سورية

مصادر كردية: هناك فرصة حقيقية لإنجاز اتفاق شامل بين الدولة و«قسد» … الجيش يسيطر على «سد تشرين» الإستراتيجي في منبج

| موفق محمد

رجحت مصادر كردية وثيقة الاطلاع على تطورات الأوضاع في منبج بريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن يكون الجيش العربي السوري سيطر على سد تشرين الإستراتيجي في منطقة منبج بعد تسلمه من «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، ورأت أن هناك «فرصة حقيقية لإنجاز اتفاق شامل» بين الجانبين تسلم فيه «قسد» كامل منطقة منبج للجيش.
وقالت المصادر: «يفترض وعلى الأغلب أن تكون «قسد» سلمت الجيش سد تشرين».
وعزز الجيش أول من أمس من انتشاره في ريف منبج على الخط الفاصل بين «وحدات حماية الشعب» الكردية والميليشيات المسلحة المدعومة من نظام أردوغان، بعد أن كانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أعلنت الجمعة «دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منطقة منبج بريف حلب الشمالي ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها»، وذلك بعد وقت قصير من توجيه «وحدات حماية الشعب» الكردية، العمود الفقري لـ«قسد»، دعوة إلى دمشق للانتشار في المنطقة لحمايتها من التهديدات التركية.
ووصفت المصادر الكردية الوثيقة الاطلاع، الأوضاع في المنطقة بأنها «صعبة نوعاً ما»، معربة عن تخوفها من اجتياح من قبل جيش النظام التركي للمنطقة، وقالت «أميركا لم تنسحب إلا بعد توكيلها الحليف التركي. هم كانوا يقصدون تركيا عند كلامهم عن الانتقال إلى المرحلة الثانية وملء الفراغ».
ورأت المصادر أن هناك إمكانية لإنجاز اتفاق شامل بين الحكومة السورية و«قسد» يتم من خلاله دخول الدولة السورية إلى المنطقة وبالتالي «لا يعود هناك حجة لتركيا للدخول إلى سورية ويتعزز الموقف الروسي والإيراني»، مضيفة «عندما دخل الجيش إلى تخوم منبج ارتبك الأتراك، فكيف إذا سلمت المنطقة بالكامل فستتغير المعادلات كلها».
وقالت المصادر: «هناك فرصة حقيقة للاتفاق بين «قسد» والحكومة السورية وهناك حوارات جارية بهذا الشأن وفي حال حصول هذا الاتفاق فهو الطريق الأسلم لكل الأطراف في المنطقة من الدولة و«مسد» و«قسد»، حيث ستسحب الذرائع التركية، ولكن مازال خطر الاجتياح التركي قائم وبقوة».
وبينما واصل الجيش العربي السوري تعزيز قواته في المنطقة وتوسيع انتشارها، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن القوى العسكرية على جانبي خط الساجور في منبج والفاصل بين مناطق انتشار قوات الجيش العربي السوري والميليشيات المدعومة من جيش أردوغان، قامت باتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة، من اندلاع عملية عسكرية في أي وقت.
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيات أردوغان قسمت جبهة منبج إلى 3 قطاعات رئيسية، أولهما يمتد من منطقة السكرية إلى منطقة السد ويتمركز عليها مسلحو «فرقة الحمزات»، والقطاع الثاني هو منطقة العريمة ومدخل منبج، ويوجد فيه مسلحو «فرقة السلطان مراد»، على حين القسم الشمالي الشرقي توجد فيه «قوات أحرار الشرقية» ويمتد من قرية قيراطة إلى منطقة السد على امتداد نهر الفرات، على أن «لا تدخل» هذه الميليشيات إلى مدينة منبج.
وأكدت المصادر، أن الميليشيات لا يمكنها تنفيذ أي هجوم من دون أوامر تركية ودعم تركي كامل، وأي ميليشيا منها تتعمد مخالفة الأوامر، تتعرض للمساءلة من القوات التركية، وذلك بالتزامن مع استمرار الوجود الأميركي في المنطقة وتسيير دوريات لها وللتحالف الدولي في منبج ومحيطها.
كما يأتي ذلك في أعقاب دخول عشرات الشاحنات القادمة من إقليم كردستان العراق، إلى مناطق في الداخل السوري ضمن منطقة شرق الفرات، حيث بينت المصادر أنه في الساعات الأخيرة من يوم السبت دخلت نحو 200 شاحنة محملة بأسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية ولوجستية، إلى القواعد التابعة لـ«التحالف الدولي» الموزعة في كل من الرقة وعين عيسى ومنبج.
وذكرت المصادر، أن هذه القافلة تعد «ثاني قافلة تدخل إلى شرق الفرات»، بعد القرار الأميركي بالانسحاب من المنطقة، كما تأتي بالتزامن مع عملية التباحث في الإدارة الأميركية حول الإبقاء على الأسلحة الأميركية لدى «قسد» أو سحبها منها.
في سياق متصل، اعتبرت «الهيئة الوطنية العربية»، وفق وكالة «هاوار» الكردية للأنباء، أن التفاهم الأخير بين «وحدات حماية الشعب» الكردية والجيش العربي السوري «خطوة مهمة» تنم عن حكمة وسياسة ثاقبة تهدف لسد الثغرات وقطع الطريق أمام الاحتلال التركي وادعاءاته الواهية.
ولفتت إلى أنهم في «الهيئة» واثقون بالعمل «مع شركائنا في شمال سورية وسورية عموماً بأن هذا الاتفاق لن يغير إستراتيجيتنا ببناء سورية ديمقراطية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن