سورية

تعزيزات تركية إضافية إلى الحدود.. و«قسد»: داعش صعّد هجماته بعد قرار الانسحاب الأميركي … أهالي الحسكة يؤكدون وقوفهم إلى جانب الجيش ومستعدون لمواجهة تهديدات أردوغان

| الوطن- وكالات

أكد عضو مجلس الشعب حسن سلومي، أن أبناء الحسكة مستعدون لمواجهة التهديدات التركية، في وقت توصلت فيه استعدادات النظام التركي لشن عدوان على سورية في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات بإرساله المزيد من الحشود العسكرية إلى المناطق الحدودية.
وفي الأسبوع الماضي، هدّد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بشنّ عملية عسكرية جديدة ضدّ «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سورية خلال «أيام قليلة»، قبل أن يعلن عن تأجيل العدوان، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الماضي سحب قواته من سورية، إلا أن ترامب عاد أول من أمس وقال: «يجب أن تتمكن بعض الدول المحلية الأخرى، بما في ذلك تركيا، من التعامل مع كل ما تبقى من داعش».
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء أمس، أن الفعاليات الأهلية والاجتماعية والدينية في مدينة القامشلي نظمت مسيرة شعبية حاشدة للتنديد بتهديدات النظام التركي تجاه الأراضي والشعب السوري، مؤكدين وقوف أبناء المحافظة صفاً واحداً خلف الجيش العربي السوري في التصدي للإرهاب وداعميه والتهديدات الخارجية.
ووفق الوكالة، انطلقت المسيرة من حارة طي لتجوب العديد من أحياء مدينة القامشلي وتستقر في ساحة السبع بحرات حيث رفع المشاركون فيها الأعلام الوطنية ولافتات كتبت عليها عبارات تندد بالدور التركي الداعم للمؤامرة التي تحاك ضد الشعب السوري منذ ثماني سنوات ودعم هذا النظام للتنظيمات الإرهابية وتهديده بالعدوان على الأراضي السورية.
ونقلت «سانا» عن عضو مجلس الشعب حسن سلومي توضيحه، أن أبناء المحافظة مستعدون لمواجهة هذه التهديدات وسيبقون الرديف الأول للجيش العربي السوري في مقارعة الإرهاب والتهديدات الخارجية لأنه الضامن الوحيد للوحدة الوطنية والسيادة، على حين أشار أحد وجهاء عشيرة المعامرة فيصل العازل إلى أن أبناء القامشلي ومن مختلف المكونات الاجتماعية شاركوا بمسيرة جالت معظم أحياء المدينة ليقولوا بصوت واحد «لا للتهديدات والممارسات التي يقوم بها النظام التركي راعي الإرهاب.. ولن نقبل بأن يدنس أرضنا الأتراك أو غيرهم من الغزاة.. فدماؤنا فداء للوطن.. وترابه الطاهر سيبقى عصياً على كل الغزاة».
وشهدت مدينتا الحسكة والقامشلي نهاية الأسبوع الفائت وقفات احتجاجية للتنديد بالتهديدات التركية ضد سورية.
بموازاة ذلك، نقلت وكالة «رويترز» أمس عن مواقع تركية أن أنقرة أرسلت تعزيزات إلى حدودها مع سورية، مشيرة إلى أن نحو مئة مركبة بينها شاحنات بيك أب مزودة بمدافع رشاشة وأسلحة شقت طريقها إلى بلدة كلس الحدودية في لواء اسكندرون السليب وهي تحمل دبابات ومدافع هاوتزر وأسلحة رشاشة وحافلات تقل أفراداً من القوات الخاصة.
وأضافت الوكالة: إن جزءاً من العتاد العسكري والجنود سينتشرون في نقاط على الحدود فيما عبر البعض إلى داخل سورية عبر منطقة البيلي، التي تبعد 45 كيلومتراً من مدينة منبج بريف حلب.
وتعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب» المدعومة من الولايات المتحدة منظمة إرهابية وامتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور الذي يحمل السلاح على أراضيها منذ الثمانينيات.
من جانبه، أكد المتحدث باسم «قوات سورية الديمقراطية– قسد» التي تشكل «الوحدات» عمودها الفقري كينو غابرييل في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، استمرار «قسد» بالتقدم على حساب داعش «بالتنسيق مع التحالف الدولي»، لافتاً إلى «ازدياد عدد الهجمات التي ينفذها داعش»، وأعرب عن اعتقاده أنهم «يستغلون التصريحات بخصوص الانسحاب الأميركي من المنطقة».
في المقابل، أكد المتحدث باسم ميليشيا «الجيش الوطني» يوسف حمود التي شكلها النظام التركي، أن هناك مفاوضات بين الولايات المتحدة وتركيا حول تولي الأخيرة مهمة القضاء على داعش في سورية، موضحاً في تصريحات نقلتها مواقع إلكترونية معارضة، أن المفاوضات تجري حول مرحلة ما بعد «وحدات حماية الشعب» الكردية، وإحلال قواته والجيش التركي محل القوات الأميركية في شمال وشمال شرقي سورية.
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة أيضاً، أكد عضو ما يسمى «مكتب منبج الإعلامي» حامد العلي، أن القوات الأميركية متواجدة في قواعدها حول مدينة منبج، دون أي انسحاب لهم.
ومن داخل منبج، ذكرت المواقع نقلاً عن مصادر لم تسمها أن المدينة تشهد هدوءاً حذراً وتخبطاً في نفس الوقت، بسبب غموض ما ستكون عليه الأيام المقبلة، وتخوف الأهالي من عمل عسكري تركي.
في الأثناء ذكرت المواقع أن رتلاً عسكرياً مؤلفاً من تسع سيارات عسكرية بينها أربع ترفع العلم الفرنسي دخل أمس إلى مدينة تل أبيض شمال مدينة الرقة، دون معرفة أسباب دخولها أو المنطقة التي قدمت منها، بحسب مصدر عسكري في «قسد».
من جانبه أكد الرئيس المشترك لـ«مجلس سورية الديمقراطي– مسد» رياض درار أنهم طالبوا المسؤولين الفرنسيين بتحمل مسؤولياتهم من أجل حماية منطقة شرق الفرات، حتى لو تطلب الأمر اتخاذ قرار عن طريق مجلس الأمن، لكنهم لم يتلقوا وعوداً من باريس، وتابع: «لكن لا شك أن الفرنسيين سيمارسون المزيد من الضغط لمنع التهديدات لأن ذلك سيعود بالصراع السياسي إلى بدايته وهم سيشاورون بقية الأطراف ويتصرفون بما يتناسب مع الحالة التي يمر فيها شرق الفرات».
وأشار «درار» إلى أن المسؤولين الفرنسيين أبلغوهم أنهم حاولوا الضغط على ترامب ليتراجع عن قراره، دون نتيجة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن