رياضة

بعد نهاية ذهاب الدوري الممتاز- تحليل ورؤية شاملة … فرق الوسط بالدوري بين التقدم والهروب من الخطر

| ناصر النجار

القسم الثاني من حديثنا عن ذهاب الدوري الممتاز، سيكون حول فرق الطابق الثاني وهي الوثبة والنواعير وحطين والشرطة.
هي حالياً بنقاطها بالمنطقة الدافئة، لكنها قريبة جداً من مناطق الخطر ولا يفصلها عنها إلا بضع نقاط.
كيف ظهرت هذه الفرق بالذهاب، وما موقفها من الإياب؟
الإجابة بالتفاصيل الآتية..

شيء محير
ما حققه الوثبة أمر يدعو للعجب العجاب فالفريق كان مهيأ لأداء ونتائج أفضل، حتى إن بعض المتابعين وضعوا الفريق في المقدمة بين المنافسين وخصوصاً بعد فوزه بدورة تشرين الكروية.
إدارة الوثبة لم تقصر مع الفريق، مدرب محترف ومحترم له باع طويل في الدوري ولاعبون محترفون جدد بلغوا العشرة من خارج النادي، فكان السؤال مع نهاية الذهاب: أين تكمن العلة؟
قبل الإجابة عن السؤال نستعرض بعض نتائج الفريق بالدوري وكانت فعلاً محيرة ومتناقضة، فالفريق حقق نتائج جيدة مع فرق الصدارة، ففاز على تشرين 2/1 وتعادل مع الجيش 2/2 بعد أن كان متأخراً بهدفين لصفر، كما تعادل مع الوحدة صفر/صفر وكلا التعادلين كان بدمشق. وحقق فوزين كبيرين على جبلة والشرطة 3/صفر.
على أرضه كان حصاده جيداً فنال 12 نقطة من أصل 18 نقطة ممكنة، أما خارجها فتعثر كثيراً فلم يحقق أكثر من ست نقاط من 21 نقطة ممكنة، لذلك فإن علة الفريق تكمن في المباريات التي يخوضها خارج أرضه، فخسر ثلاث مرات أمام الاتحاد 2/3 وأمام الطليعة 1/2 وأمام الحرفيين صفر/2 وهي أكبر مفاجآت الدوري لأن الحرفيين لم يحقق الفوز إلا بهذه المباراة وفاز على الساحل 1/صفر وتعادل مع الجيش 2/2 ومع الوحدة والنواعير سلباً.
مباريات الفريق في الإياب صعبة لأنه سيواجه المهددين بالهبوط خارج أرضه وهم على التوالي المجد والكرامة وجبلة وبعدها الشرطة وحطين كما سيواجه تشرين المنافس على القمة، ويستقبل على أرضه الجيش والوحدة والاتحاد المتنافسين على القمة ثم النواعير والساحل والحرفيين وأخيراً الطليعة.
الوثبة بدأ الدوري بأربعة تعادلات وأنهى الدوري بخسارتين وتعادل، وهذا يدل على أن ميزان الفريق غير منضبط، وبعض المراقبين أشاروا إلى خلل في خواصر الفريق.
النتائج بمجملها لم ترض القائمين على الفريق، والحلول ينتظرها جمهور النادي على أحر من الجمر.

التفوق على الذات
النواعير تفوق على الذات ووصل إلى أعلى المنطقة الدافئة متساوياً مع الوثبة بعدد النقاط 18 نقطة ومبتعداً عنه بفارق الأهداف.
والنواعير سيرته مثل سيرة كل موسم يبدأ ضعيفاً ثم يتجاوز مشاكله وعثراته رويداً رويداً ليستقر في المنطقة الدافئة، وهذا الموسم كانت المشاكل تغزوه من كل جانب ففضلاً عن المشاكل الإدارية كانت هناك خلافات كبيرة على المدرب، فاستقال رافع خليل بعد خسارتي البداية وكانت أسرع خسارة بالدوري ثم تولى مساعده أحمد حياري التدريب لست مباريات، قبل أن يستقر الفريق على مدربه السابق خالد حوايني في المباريات الخمس الأخيرة.
رافع خليل لم يحقق أي نقطة والحياري نال 11 نقطة في ست مباريات والحوايني سبع نقاط في خمس مباريات.
النواعير كان واقعياً فلم يتعملق على الكبار لأنه عرف حدوده، فخسر أمام الجيش 2/3 والوحدة صفر/1 وتشرين صفر/1 والاتحاد صفر/2 وخسر خارج أرضه أمام الشـرطة 1/2.
النتائج الإيجابية حققها مع الفرق التي هي دونه في الترتيب أو كان يساويها مرتبة، فكانت أغلبية نقاطه مضاعفة بالدوري فارتقى بسهولة إلى مناطق الأمان، فاز على حطين 3/1 وعلى المجد 1/صفر وعلى جبلة 1/صفر وعلى الحرفيين 3/2 وعلى الكرامة 1/صفر، وتعادل مع الساحل 1/1 ومع الوثبة صفر/صفر ومع الطليعة 2/2.
نقاطه كانت موزعة بالتساوي، فنال نصفها على أرضه ونصفها خارج أرضه.
إيابه صعب لأنه سيستقبل كبار الدوري الجيش والوحدة والاتحاد فضلاً عن جاره الطليعة المتوثب لتحقيق نتيجة جيدة هذا الموسم تضمن له موقعاً بين الكبار، ويلعب على أرضه أيضاً مع جبلة والشرطة والحرفيين والكرامة وصعوبة هذه المباريات تكمن بأن الفرق الزائرة من الفرق المهددة بالهبوط وخارج أرضه سيلعب مع تشرين وحطين والساحل والوثبة والمجد وهي مباريات غير مضمونة النتائج.
الصعب ممكن أن يصبح سهلاً، لكن ذلك متوقف على مدى الاستعداد الجدي للإياب وقدرة المدرب على قراءة المباريات بشكل صحيح، النواعير باختصار فريق جيد وقوي لكن تنقصه اللمسة الأخيرة.

اضطرابات إدارية
ما زالت الاضطرابات الإدارية تعصف ببحر الحوت منذ سنوات، فلم يعرف الاستقرار مطلقاً، والتخبط الإداري انعكس على الواقع الفني فتبعثرت جهود الفريق وتراوحت نتائجه بين الحسن وما دون ذلك، وشهد الفريق على الصعيد الفني تقلبات عديدة، فبدأ مع المرحوم محمد العطار لخمس مباريات ثم سليم جبلاوي لثلاث وأخيراً كان اختيار الإدارة لمحمد شديد الذي قاد الفريق في المباريات الخمس الأخيرة ومعه عرف الفريق الاستقرار وحقق النتائج الإيجابية.
نال حطين 16 نقطة، مع العطار أربع ومع جبلاوي نقطتين ومع الشديد عشر، وهذا يعني أن حطين عرف الازدهار بمدربه الأخير بوجود الإدارة الجديدة التي كان تعاقدها مع الشديد أول قراراتها.
حطين على أرضه نال سبع نقاط من فوز على الطليعة والكرامة 1/صفر، وتعادله مع المجد بلا أهداف، وخسر أمام تشرين صفر/1 وأمام الجيش قانوناً صفر/3 وأمام الوحدة صفر/1 وأمام الاتحاد 1/2.
وخارج أرضه نال تسع نقاط من فوزه على الشرطة 2/صفر والحرفيين 1/صفر وتعادل مع جبلة والساحل 1/1 ومع الوثبة 2/2 وخسر أمام النواعير 1/3.
في الإياب المواجهات لن تكون سهلة على حطين، فأقوى المباريات سيخوضها خارج أرضه مع الجيش والوحدة والاتحاد والطليعة والمجد والكرامة وعلى أرضه مع تشرين وجبلة والساحل والشرطة والحرفيين والوثبة.
نتائج حطين ستبقى مرتبطة بمدى تماسك النادي ووقوفه يداً واحدة في سبيل مصلحة الفريق، أما إذا عادت الشللية مرة أخرى، فإن ما جناه حطين آخر الذهاب سيضيع سدى وسيواجه أزمات المراكز الأخيرة.

لا يدعو للتفاؤل
وضع الشرطة لا يدعو إلى الاطمئنان والتفاؤل، فالفريق لم يحقق معادلتي الأداء والنتيجة وخرج بنهاية مرحلة الذهاب بمركز متأخر لا يتناسب مع عراقة النادي وتاريخه، وإذا كان الفريق في آخر قائمة الآمنين حالياً فهو أقرب للمهددين منه إلى المراكز العليا.
والغريب بالفريق أنه خسر جميع المباريات التي لعبها خارج دمشق ولم يحقق أي نقطة فيها، فخسر على التوالي أمام الكرامة 1/3 وأمام تشرين صفر/1 وأمام جبلة 1/2 وأمام الوثبة صفر/3 وأمام الطليعة 1/2 وعلى أرضه خسر أمام حطين صفر/2 وأمام الجيش صفر/1.
نتائجه الإيجابية حققها مطلع الدوري بالفوز على الوحدة 1/صفر وعلى الاتحاد 3/2 وعلى النواعير 2/1 وعلى الساحل 2/صفر وتعادل مع المجد صفر/صفر، ثم حقق فوزاً بالدقيقة الأخيرة على الحرفيين 2/1.
المركز التاسع و16 نقطة أمر لا يدعو للأمان، بل يدعو للاستنفار وخصوصاً أنه بعيد عن صاحب المركز 13 بفارق أربع نقاط فقط.
الشرطة ضم هذا الموسم مجموعة من اللاعبين الخبراء الجيدين ومن الشباب الموهوبين الكثر، لكن هل تم استثمار إمكانيات اللاعبين بالشكل المناسب؟ وهل تم وضع اللاعب المناسب بالمكان المناسب في المباراة المناسبة.
مواجهات الشرطة مع جيرانه قوية وصعبة فالوحدة والجيش منافسان والمجد ينشد الهروب من المؤخرة، ومواجهات الشرطة خارج أرضه لها حساباتها الخاصة، فالاتحاد يسعى لدخول مربع الكبار، والنواعير والساحل وحطين تبقى بحاجة للنقاط والحرفيون قد يكون سلَّم الرايات وهذه ستكون أسهل المباريات وعلى أرضه سيستقبل الكرامة وتشرين وجبلة والوثبة والطليعة، وهذه المباريات قد تكون ممكنة رغم صعوبتها إن استقام عود الفريق وعرف مدربه كيف يقرأ الفرق الأخرى.
فريق الشرطة لم يملك أي شخصية، وانتصاره على الوحدة ثم على الاتحاد جاءا لأن الخاسرين كانا غير مؤهلين للفوز وفوزه على الحرفيين جاء بالعافية وبالدقيقة الأخيرة، ولكم أن تتصوروا لو أن الوحدة والاتحاد كانا بعزهما فكيف سيكون مجموع نقاط الشرطة بالذهاب؟
الشرطة بحاجة إلى نفضة وربما صدمة، فكيف يتحقق ذلك؟ الإدارة أدرى، ونأمل أن يتم ذلك سريعاً، حتى لا يبحث الفريق عن نقاط النجاة من هنا وهناك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن