رياضة

كأس آسيا – الإمارات 2019 … المجموعة الأولى: عربيان مرشحان وآخران يتطلّعان للمفاجأة

أيام قليلة وينطلق العرس الآسيوي بنسخته السابعة عشرة حيث تستضيف الإمارات بطولة القارة الصفراء بحضور 24 منتخباً يأمل كل منها بتسجيل مجده الخاص وبالطبع فإن التتويج بالكأس الجديدة سيكون حلم الجميع.

الإمارات
الاستضافة هل تعيد الأبيض إلى النهائي؟

في عام 1996 استضافت الإمارات العربية المتحدة كأس آسيا وفيها نجح منتخبها الملقب بالأبيض بتحقيق إنجاز غير مسبوق ببلوغه النهائي، ويومها قابل الأخضر السعودي الذي ابتسمت له ركلات الترجيح فتوج باللقب الثالث، في حين اكتفى صاحب الضيافة بالوصافة وذلك بعد 4 سنوات من وصول الفريق إلى مربع الكبار في اليابان خلال المشاركة الإماراتية الرابعة على التوالي عامذاك، ويأتي تنظيم الإمارات للنسخة القادمة بعدما نجح منتخبها بالعودة إلى نصف النهائي في أستراليا 2015، وقد احتل المركز الثالث، فهل ينجح ببلوغ النهائي من جديد؟

أمجاد قارية
تعد وصافة آسيا قمة إنجازات الأبيض، وبعدها كان التراجع أمراً بديهياً لتأسيس لجيل جديد، فكان الغياب الأول عن نسخة لبنان 2000، قبل أن تعود العجلة للدوران لكن من دون نتائج كبيرة، فكان الخروج ثلاث مرات متتالية من الدور الأول، والأكثر سوءاً نظرياً في الدوحة 2011، ويومها أخفق لاعبوه بتسجيل أي هدف، وفي أستراليا 2015 أعاد أولاد المدرب الوطني مهدي علي البسمة إلى شفاه الإماراتيين عندما أنزلوا الساموراي الياباني عن عرشه في ربع النهائي بركلات الترجيح، بعدما أنهوا الـ120 دقيقة بهدف لمثله، لكنهم اصطدموا بالزعيم الآخر الكوري الجنوبي الذي وصل إلى هناك بشباك نظيفة، فكانت الخسارة بهدفين، إلا أن رفاق الهداف مبخوت عادوا وفازوا على أسود الرافدين محتلين المركز الثالث.

كوكتيل مدربين وآمال عريضة
32 مدرباً تناوبوا على تدريب الأبيض منذ ظهوره الأول، وبينهم 4 مدربين محليين، وقد جاءت العودة الآسيوية في توقيت رائع بأيدٍ وطنية بقيادة مهدي علي، وعبر جيل هو امتداد لمنتخب الشباب بطل آسيا 2008.
عدم بلوغ المونديال الروسي كان سبباً بإنهاء أطول عهد لمدرب بتاريخ الإمارات (2012– 2017) فاستغنى الاتحاد عن مهدي علي، وتعاقد مع إدواردو باوزا أول أرجنتيني يدرب الأبيض، لكنه لم يستمر طويلاً، فجيء بالإيطالي زاكيروني بديلاً منه ليقوده بالعرس القاري.
ألبرتو زاكيروني سبق له قيادة أندية إيطالية عديدة، وصاحب تجربة في كأس آسيا، وهو المتوج مع اليابان بلقبها الرابع 2011، ومن ثم فإن الآمال معقودة عليه لتسجيل إنجاز جديد، أو أقله الوصول إلى النهائي كما حدث عندما استضافت الإمارات البطولة قبل 23 عاماً.
واليوم عندما تستقبل النهائيات للمرة الثانية فإن الأحلام عادت من جديد لمحاكاة ذلك الإنجاز، ولذلك كان التعاقد مع المدرب زاكيروني صاحب التجربة في هذا المجال، إلا أن غياب عموري (عمر عبدالرحمن) بسبب الإصابة شكل ضربة كبيرة لطموح الأشقاء، لما للاعب البالغ مــن العمر 27 عاماً من مكانة في المنتخب، وهو أحد نخبة نجوم القارة في السنوات الأخيرة.
ورغم ذلك فإن الآمال مازالت عريضة بوجود ثنائي الهجوم على مبخوت (62 مباراة، 44 هدفاً) وهو هداف النسخة الفائتة، وأحمد خليل (83 مباراة، 39 هدفاً) أحد أفضل المهاجمين في القارة الصفراء منذ قيادته لمنتخب الشباب إلى التتويج بلقب بطولتها قبل 9 سنوات، ومعهما سالم صلاح والشاب ريان يسلم، وفي الخطوط الخلفية هناك إسماعيل الحمادي الأكثر خبرة (97 مباراة، 30 سنة) وفيصل خميس والمدافع مهند سالم (33 سنة، 57 مباراة دولية)، ومن الشباب علي سلمان وأحمد برمان.

البحرين
المشاركة الخامسة على التوالي
لم يغب منتخب البحرين عن النسخ الخمس الأخيرة من كأس آسيا، فهذا الفريق الملقب بالأحمر الذي يمثل إحدى أصغر دول العالم، استطاع فرض نفسه بين منتخبات الصف الأول أو الثاني في القارة الصفراء طوال الألفية الثالثة، بل اقترب من العالمية في مناسبتين، فخاض الملحق المؤهل للمونديال في نسختي 2006 و2010، لكن النهايات خانته.
على المستوى القاري لم يتأخر ظهور «الحمر»، ففي أوائل السبعينيات خاض تصفيات أمم آسيا بعد خمس سنوات فقط على ظهوره الدولي الأول، لكنه لم يواظب على المشاركة، ولم يغب عن التصفيات منذ بطولة 2000، علماً أنه بلغ النهائيات في قطر 1988، إلا أن أبرز مشاركاته كانت في الصين 2004 يوم حل رابعاً، وبداية من تلك النسخة لم يغب عن النهائيات، وهاهو يدخل مشاركته السادسة باحثاً عن إنجاز الصين قبل 15 عاماً.

رابع آسيا
الانطلاق خارج الحدود كلف البحرينيين ردحاً من الزمن للوصول إلى المنافسة رغم حلوله وصيفاً لأول بطولة خليجية، إلا أنه تأخر حتى أواخر الثمانينيات ليدخل النهائياًت الآسيوية للمرة الأولى، وعلى أرض الجارة قطر خسر مرتين بهدف وتعادل مثلهما، وذلك بعدما بدأ بتصفيات 1972، قبل أن ينسحب من التصفيات في البطولات الثلاث التالية، ولم تحمل المشاركة بالتصفيات المونديالية جديداً يذكر منذ إقصائيات 1974 وحتى 2002، مع ارتفاع طفيف بالمستوى وبعض النتائج المعنوية فقط، وطال غياب الأحمر عن النهائيات القارية حتى بطولة 2004، وفيها خرج من جلباب الصغار مرتدياً ثوب المنافسين.
ففي الصين بلغ الدور الثاني وصيفاً لصاحب الأرض على حساب قطر وإندونيسيا، وأبعد الأوزبكي من ربع النهائي بفضل ركلات الترجيح، قبل أن يصطدم بالياباني البطل الذي احتاج إلى كل أسلحته ليخرج فائزاً بعد الوقت الإضافي، وفي مباراة الترتيب خسر بصعوبة أمام إيران ليحتل المركز الرابع كأفضل إنجاز في البطولة حتى الآن.
وجاءت كبوة 2007، فخرج من الدور الأول لكأس آسيا، لكنه عاد وكرر ما فعله في التصفيات العالمية مبعداً السعودي هذه المرة من الملحق القاري، قبل أن يخسر بهدف في الملحق النهائي مع بطل أوقيانوسيا النيوزيلندي بعد مباراتين للذكرى، وتعد تلك المشاركة الذروة لذاك الجيل الذي خيب الآمال في الدوحة 2011، قبل أن يكرر الأمر في أستراليا 2015، وفي كليهما حقق فوزاً واحداً وهزيمتين.

تقليد صعب
في أواخر 2014 اكتفى الأحمر بالدور الأول لكأس الخليج، وهو ما اعتبره البحرينيون تراجعاً جديداً، لكن في النسخة الفائتة 2017 بلغ نصف النهائي رافعاً مستوى الأحلام نحو تحد جديد في الإمارات، بفضل الجيل الجديد الذي يحاول تقليد ما فعله جيل 2004، ومع إدراكهم أن الأمر لن يكون بهذه السهولة إلا أن تجاوز الدور الأول يعد هدفاً لا يمكن التنازل عنه.
ويقود الحمر في النهائيات المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب الذي تسلم المهمة قبل سنتين ونصف السنة، سجل خلالها نتائج مقبولة، ورغم أنه سيلاقي الجار المضيف افتتاحاً، فإن المراقبين يعتبرون أن مسألة تجاوز البحرين للدور الأول محسومة، ويعتمد المدرب على خبرة عبدالوهاب الصافي (24 سنة، 88 مباراة دولية) ومعه أفضل هدافي الجيل الحالي سامي الحسيني وسيد سعيد وإبراهيم أحمد حبيب، وفي الهجوم مهدي عبدالجبار وعبدالله هلال، وفي الدفاع سيد مهدي باقر وعبدالله الهزاع.

الهند
الظهور المشرف مازال هدفاً
ليس بالضرورة أن يكون كبار العالم سكاناً ومساحة أو حتى سياسياً من كباره رياضياً أو في عالم كرة القدم، وينطبق هذا الأمر على القارة الآسيوية بالذات، فهاهي الصين أكبر بلاد العالم عدداً مازالت تحلم بالسيادة على كرة القدم الآسيوية، ومثلها الهند البلد الثاني سكانياً والسابع على العالم مساحة، والذي سبق بلاد التنين بالظهور في بطولات آسيا تأخر عنها فيما بعد، حتى بات مجرد بلوغ منتخبه النهائيات القارية إنجازاً، في وقت تراجعت فيه كرة القدم الهندية كثيراً.
المنتخب الهندي «النمور الزرق» كان وصيفاً للبطل في نسخة 1964، وبعد 20 عاماً عاد للنهائيات لكنه حصد نقطة، وفي 2011 عاد مشاركاً بطموحات المشاركة المشرفة ليس أكثر، وهاهو يعود للمرة الرابعة باحثاً عن الهدف ذاته.

العقد الذهبي وتوابعه
عاشت الكرة الهندية مرحلة ذهبية في عقد الخمسينيات، على الرغم من انسحاب منتخبها من المونديال بعدما رفض الفيفا خوض اللاعبين المباريات (حفاة) من دون أحذية، وبدأت الحكاية مع الميدالية الذهبية لأسياد 1951 على حساب إيران في الدورة التي استضافتها الهند ثم الحلول رابعاً في أولمبياد هلسنكي 1956، وتوج نجمه نيفيل دي سوزا هدافاً للدورة بـ4 أهداف.
وفي أسياد 1958 حل رابعاً، قبل أن يسترد الذهب القاري من أرض إندونيسيا في 1962، بعد فوزه بالنهائي على بطل آسيا الكوري الجنوبي 2/1، وفي عام 1964 سجل حضوره الأول في نهائيات كأس آسيا، وحقق فيها أفضل إنجازاته بحلوله وصيفاً عقب تجديده الفوز على كوريا الجنوبية، وفوزه أيضاً على هونغ كونغ، ويمكن القول: إنها كانت خاتمة تلك الحقبة علماً أنه نال برونزية أسياد 1970.

أيقونة جديدة
يتغنى الهنود إلى الآن بأندير سينغ اللاعب الذي سجل مرتين بمرمى كوريا في نهائيات 1964، يوم حل النمور الزرق بمركز الوصيف في تلك البطولة، على الرغم من أن سينغ لم يسجل أكثر من 10 أهداف دولية، فإنه أصبح أسطورة الكرة الهندية إلى الآن، وهو ما يجعل القائد المخضرم للجيل الحالي سونيل تشيتري يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تسجيل إنجاز كبير يليق بعميد اللاعبين الهنود وصاحب 65 هدفاً دولياً، وهو ما يقتنع اللاعب ذو الـ34 ربيعاً بصعوبته في الإمارات، لكنه يدرك وهو المتبقي من جيل 2011 بأن الجيل الحالي تحسن كثيراً وخاصة أن معظم لاعبيه من الشباب، ومنهم أكثر من لاعب يحمل كنية (سينغ) سوركومار سينغ وروبين سينغ وميلان سينغ، ومعهم براديــب باباشان وبيكاش جيرو ورولين بورغوس ويوج بيخالوا وبروناي هيلدر.

تايلاند
الأفيال المحاربون خطواتهم ثقيلة
تعد كرة تايلاند الأقدم رسمياً بالقارة الآسيوية، فقد ظهر منتخبها باكراً قبل الحرب الأولى عندما كانت البلاد تُدعى (سيام)، لكن المشاركات الرسمية تأجلت حتى ما بعد الحرب الثانية من خلال الألعاب الأولمبية وبطولات إقليمية، ويعتبر منتخب الأفيال الزرقاء أحد منتخبات جنوب شرق آسيا الكبيرة، وذلك من خلال تتويجه بطلاً لكرة القدم في ألعاب تلك المنطقة في تسع مناسبات وخمس مرات ببطولة (AFF) البطولة الخاصة بتلك البقعة الجغرافية، وعلى الرغم من عدم بلوغه كأس العالم، فإنه شارك في 7 نهائيات للبطولة الآسيوية الأرفع، وحل ثالثاً في إحداها عندما استضافت بلاده النهائيات للمرة الأولى، لكنه بعدها تراجع كثيراً، فبلغ النهائيات أربع مرات متتالية ودع فيها من الدور الأول، قبل أن تكون تايلاند إحدى أربع دول استضافت نسخة 2004، وكان الظهور الأخير قبل استغلال رفع العدد في البطولة القادمة التي بلغها من التصفيات الأولى.

اليوغسلافي وثلاثي الساموراي
يقود الأفيال في الإمارات المدرب اليوغسلافي ميلوفان راييفاتش (64 عاماً) صاحب الخبرة التدريبية الواسعة على صعيد الأندية والمنتخبات، وهو الذي سبق له تدريب منتخبات غانا في مونديال 2010 والجزائر وقطر، ويعول المدرب المخضرم الذي يحتفل بمرور ثلاثة عقود على مزاولة التدريب على ثلاثي محترف في الأندية اليابانية، وفي مقدمته تيراسيل دانغدا ابن الثلاثين عاماً (96 مباراة دولية، 42 هدفاً) ويلعب في سانفريتشي وفي الوسط تشاناتيب سونغكراسين ويلعب في كونسادول، أما الثالث فهو المدافع ثيراتون بونماثان (فيسيل كوبي)، وإلى جانب هؤلاء هناك الحارس كاوين ساماتشانان المحترف في بلجيكا، وإلى جانــب الرباعــي هناك عدد من المحليين مثــل: المهاجم أديســاك كرايسورن (27 عاماً، 28 مباراة، 8 أهداف) ولاعب الوســط ثيتبــان بوانغشـان (25 عاماً، 17 مبـــاراة دوليــة، 4 أهداف).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن