سورية

شددت على عدم السماح بتحويل إدلب ملاذاً آمناً للإرهابيين.. وأكدت أن دمشق تجاوزت السيناريو الأسوأ … موسكو تنتقد «حظر الكيميائي» لتأخرها بإرسال محققين إلى حلب

| وكالات

انتقدت موسكو تأخر منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية» في إرسال خبراء منها للتحقيق في الاعتداء الكيميائي الذي وقع في مدينة حلب الشهر الماضي، وشددت على ضرورة عدم السماح بتحويل محافظة إدلب إلى ملاذ آمن للإرهابيين، وسط تأكيدها أن دمشق نجحت في تجنب سيناريو دمار الدولة السورية.
وجددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا في مؤتمر صحفي لها أمس، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» التأكيد أن بلادها تصر على إجراء تحقيق في الاعتداء بالأسلحة الكيميائية الذي وقع على أحياء حلب في الشهر الماضي، وأن دمشق مستعدة لمنح ضمانات أمنية لخبراء منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية».
وقالت زخاروفا: «نعتقد أن التأخير في إرسال خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يتناقض ببساطة مع متطلبات اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية والحس السليم، لأن المدنيين عانوا خلال الحادث».
وكانت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريف حلب، استهدفت في 24 من الشهر الماضي بقذائف تحتوي غازات سامة أحياء الخالدية وشارع النيل وجمعية الزهراء في مدينة حلب، أصيب خلالها 107 أشخاص من السكان المدنيين بحالات اختناق بحسب ما ذكرت حينها وكالة «سانا»، على حين أكدت صفحات على «فيسبوك» أن الحصيلة النهائية للمصابين بلغت 170 مصاباً.
بعد ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية أغارت على مواقع الإرهابيين التي قصفوا منها حلب بالذخائر المحشوة بالمواد الكيميائية، ما أسفر عن تدمير الأهداف المحددة كافة.
وفي السياق، كشف مساعد سكرتير مجلس الأمن الروسي لشؤون الأمن الدولي ألكسندر فينيديكتوف في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، أن بلاده تنشر في حلب مجمعاً متنقلاً لقوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية وتجري على أساسها دراسة عينات الأرض وشظايا القذائف التي استخدمتها المجموعات الإرهابية لقصف المدينة.
وشدد فينيديكتوف على أنه لا يجب السماح بتحويل محافظة إدلب إلى ملاذ آمن للإرهابيين، مؤكداً أن قسماً من الذين هزموا منهم في سورية والعراق بدؤوا بتشكيل جيوب لهم في إفريقيا.
وقال فينيديكتوف: إن «محافظة إدلب هي أكبر التهديدات في الوقت الحالي ولا يجب السماح بأن تتحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين ومن الضروري بذل الجهود والعمل على مراحل فيها لفصل الإرهابيين عن المعارضة المستعدة للانضمام إلى العملية السياسية والتنمية السلمية للبلاد».
وفي الوقت الذي لا تزال فيه المنطقة «المنزوعة السلاح» في مدينة إدلب ومحيطها تشهد خروقات متكررة من قبل التنظيمات الإرهابية، نقلت تقارير إعلامية في الـ16 من الشهر الجاري عن مصادر محلية أن الأيام الأخيرة شهدت ازدياداً ملحوظاً في أعداد الإرهابيين الواصلين إلى المحافظة عبر الأراضي التركية مروراً ببلدتي أطمة وسرمدا الحدوديتين لينضموا إلى ميليشيا «حراس الدين» المبايعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي.
ولفت فينيديكتوف إلى أنه من الضروري تجنب تكرار الكارثة الإنسانية التي وقعت نتيجة للأعمال غير المدروسة التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في مدينتي الموصل (بالعراق) والرقة».
وارتكب طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن من خارج مجلس الأمن والميليشيات المسلحة التي يدعمها في الرقة، جرائم ومجازر بحق المدنيين ودمر بناها التحتية ومرافقها والآلاف من المنازل، حيث استخدم في قصفه لها كل أنواع الأسلحة بما فيها القنابل الفوسفورية، ما أدى إلى وقوع مئات الضحايا من المدنيين وسط تعتيم إعلامي غربي فاضح للتعمية على تلك الحقائق وغياب كل هيئات الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن الدولي عن إدانة تلك الجرائم. في مقابل ذلك، أكد فينيديكتوف، أنه «ما لا شك فيه، أن حكومة (الرئيس) بشار الأسد الشرعية، تمكنت حتى اليوم من تجنب السيناريو الأسوأ، وهو دمار الدولة السورية وتحول الدولة إلى مرتع للإرهابيين عالمي النطاق».
وفي سياق آخر أشار فينيديكتوف إلى أن الدول الإفريقية اليوم تواجه مشكلة الإرهاب بشكل جدى فبعد هزيمة التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق تم رصد قسم من الإرهابيين بمنطقة الساحل والجنوب ونشأت على أراض واسعة جيوب تحت رايات تنظيمات إرهابية كـ«داعش» و«القاعدة» و«بوكو حرام» التي أعلنت ولاءها للأول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن