ثقافة وفن

يومك لنا يا يسوع

| إسماعيل مروة

أيها المنهمر مع الآخر والذات عطراً
حباً.. إيماناً.. ألقاً
أيها الفادي الناظر إلى السمو والارتقاء
أيها المناجي للمطلق
أيها الصابر على درب آلامك
افتديت وكنت الطريق إلى النور
زرعت إيمانك في الأرجاء
عطرت بأريج إيمانك الكون
فكانت المسافة ما بين سماء وأرض تراتيلك
باركت اللاعنين… صفحت عن المذنبين
وكنت علامة العفو والحب… لا مراء في افتدائك
لا ارتجاف في إيمانك وصوتك
لاشك في رؤية الخاتمة… الخاتمة قداسة وصعود
تطهير بعد ألم … ومن قلب الألم ناديت علينا
الطير تجمع حول رأسك
والنور هالة الجسد والروح
ومن روح افتدائك كنت قمة لا تطال
وصعدت إلى مراتب لا تنال..
يا يسوع
أيها المكلل بالحب وحده… أيها الآسي
يا من استقبلت الألم فجعلته أملاً
يا من عرفت قلب المحيطين وغفرت لهم
يا من رجوت الغفران
لم تترك المسيئين لمصائرهم
كانت المجدلية تعصر روحها..
تستنزف ما تبقى من بركتك..
كانت المجدلية معلقة بأهداب قداستك
تقدس اسمك يا يسوع… كانت تلهج باسمك
اسمك المقدس الذي طهرها
أعطاها طهر روح وجسد
فجعلها مجدلية..
وهل من أحد يرقى لمجدلية؟
تقدس اسمك وأنت العارف
أنت القارئ وحدك
أنت المدرك عمق روحها
وطهر جسدها
وكانت العذراء تطهّر كوناً بدمعها
لوعتها وهي ترقب حباً لا يجارى
إيمانها بك وأنت تناجي المطلق لا يشبهه إيمان
استخرجتك طهراً من ذاتها
وكنت من روح الله مكوناً ومقدساً
طاهراً ومطهراً
أنت وحدك من روحه… نفخة من الرب كنت
ما زرعه الرب ترقبه بألم وحدها
لا تألمي يا أم
لا تألمي أيتها العذراء… فالروح لن تغادر
والربوبية التي نفخت من روحها إليها سيصعد
عنده سيسعد… وهناك بألم
زرع المحبة ولا يرى حباً
طهّر الناس وما تطهروا
افتدى بروحه وما عرفوه الافتداء
يا يسوع
يا من وسع عفو نفسك أتباعك وأعداءك
يا من باركت اللاعنين
أيها المقدس المكلل بروح الطهر
أيتها الروح المجبولة بالصفح
امسح خطايانا… اجعلنا نحبك كما أنت
اجبلنا على طبيعتك
لا تسمح لهم بأن يشكلوا عفوك كما يشاؤون
أيها الفادي… وأنت وحدك الفادي
افتديتنا مذ كنت طفل المغارة
روح الله وكلمته تجسدت فيه
اجتباك لأنك الفادي
وفي درب آلامك غفرت وما غفروا
صفحت وما صفحوا… سامحت وما قدروا
لو قدروا ما قبلوا الافتداء
تجسدت كلمة الله
ومن مغارتك إلى قيامتك كنت المخلّص
كنت يسوع… وهل مثل يسوع؟
كنت الفادي والافتداء… افتديتَ وما اقتدوا
وكان القتل حياة… وكان اللعن سياسة
وكان الاتهام عقيدة
اليوم تخرج كلمة الله إلى مريم
تخرج طفلاً… تخرج بشارة
تبارك اللاعنين… تسامح الخاطئين
تقتدي بالصالحين… تعلّم الجاهلين
وتبقى الكلمة على باب مغارة، على باب كهف
تسأل عن الفادي.. لا حياة بلا فادي
وتدرج الكلمة ما بين ميلاد وقيامة
ما بين مغارة ودرب آلام
أعطيتنا الغفران والصفح
عشنا نتغنى ولا نعمل
ندعو للصفح ونحقد
نردد كلامك ولا نعمل..
يا يسوع المخلص… بالأمس ولد محمد
دعا للحب وما فعلنا… دعا للعفو وما صفحنا
دعا للمغفرة وما تعلمنا
وضعنا أنفسنا في المكان غير الصحيح..
غيّرنا سيرتكما… زورنا تعاليمكما
غطينا على ما جدتما به من رحمة
وبحثنا عن حكاية تنفي المغارة
وعن رواية تنفي الغار وشبكة العنكبوت
وما عرفنا قداسة المغارة والغار
تذكرنا درب آلامك وما عرفنا أنه طهرنا!!
وقرأنا خطبة الوداع فتذكرنا فتح مكة!!
اليوم أيها الفادي تقدم من أرواحنا
عمّد أرواحنا بطهرك
شكل طريقنا بعفوك
من قلب الرماد ننهض
من خلف سواد الرؤية نغني
إن عجزت عن رؤية الفادي
فقد تسلل إلى الروح
وفي التماهي تحلو لحظة الميلاد
ميلاد مجيد ليسوع الفادي المخلص
ميلاد مجيد لسورية في درب آلامها الطويل
غداً القيامة
وكل غد قيامة لسورية وقاسيونها
تقدس اسمك يا يسوع
في يومك الذي نحتاجه وأنت لا تحتاجه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن