سورية

جيفري بحقيبتين.. وجولات مكوكية لمسؤولين أميركيين في المنطقة … واشنطن تجهد لـ«تخفيف أضرار انسحابها» من سورية عن حلفائها

| وكالات

بدأت أميركا حركة دبلوماسية نشطة لـ«تخفيف أضرار الانسحاب» من سورية عن حلفائها، بوصول مستشار أمنها القومي جون بولتون إلى «إسرائيل» أمس، واستضافتها لمؤتمر تجمع فيه بلدان «التحالف الدولي» الذي تتزعمه ضد تنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى.
وبحسب وكالة «رويترز» وصل أمس مستشار الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض إلى «إسرائيل»، وقال للصحفيين على طائرة كانت تقله إلى تل أبيب: «ليس هناك تغير على الإطلاق في موقف الولايات المتحدة وأي استخدام من «النظام» السوري لأسلحة كيميائية سيقابل برد قوي للغاية.. كما فعلنا في مرتين سابقتين».
وأضاف بولتون: «فيما نخوض في تفاصيل كيفية تنفيذ الانسحاب وملابساته لا نريد أن يرى نظام (الرئيس بشار) الأسد أن ما نفعله يمثل أي تخفيف لموقفنا المعارض لاستخدام أسلحة الدمار الشامل» على حد زعمه.
تجدر الإشارة إلى أن أميركا شنت عدوانين على سورية خلال عامي 2017 و2018 بمزاعم استخدام الجيش العربي السوري لأسلحة كيميائية.
وحسبما نقلت وكالة «سيوتنيك» عن صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، فإنه من المقرر أن يلتقي بولتون مساء الأحد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل توجهه إلى تركيا غداً الإثنين لكن لم ترشح أي أنباء عن اللقاء حتى إعداد هذا الخبر مساء أمس.
وبحسب الصحيفة فإن «زيارة بولتون تأتي للتمهيد لجولة سيبدأها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو نهاية الأسبوع المقبل وتشمل مصر والأردن والسعودية والإمارات وعمان وقطر الكويت».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، أعلنت الجمعة أن بومبيو سيقوم بالجولة التي تبدأ في 8 الجاري وتركز بشكل خاص على ملفات اليمن وسورية وإيران.
من جهته لفت موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني إلى أن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أكدت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا على ترتيبات الانسحاب الأميركي وقتال الأتراك لداعش خلال مكالمة هاتفية دارت بينهما في الـ14 من الشهر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع، أن بولتون دوّن هذه الترتيبات في وثيقة سرية متعلقة بانسحاب الجيش الأميركي من سورية وتسليم الأراضي التي يخليها للأتراك.
في الغضون ووفق الموقع ذاته، ذكرت مصادر أميركية مطلعة أن واشنطن، قررت عقد مؤتمر يضم وزراء دفاع 79 دولة في «التحالف الدولي» الذي تتزعمه أميركا ضد داعش، ونقل عن مستشار في وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أن «المؤتمر يأتي في إطار جهود السيطرة على الأضرار التي ستنجم عن قرار ترامب المفاجئ، ويستهدف التوضيح لأعضاء «التحالف» أن شيئاً لم يحدث في ما يتعلق بالانسحاب».
وأضاف المستشار الذي لم يكشف الموقع هويته: إن «قرار ترامب الانسحاب، كان فردياً ومتسرعاً وأثار غضب وإحباط القادة العسكريين الأميركيين وأعضاء التحالف ضد تنظيم داعش، وهذا المؤتمر يهدف للحد من الأضرار»، في حين نقل عن مصادر أخرى مقربة من الحدث، أن الاجتماع كان مقرراً من قبل، لكن أحدهم أكد أن الحاجة له صارت أكثر إلحاحاً بعد قرار سحب القوات.
ورأى مراقبون بحسب «روسيا اليوم» أن قرار ترامب الانسحاب من سورية والإشارات المتباينة التي أرسلتها واشنطن بشأن موعد بدء الانسحاب جعل حلفاء وشركاء الولايات المتحدة يعيدون النظر في التزاماتهم.
وسبق لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية الجمعة، أن قال: إن بلاده لم تضع أي جدول زمني لسحب قواتها من سورية، ولا تخطط للبقاء في سورية إلى أجل غير مسمى، في حين أكد مسؤول كبير آخر في وزارة الخارجية الأميركية، أن «الولايات المتحدة لن تغادر الشرق الأوسط رغم الروايات المتناقضة والخاطئة المحيطة بقرار الانسحاب من سورية».
وكان المتحدّث باسم الخارجية الأميركية روبرت بالادينو أشار في بيان أول من أمس إلى أنه وبعد استقالة بريت مكغورك من مهماته كموفد خاصّ للولايات المتّحدة لدى «التحالف الدولي» فإن جيمس جيفري سيتولّى منصبَي الموفد الأميركي الخاصّ لدى التحالف الدولي والمبعوث الأميركي إلى سورية.
وبعد قرار الانسحاب الأميركي من سورية، أكد النائب عن تحالف «البناء» في البرلمان العراقي منصور البعيجي أن «البناء سيصوت على قانون إخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية في حال عرضه على مجلس النواب على اعتبار أن تلك القوات تخرق السيادة العراقية وغير مرحب بها».
وأكد أن «العراق لن يكون قاعدة للقوات الأميركية لاستهداف الدول الأخرى».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن