سورية

كروش أكد بدء «موسم الحج العربي» إلى دمشق.. وخيبة أمل سيطرت عليهم لتخلي الداعمين عنهم … الرياض تبلغ المعارضين السوريين برفع العلم الوطني في أراضيها!

| الوطن - وكالات

في تطور لافت ومتسارع في إطار العودة العربية إلى دمشق، ترددت أنباء أن الرياض أبلغت المعارضين السوريين الموجودين في كافة الأراضي السعودية بإزالة أعلام «ثورتهم» المزعومة واستبدالها برفع العلم الوطني للجمهورية العربية السورية، في وقت أكد فيه مراقب أممي سابق أنه مع فتح دول خليجية سفاراتها في سورية، فإن موسم الحج العربي إلى دمشق قد بدأ.
وكتب المتحدث الرسمي باسم «هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة منذر خدام في صفحته على «فيسبوك»: كم هي بائسة معارضة منصة الرياض عندما تطالب الدول بعدم فتح سفاراتها في دمشق.. قريباً سوف تطردهم حتى الدول التي كانت تدعمهم..».
وأضاف خدام الذي تنشط هيئته في الداخل السوري: إذا صدقت بعض المصادر فإن السعودية أمرت المعارضة السورية بعدم رفع أي علم إلا العلم الرسمي للدولة السورية.. من جهتنا لم نكن يوماً مع التدخل الأجنبي في سورية ولا مع الحصار المفروض عليها ولا مع إغلاق السفارات..».
وفي وقت سابق من يوم أمس نقلت صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية خبراً تناقله نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفاده، أن النظام السعودي أبلغ المعارضين السوريين بإزالة «أعلام المعارضة السورية» (علم الانتداب الفرنسي الذي يتخذونه علماً لثورتهم المزعومة) من كافة الأراضي السعودية ورفع أعلام الدولة السورية بدلاً منها وذلك تحت طائلة المسؤولية، من دون ورود أي تفاصيل إضافية حول هذا الأمر.
يأتي هذا التطور مع مؤشرات عدة على بدء موجة انفتاح عربي على دمشق تجلت مؤخراً في زيارة مفاجئة للرئيس السوداني عمر البشير، هي الأولى لرئيس عربي إلى دمشق منذ الأزمة في سورية عام 2011، تلتها إعادة فتح الإمارات العربية المتحدة والبحرين سفارتيهما في سورية، على حين قالت صحيفة «القبس» الكويتية: إن «فتح سفارة الكويت في دمشق قد يكون قريباً».
وفي 26 من الشهر الماضي، رأت صحيفة «عكاظ» السعودية في مقال نشرته بعنوان: «إعادة التفكير في القضية السورية»، أنه «لا بد من العمل على إنهاء الملف السوري باتجاه ما يحفظ الدولة السورية ويمثل بداية لإنقاذ ذلك البلد العربي العريق مما شهده طيلة الأعوام الماضية».
في غضون ذلك، أكدت وكالة «أ ف ب»، أنه بعد نحو ثماني سنوات على بدء الأزمة في سورية، فإن خيبة أمل تسيطر على «معارضين سوريين» لكونهم يرون الدول التي كانت يوماً داعمة لهم تتخلّى عنهم.
ونقلت الوكالة عن ناشط معارض يدعى شادي مطر، قوله: «أنا أبحث اليوم عن وطن».
وأضاف: «كنا نرى في وقوف بعض الدول ومنها العربية إلى جانب مطالبنا، عاملاً إيجابياً مشجعاً، كنت أتخيل أن هذه الدول ستمنع النظام (الدولة السورية) من ارتكاب المزيد من العنف»، حسب زعمه.
من جانبه، لم يتفاجأ الناشط المعارض بلال بيوش، بعودة دبلوماسيين خليجيين إلى دمشق، حيث اعتبر في تصريح مماثل أن مصالحهم انتهت مع «المعارضة» وباتت لهم مصالح مع الدولة السورية.
بدوره رأى الباحث في مركز «عمران» للدراسات نوار أوليفر، أن «المعارضة السياسية فشلت، والمعارضة العسكرية (الميليشيات المسلحة) لم تعد لديها خيارات سوى اللحاق بخطى السياق الدولي، لتحافظ على ما لديها».
بموازاة ذلك، أكد المراقب السابق في الأمم المتحدة المقدم المتقاعد من الجيش الجزائري، أحمد كروش، في حوار مع صحيفة «الشروق» الجزائرية، نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» صواب المقاربة الجزائرية التي اعتمدتها منذ بدء الأزمة في سورية عام 2011.
ورداً على سؤال بخصوص التحول الذي طرأ في آخر العام 2018 إثر الزيارة التي قام بها البشير ولقائه الرئيس بشار الأسد، وزيارة رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك إلى مصر ومباحثاته مع نظيره المصري، وإعادة فتح الإمارات والبحرين سفارتيهما في دمشق، قال كروش: «نعم لقد بدأ موسم الحج العربي إلى دمشق، ومعه رفع الحصار الظالم على الشعب السوري لمدة ثماني سنوات».
وتابع قائلاً: «ليت الوضع وقف فقط عند الحصار الاقتصادي والسياسي لكان أهون، إلا أن الحصار امتد لتبني العرب وتنفيذهم أجندة صهيونية غربية، إذ أتوا بالإرهابيين من كل مكان، مولوه، دربوه، زودوه بالفتوى، وأعطوه التغطية الإعلامية والغطاء السياسي، كما علقوا عضوية الدولة السورية في الجامعة العربية، وأصدروا قراراً بتسليح ما سمي بالمعارضة، والجامعة العربية برئاسة قطر أعطت كرسي سورية إلى المعارضة، وفتحت لها سفارة في الدوحة».
وأضاف كروش: «المعطيات الميدانية على الأرض الآن تغيرت، والجيش العربي السوري يفرض سيطرته، وفتح السفارات يتوالى تباعاً، وقد نشهد حتى دولاً غربية قد تأخذ نفس الخطوة، والعرب يعشقون ما يفعله الغرب»، مضيفاً: «أظن أن الحصار رفع عن سورية وشعبها».
وفي ما يخص عودة سورية للجامعة العربية، أكد كروش أن كل العالم العربي والدولي يتحدث عن عودة قريبة للجامعة العربية ومن بابها الواسع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن