الأولى

تركيا تضحي بـ«الزنكي» لتقوية نفوذ «النصرة»!

| حلب - خالد زنكلو

ضحّى النظام التركي بربيبته «حركة نور الدين الزنكي»، أهم ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير»، على مقصلة «جبهة النصرة» وواجهتها الحالية «هيئة تحرير الشام» بريف حلب الغربي الذي غدا بكامله تحت سيطرة الأخيرة التي اشتد عودها بسيطرتها على جميع خطوط التماس التي تفصلها عن حلب ولتهيمن بشكل مطلق على «المنطقة المنزوعة السلاح» التي نص عليها اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي والتركي في 17 أيلول الماضي.
وقالت مصادر معارضة مقربة من «الوطنية للتحرير» لـ«الوطن»: إن مد نفوذ «النصرة» على كل ريف حلب الغربي خلال ثلاثة أيام فقط، جاء بشكل ممنهج وساعدت بتنفيذ السيناريو الخاص به تركيا، عن طريق منع ميليشيات «الجيش الوطني» التي تسيطر على مناطق «غصن الزيتون» و«درع الفرات» شمال حلب من المشاركة في المعارك، على حين لم تزج ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«ألوية صقور الشام»، حلفاء «الزنكي» في «الوطنية للتحرير»، بثقلهما في تلك المعارك واختلقت معارك جانبية في محيط معرة النعماة بريف إدلب الجنوبي الذي سيطرت فيه على بلدة تلمنس، وكذلك الأمر بريفي إدلب وحماة الشماليين.
وبينت المصادر أن عناصر «الزنكي» انسحبوا بشكل منظم من معظم الريف الغربي لحلب أمام تقدم «تحرير الشام» ومن دون معارك حقيقية باستثناء مدينة دارة عزة، كما في عنجارة وعويجل والهوتة وبابيص وبالا وعرب فطوم وجمعية الرحال وجمعية الأرمن ومعسكر الشيخ سليمان والفوج 111 أهم معاقل «الزنكي».
وأضافت بأن الكثير من عناصر «الزنكي» انضموا إلى صفوف «النصرة» بعدما فهموا «اللعبة» وبعد فرار معظم قادتهم إلى تركيا وعفرين التي جرت مفاوضات لانسحاب ما تبقى من جيوب الحركة إليها، أما المفارقة الأهم فهي تسليم «الزنكي» مقار الأسلحة والذخائر إلى «النصرة»، وخصوصاً في الفوجين 111 و146 عدا التخلي عن الآليات العسكرية في الطرقات ليستولي عليها فرع تنظيم القاعدة دون عناء.
وأشار مصدر معارض مقرب من «الجيش الوطني»، الموالي والممول من تركيا، لـ«الوطن» أن «الزنكي» و«الوطنية للتحرير» ليستا بحاجة إلى دعم ومؤازرة لكن يبدو أن قراراً بحل الأولى، سيصدر قريباً عن قيادتها، قد اتخذته أنقرة بعد انتفاء الحاجة إليها وتغير الظروف الميدانية والسياسية لتحل «تحرير الشام» محلها على تخوم مدينة حلب.
إلى ذلك، أكدت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن سلاح الجو السوري الروسي المشترك نفذ ضربات عديدة استهدفت خطوط تماس الريف الغربي لحلب، وعلى مستودعات الذخيرة التي استولت عليها «النصرة» الذي يحوي معدات رصد وكان يتخذ منه الجيش التركي قاعدة عسكرية قبل انسحابه منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن