سورية

إيران توعدته بـ«صفعة أخرى».. ومسؤولون أميركيون أكدوا صعوبة استرداد السلاح من «قسد» … الاحتلال الأميركي يخلي أول مستودعاته شمال البلاد

| وكالات

مع بدء الاحتلال الأميركي بإفراغ أحد مستودعاته في ريف الحسكة في إطار انسحابه من سورية، أكد مسؤولون أميركيون صعوبة استرداد السلاح الذي منحته واشنطن سابقاً لـ«قوات سورية الديمقراطية –قسد»، على حين توعدت طهران الاحتلال الأميركي بـ«صفعة أخرى». وبحسب وكالة «الأناضول» التركية، فإن الولايات المتحدة أخلت أحد مستودعاتها في مدينة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة، أول من أمس، حيث كان المستودع يضم عدة مخازن، ويعمل فيه نحو 50 جندياً أميركياً، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 19 الجاري بدء سحب قواته من سورية.
ولفتت إلى أنه جرى إرسال سيارات مصفحة من نوع «همر» وشاحنات كانت موجودة داخل المستودع، والجنود الأميركيين العاملين فيه إلى العراق.
وأول من أمس أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أنه سيقوم بزيارة تركيا و«إسرائيل» للتنسيق بشأن سورية، وكتب في موقع «تويتر»: «سنناقش عملنا المتواصل في معالجة التحديات الأمنية التي يواجهها الحلفاء والشركاء في المنطقة، بما فيها المرحلة المقبلة من القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي في وقت تبدأ الولايات المتحدة بإعادة جنودها من سورية» على حد زعمه.
من جهتها قالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان أيضاً: إن «المرحلة التالية من الدعم الأميركي للتحالف الدولي في سورية، عملية محكمة ومدروسة بشكل جيد، ومن خلال دعم متبادل (بين أطراف التحالف)، وتركز على انسحاب أفراد قواتنا مع اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لضمان سلامتهم وحمايتهم».
في المقابل نقلت وكالة «رويترز»، عن أربعة مسؤولين أميركيين أن قادة أميركيين يخططون لانسحاب القوات الأميركية من سورية «يوصون بالسماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون تنظيم داعش بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة في خطوة من المرجح أن تثير غضب تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي».
وقال ثلاثة من هؤلاء المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم، بحسب الوكالة: إن هذه التوصيات جزء من مناقشات تجري بشأن مسودة خطة للجيش الأميركي، دون أن تُعرف التوصية التي سترفعها وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في نهاية الأمر للبيت الأبيض.
وأضاف المسؤولون: إن المناقشات في مراحلها الأولى داخل «البنتاغون» ولم يتم اتخاذ قرار بعد، وسيتم عرض الخطة بعد ذلك على البيت الأبيض خلال الأيام المقبلة كي يتخذ الرئيس ترامب القرار النهائي وأن التعليق عما سيحدث بشأن تلك الأسلحة سيكون أمراً «غير ملائم» وسابقاً لأوانه.
وقال المتحدث باسم «الدفاع الأميركية» شين روبرستون: إن «التخطيط جار ويركز على تنفيذ انسحاب محكم ومنضبط للقوات في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة جنودنا».
وأضاف أحد المسؤول: إن «القتال لم ينته. لا يمكننا ببساطة أن نبدأ في طلب إعادة السلاح»، على حين تساءل أحد المسؤولين: «كيف سنستردها (الأسلحة من قسد) ومن الذي سيستردها؟»، معتبراً أن «فكرة أننا سنستطيع استعادتها تتسم بالحمق. لذلك سنتركها في مكانها».
كما نقلت الوكالة عن شخص قالت إنه «مطلع على المناقشات الخاصة بخطة الانسحاب الأميركي»: إن البيت الأبيض والرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيعارضان اقتراح السماح باحتفاظ «وحدات حماية الشعب» الكردية بالأسلحة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة.
وأضاف: أن هذه التوصية تمثل «رفضاً لسياسة ترامب بالانسحاب من سورية».
على خط مواز، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، في تغريدة نشرها أمس على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»: «إن كان الأميركيون يطرحون اليوم ادعاء الخروج من المنطقة فالسبب في ذلك يعود إلى تورطهم في مستنقع سورية وأفغانستان، ولكن عليهم أن يعلموا أن تحركاتهم مرصودة بدقة».
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أضاف جعفري: «إن كانوا بصدد القيام بأي مؤامرة جديدة في المنطقة فسيتلقون صفعة قوية أخرى».
أما المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، فقلل من إمكانية تعزيز تنظيم داعش لمواقعه، بعد سحب الولايات المتحدة لقواتها.
وقال دي ميستورا، الذي سيغادر منصبه بداية العام المقبل، في حوار مع قناة «آر تي إس»: إن سحب القوات الأميركية سيوجه ضربة إلى الأكراد بالدرجة الأولى، مضيفاً إن الأكراد «مكون مهم جداً في سورية، ولا يجب أن نتجاهله في أي حال من الأحوال».
وأشار دي ميستورا إلى أن الولايات المتحدة تستطيع أن تواصل مشاركتها في تسوية الأزمة السورية من خلال العمل الدبلوماسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن