رياضة

بعد عقوبات اتحاد كرة السلة … جماهير الاتحاد تطالب برحيلهم وأنور يغرد من أجل القبلاوي

| حلب – فارس نجيب آغا

دعونا لا نفكر كثيراً بمضمون العقوبات التي أصدرها الاتحاد العربي السوري لكرة السلة بحق نادي الاتحاد بناء على الأحداث التي جرت في المباراة التي جمعته مع جاره الجلاء برسم مسابقة كأس الجمهورية، وما هو مؤكد وبات قطعياً أن الجماهير لم يعد لديها ثقة بمن اجتمع وقرر وقصم ظهر ناديهم من خلال الموجة العنيفة التي أطلقت عبر هشتاغ خاص تناقلته معظم الصفحات الاتحادية معتبرين أن ما تم الإقدام عليه ضرب الفريق بالصميم وجرده من مدربه مع حزمة مالية تسدد بصندوق اتحاد اللعبة عطفاً على المواد التي تم الارتكاز عليها في لائحة الانضباط، مشددة الجماهير على أنه لم يكن هناك أي شفقة أو رحمة معتبرين أن سطوة مسؤولي السلة لا تنال إلا من الأندية وكأنهم يسعون لإفراغ الصالات من صخب المدرجات مذكرين بذيول الخيبات عبر النتائج الرقمية الهزيلة التي منيت بها منتخباتنا الوطنية في الآونة الأخيرة، ورغم ذلك لم يبرحوا كراسيهم، ومستغربين في الوقت ذاته عدم صدور أي قرار بحق أصحاب الصافرة الذين كانوا سبباً رئيسياً بإشعال فتيل الأزمة على باركيه صالة الأسد الرياضية بمن فيهم مراقب اللعبة الذي أدى دوراً مهماً عبر توجيه إنذارين بحق الجماهير دون علم أحد وهو ما توقف عنده مدرب الاتحاد الكابتن عثمان قبلاوي، ما حدث من سيناريو تم إخراجه بعناية فائقة وإطلاق حكم الإعدام بحق القبلاوي دون إجراء أي تحقيق واكتفى مسؤولو السلة بإصدار عقوباتهم دون سماع الطرف الآخر.
وتأسفت الجماهير على المعاملة بتلك القسوة التي وصل إليها اتحاد السلة، حيث نسف تاريخاً كاملاً لرجل دافع عن قميص المنتخبات الوطنية وأفنى عمره ولم يرف لهم رمش عين والعتب دون أدنى شك على من بيده القلم، حيث طالب الاتحاديون بضرورة إجراء تغييرات في اتحاد كرة السلة نتيجة الحالة التعسفية التي تدار بها الأمور رافعين السقف لإعفاء رئيسه جلال نقرش.
نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن أحد لأن القبلاوي ذاته قدم الاعتذار عما بدر منه عبر صفحته الشخصية في منصة موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، ومن المتعارف عليه أن كل شخص مدان سيمثل أمام المحكمة حتى يصدر الحكم النهائي بحقه بعد جلسات مداولة لكن وضع القبلاوي مع حفظ الألقاب لم يمر بالخطوات الرسمية المتعارف عليها بل تم الحكم عليه بالإعدام دون أن توجه إليه دعوة لسماع وجهة نظره ومنحه حق الدفاع عن نفسه في خطوة توضح مدى استعجال اتحاد السلة وركوبه القطار السريع بدلاً من الاجتماع مع القبلاوي قبل إطلاق الحكم النهائي كما يحدث عادةً لتطوى صفحة لاعب ومدرب له اسمه ووزنه ويلغى اعتماده من أسرة المدربين السوريين في سابقة هي الأولى من نوعها تحت بنود ذات لون أسود ونقطة ستبقى في سجلهم مع توجيه تنبيه لرئيس نادي الاتحاد وكأنه يتبع لهم في بادرة تؤكد تخبط الاتحاد ولجنته المستعجلة التي بطشت بكل ما أوتي بها من قوة تجاه صرح رياضي كبير فهل هناك شيء بعد؟
ماذا حدث؟
مختصر ما حدث هو توقف مباراة الجلاء والاتحاد قبل نهايتها بثوان بعد صافرة من أحد الحكام تفيد بإلغاء سلة لنادي الاتحاد كسب من خلالها نقطتين ومنحته التقدم على منافسه معتبراً ذلك الحكم أن الكرة قد تجاوزت خط الملعب وهو الذي يتمركز بالجهة المقابلة وسط اعتراضات وهرج ومرج ساد الأجواء وغليان جماهيري على المدرجات تم على أثرها توقف اللعبة وتضاربت الأقاويل حول الانسحاب تحت دواعي عدم تفاقم الأوضاع مع ولوج الحكام لمشالحهم وكأنهم ينتظرون تلك الفرصة ثم خرج مدرب الاتحاد بعد ساعات عبر بث مباشر متناولاً بعض أصحاب الكراسي في اتحاد كرة السلة لتتفاقم الأمور بشكل سريع جداً ولتجتمع لجنة الأمور المستعجلة وتخرج بقرارات سلخت من خلالها جلد نادي الاتحاد تحت مسوغات (مواد وفقرات) عبر حرمان الجماهير من متابعة فريقها ودفع مئات الآلاف والأهم إيقاف مدرب الاتحاد عثمان قبلاوي لمدة عام وشطبه من أسرة المدربين السوريين المعتمدين واقتراح فصله من منظمة الاتحاد الرياضي العام بسبب تصرفاته والإساءة إلى القائمين على السلة السورية وكوادرها المختلفة من حكام ومراقبين وشدد البلاغ الذي حمل رقم (4) على ضرورة تسديد الغرامات وفي حال عدم السداد لن يستطيع نادي الاتحاد استكمال بقية مبارياته وهي النقطة الأهم التي هرول خلفها اتحاد السلة فربما صندوقه المالي خالي الوفاض ويحتاج لمن ينعشه بالسرعة الكلية.
موقف شجاع
رفيق درب القبلاوي الكابتن أنور عبد الحي وهو نائب رئيس اتحاد كرة السلة قال: أشد المتشائمين لم يتوقع أن يصدر اتحاد اللعبة ورئيسه جلال نقرش ما يمكن أن يطلق عليه حكم الإعدام بحق نجم السلة السورية عثمان قبلاوي ولزوم تخفيف العقوبة التي طالته فيما لم تتم دعوته نهائياً للاجتماع الذي اتخذت فيه تلك القرارات والكلام لعبد الحي معترفاً بأن القبلاوي أخطأ في تصريحاته لكنه لاعب قدّم الكثير للبلد ومن المفترض منحه فرصة ليشرح ما حدث معه وبعدها يتم اتخذا العقوبة وحكم المباراة أخطأ وتسبب بالمشكلة ويفترض معاقبته أيضاً.

مصالحة وأسف
المدرب عثمان قبلاوي وفي حديث خص به «الوطن» أكد حدوث مصالحة مع نادي الجلاء بمكوناته واستغرب كيف تتخذ بحقه عقوبة لمدة عام ومن ثم شطبه من أسرة المدربين السوريين المعتمدين في قرار فريد من نوعه لم يحدث سابقاً، علماً أنه يحمل شهادة تدريب آسيوية فكيف يقرر اتحاد السلة هذا الأمر، وما الشيء الذي ارتكز عليه ليشطب من مهنته وتأسف عن مدى القساوة بالعقوبة التي طالته وهي غير منطقية ناهيك عن عدم تكليف اتحاد كرة السلة خاطره بتوجيه دعوة له للاجتماع معه فتم صياغة وتقرير كل شيء دون وجه حق لأنهم في عجلة من أمرهم، ورغم كل ما قدمته خلال مسيرتي عبر المنتخبات الوطنية إلا أنهم نسفوا كل ذلك وكأنني رجل غريب عن البلد فهل ضمائرهم راضية ومرتاحة عما فعلوه؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن