شؤون محلية

استهجان عام على خلفية نتائج امتحانات سبر الشهادة الثانوية في الحسكة

| الحسكة - دحام السلطان

شكاوى عديدة طرقت باب «الوطن» ولا تزال في الحسكة، من الأهالي والطلاب المتقدمين لامتحانات سبر الترشّح قبل التّقدم للشهادة الثانوية العامة، حيال الوضع العام لآلية السبر التي تمت بطريقة حرمت العدد الأكبر منهم من فرص الحصول على وثيقة المرور والعبور لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي للدورة الامتحانية المقبلة.
وتناولت الشكاوى التي أصبحت صرخة رأي عام واستهجاناً نحو القرارات الوزارية الواردة في التعليمات التنفيذية للمرسوم رقم 153 لعام 2011 والمعدلة بالمرسوم رقم 300 لعام 2012 والصادرة برقم /543/2012 (9/4) تاريخ 2012/9/2، والتي على ضوئها أتاحت للطالب النجاح في اختبار السبر المشروط بثلاثة بنود للنجاح، وفي أولها أن يحصل المتقدم على معدل لا يقل عن 50 بالمئة من مجموع درجات الاختبار، وثانيها أن يحصل المتقدم على 50 بالمئة من الدرجات المخصصة لمادة اللغة العربية للفرع الأدبي و40 بالمئة للفرع العلمي، وثالثها ألا تقل درجته في أي مادة من مواد الاختبار الأخرى عن 20 بالمئة.
وفي السياق ذاته، فقد تبيّن ووفق مصادر ذات صلة في تربية الحسكة أن عدد المسجلين في الفرع الأدبي بلغ 1140 طالباً والمتقدمين 1090 والناجحين 398 فقط، لتقف النسبة عند 51.36 بالمئة، وفي الفرع العلمي سجّل 4038 طالباً وتقدّم 427 ونجح 149 فقط لتكون نسبة النجاح 34.89 بالمئة فقط! وفي ضوء هذه التفاصيل والمفردات رفضت تربية الحسكة التوضيح بشأنها، معتبرة ذلك شأناً وزارياً بحتاً لا يدخل في صلاحيات اختصاصها في التعقيب أو الرد بشأنه!
وبالعودة إلى الشأن الوزاري هذا، الذي يعتبر محط اللغط غير المفهوم ولا الواضح بخصوص الشرطين الأول والثالث المرتبطين بنجاح السبر، الذي ينفي الشرط الأول مضمون الشرط الثالث، والذي ينص على وجوب تحقيق الطالب على معدل نصف مجموع درجات الاختبار، ويخالف بذلك ما تناوله الشرط الثالث والأخير الذي أفسح المجال أمام الطالب، بألا تقل درجته عن 20 بالمئة، علماً أن أعداداً كبيرة من المتقدمين «موضوع الشكاوى» قد حققوا نسبة الوصول إلى معدل نسبة الـ20 بالمئة وبعضهم تجاوز رقمها، مع تحقيقه في الوقت نفسه للنسبة المحددة من الدرجات المخصصة لمادة اللغة العربية، وبالتالي فإنه قد حقق الشرطين الثاني والثالث للاختبار بنجاح، لكنه لم يُكتب له النجاح النهائي لعدم تحقيقه الشرط الأول الذي اعتبروه مفارقة غريبة وعجيبة ولا تدخل العقول لأنها جاءت منافية لبندي الشرطين الآخرين!
قبل شرح واقع الحال لأساسيات التعليم في الحسكة، التي لا تزال مواظبة لأن تعيش أزمة مركبة بخصوصه وتدل على ذلك لغة الأرقام، التي سنختصرها بالتعليم المرتبط بالمرحلة الثانوية فقط، إذ إن مديرية التربية كانت تمتلك من الثانويات في العام 2016 وما دون 205 ثانويات، ثم تقلّص العدد إلى 184 ثانوية، وأصبح العدد في هذا العام 145 ثانوية فقط، منها 15 ثانوية فقط، تقع تحت سيطرة الدولة، 4 في المربع الأمني لمدينة الحسكة والباقية في المربع الأمني لمدينة القامشلي، ومن الشعر بيت أيضاً، أن في الثانويات الـ130 التي تقع خارج سيطرة الدولة قد منع القائمون عليها طلاب الصف العاشر لهذا العام من التسجيل والدوام فيها وفق المنهاج الحكومي المعتمد من وزارة التربية، وهذا سينطبق أيضاً بمعيتهم على طلاب الصف الحادي عشر والبكلوريا في الموسمين التربويين المقبلين إن ظل الحبل على الغارب!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن