل إلى الساحة العالمية في الترويج لهذه الرياضة الرشيقة والأنيقة والعمل على تأهيل (غزلان) جدد قادرين على رسم مستقبل جميل لهذه الرياضة، فهل من قفزة جديدة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن