ثقافة وفن

جمال المرأة

| د. اسكندر لوقــا

ما دامت الطبيعة تحتضن وجودنا، سيبقى الرسام بيننا يستوحي جمالها ويعكسه في أحلى لوحة من لوحاته، كذلك سيبقى للموسيقار وللشاعر حضورهما في مجتمعهما أياً كانت مكونات هذا المجتمع ذلك لأن في الطبيعة يكمن السرّ الذي يعطي للحياة معناها، بغض النظر عن تتابع فصول السنة حيث للربيع كما للصيف والخريف والشتاء مكانتها في إثراء التجارب الإنسانية المتنوعة على غرار ما كان منذ بدء التاريخ البشري وإلى يومنا هذا.
مع هذا فثمة رؤية خاصة لدى البعض من الناس، وتحديدا صنف الرجال منهم. الرجل يعنيه جمال الطبيعة كما يعني النساء عموماً، بيد أن المرأة تأخذ لديه حيزاً أكبر من الاهتمام لاعتبارات أكثر قربا من الواقع، لأنها شريكة حياته في نهاية المطاف، من حيث المبدأ، ولأن هذه الشراكة لا تخضع لتأثير فصل من فصول السنة على نحو علاقة الطبيعة بهذه الفصول.
إن المرأة، بغض النظر عن جمالها الخارجي، ثمة في أعماقها جمال من نوع آخر. ثمة الحنان، والوفاء، والمشاركة الحقيقية بما يخص رجلها في كل حين، وسوى ذلك من خصائص تجعل الطبيعة غير قادرة على منافسة جمالها بأي حال من الأحوال.
وللطبيعة أسرارها كما يرى البعض من علماء الطبيعة، ومن أسرارها أنها تحس بالصوت والنغمة كما تحس بالدفء والبرودة. وفي بعض البيوت أنواع من النباتات تتأثر بسماع الموسيقا الهادئة فتزداد نمواً. كذلك السر في المرأة التي تتأثر بالكلمة الطيبة فتزداد التصاقا برجلها، خارج معادلة فصول السنة.
وحين يشير أحدنا إلى المرأة، تعنيه المرأة التي تعرف كيف تبادل رجلها بما يجعلها تحتفظ به خارج كل المعتقدات التي تلعب دوراً في بعض المجتمعات، ومنها اللجوء إلى المبّصر وقارئ الفنجان أو الكف وما إلى ذلك مما يفقد المرأة أهميتها في حياة الرجل، لأن الرجل الذي تعنيه المرأة لا يعنيه شكلها الخارجي بقدر ما يعنيه ما في داخلها من عوامل مساعدة على ممارسة عادة الحب المتبادل والمشاركة الحقيقية له في حياتهما المشتركة، تماماً كما يعني النبتة، في الطبيعة، ما في جوف التربة من مكونات مساعدة على نموها وتمددها على سطح الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن