سورية

نفت التخطيط للقاء بين بوتين وأردوغان … موسكو تشكك بصدقية الانسحاب الأميركي من سورية

| وكالات

شككت روسيا بصدق النيات الأميركية بالانسحاب من سورية، وفي الوقت نفسه توقعت تواصل التنسيق بين الجانبين حول سورية، ونفت ما صدر عن النظام التركي عن تخطيط للقاء قريب بين رئيسه رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير، على حين أعلن نظام أردوغان انتهاءه خططه للعدوان على مناطق في شرق الفرات.
وبعدما أعلن البيت الأبيض الأربعاء الماضي عن بدء سحب القوات الأميركية من سورية، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف أمس في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية: إن «الحوار عبر القنوات العسكرية حول إنهاء الصراع وبشكل عام حول عدة جوانب من الوضع العسكري في سورية لم يتوقف».
وتابع ريابكوف: «المسألة هل سيتم تنفيذ هذا القرار (الانسحاب)؟ ولدي شكوك كبيرة حول هذه النقطة»، ومضى قائلاً: «شخصياً يبدو لي، أنه نظراً لجميع الظروف فإن تنفيذ القرار سيتأخر كحد أدنى».
من جهتها نقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله أمس: إنه لا توجد خطط للقاء قريب بين بوتين وأردوغان، بعدما كان أردوغان قال للصحفيين في وقت سابق: «اليوم أو غداً سيتوجه مجموعة من زملائي إلى موسكو، ووفقا لتطورات الزيارة، سيكون لدي فيما بعد لقاء مع السيد بوتين»، مشيراً بحسب وكالة «الأناضول» إلى أن لقاءه مع بوتين سيكون بشكل مباشر على الأرجح.
وأضاف أردوغان: إن واشنطن «قامت بما يقع على عاتقها.. وأعلنت ذلك (الانسحاب)»، وتابع: «أما (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون فتصريحه مختلف، ولذلك نحن الآن ننظر إلى تصريح ترامب»، مؤكداً أن نظامه سيواصل التعاون مع ترامب خلال هذه المرحلة، بعدما كان ماكرون، أعرب الأحد، عن «أسفه» لقرار ترامب.
بدورها ذكرت وكالة «فرانس برس» أن أردوغان دعا ترامب لزيارة تركيا عام 2019، وقال أحد المتحدثين باسم البيت الأبيض هوغان جيدلي: «مع أنه لا يجري التخطيط لشيء محدد، الرئيس منفتح على لقاء محتمل في المستقبل مع أردوغان».
وقبيل ذلك، صرح الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أنه بانتظار ذلك «سيأتي وفد أميركي إلى تركيا الأسبوع المقبل»، موضحاً أنهم «سيناقشون وسائل تنسيق (الانسحاب) مع نظرائهم الأتراك».
بدورها ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أن قافلة عسكرية تركية تضمّ مدافع هاوتزر وبطاريات مدفعية إضافة إلى وحدات مختلفة من القوات المسلحة تمّ نشرها في منطقة إلبيلي الحدودية في محافظة كيليس.
وقالت صحيفة «حرييت»: إن إرسال هذه التعزيزات بدأ في نهاية الأسبوع مع وصول نحو مئة آلية عسكرية إلى منطقة الباب في شمال سورية التي يحتلها الجيش التركي وميليشيات موالية له.
وكشف كالن أن «بدء تفعيل آلية الانسحاب الأميركي من سورية هو نتيجة دفع أردوغان ترامب لهذا القرار بدواع مقنعة خلال مكالمتهما التاريخية في 14 الشهر الجاري» بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وسبق ذلك تأكيد كالن نفسه الاثنين أنه «سننسق مع روسيا بالتزامن مع تنسيقنا مع الولايات المتحدة الأميركية وقوات التحالف الدولي بشأن العمليات شرق الفرات»، وتابع: «تركيا لن تستهدف أكراد سورية طالما لم يتورطوا في الإرهاب».
من جانبه أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن تركيا تملك القوة التي تمكنها من القضاء على داعش في سورية بمفردها، ولفت خلال اجتماع بالعاصمة أنقرة، لتقييم السياسات الخارجية التركية في 2018، إلى أن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بضرورة ألا يخدم انسحابها من سورية أجندة «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وأوضح أن تركيا اتفقت مع واشنطن على استكمال تنفيذ بنود «خريطة طريق» منبج قبل الانسحاب الأميركي من سورية.
وأضاف جاويش أوغلو إنه إذا بقيت فرنسا في سورية بهدف حماية «الوحدات»، فإن ذلك لن يفيد الأخيرة أو باريس.
وأوضح أن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والعسكريين من بلاده وأميركا يتبادلون الآراء حول كيفية التنسيق بخصوص انسحاب القوات الأميركية من سورية، وعدم حدوث فراغ أمني هناك.
وذكر جاويش أوغلو، أنه يعتزم زيارة موسكو لبحث التسوية السياسية في سورية.
أما خلوصي أكار وزير دفاع أردوغان، فأكد أنه «تم التخطيط لكل شيء، وتسير الأمور وفقاً للزمن المحدد» فيما يخص العدوان التركي المتوقع على شرق الفرات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن