سورية

أطباء في شمال البلاد ضحايا الفلتان الأمني

| وكالات

تصاعدت حالة الفلتان الأمني في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة شمال البلاد، وبات الأطباء من ضحاياها بغية الحصول على مبالغ كبيرة من المال كفدية من قبل الخاطفين.
وقالت وكالة «رويترز» للأنباء في تقرير: «كان الدكتور خليل آغا يعمل في مستشفى بشمال غرب سورية عندما طرق مسلحون ملثمون بابه ولوحوا بورقة تفيد أنه مطلوب لدى إحدى الجماعات الإسلامية ذات النفوذ، وألقوا به في سيارتهم مقيد اليدين معصوب العينين».
وبحسب التقرير، طلب الخاطفون 100 ألف دولار فدية لإطلاق سراحه. وأصبح الطبيب الجراح واحداً من عشرة من العاملين في المجال الطبي تعرضوا للخطف هذا العام في منطقة تحت سيطرة المعارضة تنزلق تدريجياً إلى الفوضى.
واعتبر التقرير، أن «انخفاض التمويل الخارجي سواء للجماعات المتشددة أم للشرطة المحلية التي تواجه صعوبات في فرض قدر من النظام أضعف الأمن».
ولفت إلى أنه حالياً «يشعر العاملون في المجال الطبي بالوطأة إذ تتنافس عصابات مسلحة على النفوذ والمال. وتستهدف العصابات الأطباء لأنهم مشهورون ولأن دخلهم مرتفع نسبياً ولأنهم يميلون لإبداء آراء تتعارض مع آراء خاطفيهم». وقال رئيس ما يسمى «مديرية الصحة» في إدلب، منذر خليل، وفق «رويترز»: إنه لم تقع أي اعتداءات تقريباً على العاملين في المجال الطبي في السنوات الخمس الأولى من الحرب.
وأضاف: «بداية من 2011 حتى نهاية 2016، تقريباً ما كان في أي اعتداءات على كوادرنا وسياراتنا. بس آخر سنتين صار في عبوات ناسفة تستهدف سياراتنا. سرقة سيارات. اعتقالات. محاولات اغتيال». وأوضح التقرير أنه «قبل أربعة أشهر كان الدكتور آغا يعمل في مستشفاه بشرق محافظة اللاذقية قرب إدلب عندما سمع طرقة على الباب. فتح الباب فوجد رجلين مسلحين أبلغاه أنه مطلوب أمام محكمة تديرها جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية التي تسيطر على قطاع كبير من المنطقة».
وتابع التقرير: «قيد الاثنان يداه وعصبا عينيه». ونقلت «رويترز» عن آغا قوله: «بعد سبعة أيام لحتى طلعوني لحتى شفت الضوء».
ووفق التقرير، فقد اتهمه الخاطفون بالعمل مع تركيا وجمعيات أهلية أجنبية وجماعة معارضة سورية أخرى وطالبوا زوجته بدفع 100 ألف دولار، فباعت مجوهراتها وسيارته واقترضت المال من أكبر عدد ممكن من الناس لدفع الفدية.
ولفت التقرير، إلى أن الوضع ازداد سوءاً بوصول عشرات الآلاف من المسلحين وعائلاتهم من جيوبهم التي هزموا فيها بمناطق أخرى من سورية إلى شمال غرب البلاد.
وقال الدكتور آغا: «وزاد عدد الفصائل، ما زاد التناحر بينها، وفي ناس سيطرت وفي ناس انقرضت»، وأضاف: «صار كل واحد يشتغل لحاله، على أجندة معينة، أجندة سواء سياسية أم أجندة دينية. وبالتالي ما بقى حدا مسيطر على منطقة معينة لحتى يكون فيها أمن».
وخلال الصيف نظم الأطباء في إدلب إضراباً عن العمل لمدة ثلاثة أيام احتجاجاً على أعمال الخطف وتفشي انعدام الأمن، وبدأ بعض الأطباء حمل أسلحة صغيرة على سبيل الحماية رغم أن آخرين قالوا إنها لن توفر لهم الحماية.
وقال صيدلي تعرض للخطف في الآونة الأخيرة، بحسب «رويترز»: «ولكن السلاح الفردي شو بيعمل أمام مجموعة مسلحة ومجهزة؟».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن