سورية

تقرير أميركي: قرار ترامب يدفع «قسد» لصفقة مع دمشق

| وكالات

رجح مركز «مجلس العلاقات الخارجية» للدراسات الأميركية، أن يدفع قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سورية، الميليشيات الكردية إلى إبرام صفقة مع دمشق لمواجهة العدوان الجديد الذي ينوي النظام التركي تنفيذه في شرق سورية. واعتبر المركز في تقرير له، أن إعلان ترامب عن قراراه يعد خيانة لشريك واشنطن الأساسي على الأرض شرق سورية المتمثل بميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي السورية، فضلاً عن أن قراره يعني تخليه عن حلفاء إقليميين آخرين له، وخاصة كيان الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعله وحيداً أمام إيران وحزب اللـه اللبناني في سورية. ورأى التقرير، أنه دون وجود الولايات المتحدة الأميركية في سورية، ستعتمد الجهات الفاعلة الإقليمية على روسيا لتحقيق مصالحها.
وفي حال قررت أنقرة الهجوم على شمال شرقي سورية ضد «قسد» والوصول إلى الحدود العراقية السورية، ستجد تركيا نفسها في حالة حرب غير نظامية في بلد أجنبي، ويمكن أن تورط نفسها في حرب عصابات طويلة ودامية مع المسلحين الأكراد، وسط أنباء عن وجود بين 30 و60 ألف مسلح من ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ«قسد»، اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة في سورية خلال السنوات الماضية، بحسب التقرير. ورجح التقرير أن «يتوجه الأكراد إلى الحكومتين السورية والروسية في أعقاب قرار إدارة ترامب، طالبين إبرام صفقة مع الحكومة السورية» تضمن لهم ما يسمى «حكماً ذاتياً» مقابل موافقة الأكراد على استعادة دمشق السيطرة على كامل المناطق السورية في سبيل مواجهة التحرك التركي العسكري، ما سيزيد من احتمالات اندلاع مواجهة بين سورية وتركيا. واعتبر أن «كل المؤشرات الآن تشير إلى أنه ستكون هناك صفقة بين دمشق والأكراد تتيح لها استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية مقابل توفير الحماية للأكراد في مواجهة تركيا، وفي حال حدوث هذا، فإن الوضع سيسوء بشكل كبير»، وخاصة في حال أعطى رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أوامره للجيش ببدء عدوانه على شمال شرق سورية. وكان أردوغان هدد ببدء عدوان جديد على الأراضي السورية عبر عملية عسكرية في شرق نهر الفرات بحجة القضاء على الميليشيات الكردية، لكن أول من أمس قال إنه قرر، في ضوء قرار أميركا ومحادثة هاتفية أجراها مع ترامب في 14 الشهر الجاري أن يؤجل، في الوقت الراهن، عملية عسكرية ينوي إطلاقها في شمال سورية.
وبالنسبة لروسيا، بحسب التقرير، فإنها ستحاول اللعب مع جميع الأطراف، وضمان تعزيز تأثيرها على أنقرة، ما سيضعف علاقات تركيا مع حلف شمال الأطلسي «الناتو» وأوروبا، والتي هي ضعيفة أساساً. وخلص التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآن يلعب دور الوسيط بلا منازع في صياغة مستقبل سورية، لكن على موسكو أن تتعامل مع المصالح التنافسية لسورية وتركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن