سورية

بعد عامين على تحرير كامل حلب … نصر قريب ترتسم أفقه على امتداد الوطن

| وكالات

بعد عامين على انتصار الجيش العربي السوري على الإرهابيين في حلب وعودة المدينة مكللة بالغار ترتسم في أفق الغد القريب أكاليل الغار معلنة نصراً مؤزراً على امتداد الوطن.
وبمناسبة الذكرى الثانية لتحرير حلب التي صادفت يوم أمس، قالت وكالة «سانا» للأنباء: «لأيقونة الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهاب في حلب ترتسم في أفق الغد القريب أكاليل الغار معلنة نصراً مؤزراً على امتداد الوطن… فملحمة الشهباء دخلت تاريخ الحروب الوطنية وتربعت على عرش ذهبي معلنة حلقات لا تنتهي من ملاحم عسكرية بطولية رسمها بواسل الجيش على امتداد الجغرافيا السورية من دير الزور وحمص والغوطتين إلى حوران والقنيطرة».
وأكد التقرير أن مدينة حلب المنتصرة بدماء الشهداء وبطولات الجرحى وصمود أهلها أحبطت مشروع الأعداء وقطعت شرايين التقسيم ورسمت بعزيمة جيشها وصبر أبنائها طريق المجد والتحرير فكان انتصار الشهباء تحولاً استراتيجياً في الحرب على الإرهاب وضربة قاصمة للمشروع الإرهابي وداعميه.
واعتبر أن تحرير مدينة حلب ودحر التنظيمات الإرهابية جاء كخطوة مهمة لإحباط مشروع خططت له ونفذته أنظمة إقليمية وخليجية تدور في فلك كيان العدو الإسرائيلي وتضع نفسها في خدمة مخططات الولايات المتحدة لتقسيم المنطقة وترسيخ آليات نهبها عبر الصراعات والحروب العدوانية التي تنفذها بالنيابة عنها تنظيمات إرهابية صنعتها في أروقة أجهزة استخباراتها ودعمتها بالمال والسلاح والمرتزقة.
ولفت إلى أنه وبإنهاء الوجود الإرهابي في درة الشمال السوري سقط المشروع الأردوغاني الإخواني في المنطقة فكانت حساباته مخالفة لغلة البيدر التي حصدها الجيش العربي السوري وخبر تركيبتها التكفيرية الظلامية وكانت له الكلمة الفصل ودحر آلاف الإرهابيين والمرتزقة الذين هربهم النظام التركي عبر الحدود من مختلف أصقاع العالم للاعتداء على الدولة السورية.
واعتبر التقرير، أن تقويض مشروع المنطقة العازلة التي سعى إليها نظام أردوغان الإخواني منذ بداية الحرب العدوانية على سورية جاء عبر محطة انتصار أخرى تميزت بها معارك تحرير حلب وريفها تمثلت في فك الحصار عن مطار كويرس العسكري والكلية الجوية بالريف الشرقي في الـ10 من تشرين الأول من عام 2015 ليشكل المطار وحاميته فيما بعد قوة إسناد أساسية في مجمل المعارك التي خاضها الجيش ضد الإرهابيين.
ولفت إلى أن الجيش والجهات المختصة، وانطلاقاً من الحرص على حياة المدنيين وبالتوازي مع الاشتباكات القوية التي كانت تدور من حي إلى آخر وضمنها من شارع إلى مدخل جادة سكنية، قاموا بتأمين عدة ممرات إنسانية لتأمين خروج الأهالي الذين اتخذتهم التنظيمات الإرهابية دروعاً بشرية ومن المشاهد الراسخة في الذاكرة خروج الأهالي أطفالاً ونساء وشيوخاً على الإرهابيين ومحاولتهم المرور عبر الممرات الآمنة وتحديهم لرصاص الإرهابيين ما أدى إلى ارتقاء شهداء بينهم.
وأوضح التقرير أن الارتباك الذي أصاب الإرهابيين وتحدي الأهالي لرصاصهم وسرعة الانقضاض على نقاطهم المحصنة بخبرة الجندي العربي السوري وبسالته عجلت من السقوط المدوي لهم وأسدل الستار على صفحة سوداء استمرت لأكثر من 3 سنوات وأصبحت المدينة منذ ذاك التاريخ على موعد مع مرحلة جديدة من إعادة إعمار ما خربه الإرهاب.
ووفق التقرير فإنه ومع آخر رصاصة أطلقت لدحر الإرهابيين بدأت احتفالات أهالي المدينة بالتحرير الممهور ببطولات الجيش ودماء شهدائه الأبرار وصبر أهلها ودماء الآلاف من أبنائها الذين ارتقوا بقذائف وإجرام الإرهاب التكفيري ولأن الشهباء لا تموت ضجت المعامل بأصوات الآلات وما هي إلا أشهر قليلة حتى عادت مئات المنشآت إلى الإنتاج في مدينة الشيخ نجار الصناعية والقطاعات الخدمية والاقتصادية كالاتصالات والتعليم والسياحة والنقل وغيرها الكثير.
وأكد التقرير، أنه وبتحرير مدينة حلب لم تتوقف المعارك في غير منطقة على امتداد الجغرافيا السورية ولإنهاء وجود تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في ريفي حماة وحلب وتأمين عدد من طرق المواصلات والإمداد بين المحافظتين وربطهما بالبادية السورية وصولاً إلى الحدود العراقية، حيث تواصلت العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في ريف مدينة حلب وعمقها الحيوي باتجاه منطقة أبو الضهور وتكللت العمليات بانتصار جديد في الـ21 من كانون الثاني الماضي باستعادة السيطرة على 300 قرية وبلدة في المنطقة الممتدة بين أرياف حماة وإدلب وحلب وعلى مطار أبو الضهور العسكري بعد تدمير آخر تجمعات وتحصينات التنظيمات الإرهابية فيها.
وأشار التقرير إلى الانكسارات والتخبط الذي عاشته التنظيمات الإرهابية بعد محاصرتها وقطع طرق إمدادها والانتصارات التي حققها الجيش في جميع محاور القتال ضد الإرهابيين والتي سرعت في تهاوي معاقل الإرهاب في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي في الـ 16 من أيار الماضي عندما تمت إعادة الأمن والاستقرار إلى 65 مدينة وبلدة وقرية وأرغمت التنظيمات الإرهابية على الخروج من المنطقة إلى إدلب وجرابلس بعد تسليم كل ما لديها من أسلحة ثقيلة ومتوسطة.
وأكد التقرير، أنه بعد انتصار حلب كان وقع الخسارة والهزيمة مهولا على النظام التركي الأردوغاني الذي يحاول يائسا سلب أهالي حلب والسوريين بهجة انتصار ممهور بدماء الشهداء فتابعت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الريف الشمالي الغربي والغربي للمدينة الاعتداء بشكل متكرر على المدنيين بقذائف الموت والغدر وليس آخرها في الـ24 من الشهر الماضي حيث أصيب 107 مدنيين باختناقات متنوعة نتيجة اعتداء الإرهابيين بقذائف تحمل غازات سامة على أحياء المدينة إمعاناً منها في استمرار عدوانها على السوريين ودولتهم وانتقاماً من صمودهم وتحديهم للإرهاب وداعميه.
وختم التقرير بالقول: بعد عامين على الانتصار وعودة حلب مكللة بالغار وما تبعها من جواهر نفيسة في عقد الانتصارات وتحرير المدن والقرى والبلدات والمناطق من دير الزور إلى الغوطتين والقنيطرة ودرعا يؤكد السوريون قولا على بدء.. بأن سورية ستفشل كل المخططات العدوانية التي تستهدفها وبأن مشروع صانعي الإرهاب ورعاته لن يمر من وطن الأبجدية الأولى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن