شؤون محلية

الطالب «العسكري» يؤدي واجبه الوطني فهل ينال حقه الجامعي؟!

 اللاذقية – عبير سمير محمود : 

هل يعود الأمل لشباب سوري اعتاد على حمل السلاح في جبهات القتال لأن يحمل قلمه مرة أخرى بعد أن تركه منذ بداية الحرب على سورية؟ سؤال لم يفكّر بإجابته كثيراً بعض الشباب الذين التقتهم «الوطن» أثناء استفسارهم في جامعة تشرين عن أوضاعهم الجامعية حالياً علماً أنهم لا يزالون على جبهات القتال يدافعون عن الوطن، ومن سنحت له الفرصة وأخذ إجازة من خدمته توجه للجامعة لينظر في وضعه فيراه على حاله ويجيبه بعض الموظفين «بانتظار مرسوم يا بني» ليسأل هذا الطالب والجندي في الجيش الذي لم تسمح له كرامته وهو على جبهة القتال أثناء فترة الامتحان أن يتخلى عن واجبه المقدس في الدفاع عن أرضه مع رفاق سلاحه بأن يتوجه لجامعته لتقديم امتحاناته وهو في السنة الأخيرة لينال شهادته الجامعية التي كان يحلم بها وقت كان الحلم أبيض بعيداً عن دماء الحرب السوداء التي نعيشها اليوم، لماذا لا يحق للطالب العسكري أن يتقدم لكل دورة إمتحانية مراعاة لوضعه، والجميع على دراية أنه قد لا يستطيع الحصول على إجازة من خدمته أثناء مواعيد تقديمه لمواده كلها، فلِمَ لا يُنظر في وضع هؤلاء الطلبة الجنود الذين لم يفقدوا الأمل في عودتهم لحمل القلم بعد أن حملوا السلاح دفاعاً عن أرضهم، ومع كل فرصة تسنح لهم إجازة من الخدمة الإلزامية يتوجهون لجامعاتهم لمعرفة ما إذا كان قد جدّ أي جديد في أوضاعهم الجامعية ومنهم (ر، ر) طالب في جامعة تشرين – كلية الآداب قسم اللغة العربية – السنة الرابعة – الذي يؤدي واجبه الإلزامي في خدمة الجيش العربي السوري منذ أربع سنوات ونصف السنة وهو اليوم في محافظة درعا إلا أنه مع كل إجازة يحصل عليها يعود ويسأل عن وضعه الجامعي ليقول لـ«الوطن»: منذ تأديتي واجبي في خدمة الوطن وأنا أحاول إكمال دراستي ولكن دون جدوى، فمن المعركة في درعا إلى الجامعة في اللاذقية ولكن فقط لأسأل وليس لتقديم امتحان لأن وضعي الجامعي الحالي لا يسمح لي بالتقدم للامتحانات وأعتبر «من خارج الجامعة» كما يقولون لي في كل مرة آتي إلى هنا بأن لا قرارات جديدة تفيد وضعي، وبهذا الوضع يحق لي فقط تقديم أربع دورات متتالية وإن غبت عن واحدة تحسب ولا تُبرر، وغيابي فقط لأني أخدم الوطن ولا مجال لإجازات متكررة تزامناً مع وقتها المحدد بالجامعة، وكذلك لا يُسمح لي بالنقل إلى الجامعة في درعا لنفس السبب، وإلا لكنت تخرجت ونلت شهادتي الجامعية لأنتظر بكل شرف نيل الشهادة في المعركة، وكل ما أطلبه اليوم ومثلي الكثير من رفاق السلاح الذين من الطلبة الجامعيين المستنفدين بسبب ظروف الحرب كتجاوز السن المحدد وانقطاع عن الجامعة لم نستطع التقدم لدورات «من خارج الجامعة» المتتالية وهذا شرط نتمنى أن يلغى أو أن يتم استثناؤنا منه لأننا على جبهات القتال ولسنا في المقاهي ولم نتغيب عن الامتحان بقصد متعمّد!!
وبالعودة لمدير شؤون الطلاب المركزية في جامعة تشرين الدكتور هاني ودح أكد لـ«الوطن» أن مقترح دورات تعويضية للطلاب المستنفدين الذين يؤدون واجبهم في خدمة الوطن الإلزامية أو الاحتياطية قد يساعدهم في إنهاء مرحلتهم الجامعية كبديل من الدورات الأربع المتتالية التي قد لا تسمح له ظروفه من التقدم لامتحانه وخاصة أنها مشروطة بأن تكون متتالية.
من جانبه شدّد نائب عميد كلية الآداب للشؤون الإدارية الدكتور محمد فرحة في لقاء مع «الوطن» على أحقية الطالب الذي يخدم وطنه ويدافع عن أبناء بلده في أن يتمّ دراسته الجامعية بتسهيلات خاصة مضيفاً: نناشد وزارة التعليم العالي النظر في وضع الطالب «العسكري» الذي مُنح أربع دورات وهي لكل من يتقدّم بسبب وضعه الذي يعد (من خارج الجامعة) وهذه الدورات لا تعوّض، نناشدها بألا يتم احتساب أي دورة لم يستطع التقدم لها، مبيناً أن شكاوى عديدة ترد الجامعة بشكل كبير من الطلاب عن طريق ذويهم الذين يرجون ألا يفقد أبناؤهم حقهم في إكمال تعليمهم وهؤلاء الطلاب ومنهم الكثير في كلية الآداب يطالبوننا بالنظر في وضعهم حتى يستطيعوا نيل الإجازة الجامعية مطالبين بإتاحة الفرص أمامهم بالتقدم لكل دورة إمتحانية لأنهم وبسبب وجودهم بالخدمة العسكرية وعلى جبهات القتال لم يستطيعوا التقدم لبعض هذه الدورات، ووفقاً للأنظمة النافذة هذه الدورات الأربع لا تعوّض وبالتالي يصبح هذا الطالب العسكري مستنفداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن