سورية

رفض استقبال بولتون.. وأعلن خطة تؤكد إصراره على التدخل في الشأن الداخلي السوري … أردوغان: تحضيرات الحملة على شرق الفرات أوشكت على الانتهاء!

| الوطن - وكالات

رفض رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان استقبال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون على خلفية تصريحات له حول الانسحاب من سورية، وقدم خطة بشأن الوضع في شرق البلاد، تظهر إصراره على مواصلة التدخل في الشأن الداخلي السوري بذريعة مكافحة الإرهاب، رغم أن العديد من التقارير تؤكد أن بلاده المصدر الرئيسي للإرهابيين الذين يقاتلون في سورية.
بموازاة ذلك بدأ وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو جولة شرق أوسطية من عمان أكد خلالها أن انسحاب بلاده لن يؤثر على مكافحة التنظيم.
وبحسب وكالة «الأناضول» التركية، فقد اجتمع في المجمع الرئاسي في أنقرة أمس وفد تركي برئاسة متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، مع وفد أميركي يرأسه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون، لافتة إلى أن الاجتماع جرى «بعيداً عن عدسات الصحفيين، واستمر لمدة ساعتين و10 دقائق». وبعد الاجتماع أعلن قالن، في مؤتمر صحفي أن الجانبين ناقشوا خلال الاجتماع تفاصيل عملية انسحاب القوات الأميركية من سورية.
وبخصوص جدول الانسحاب أشار قالن إلى أن «الأميركيين أبلغونا بأن الانسحاب سيتم خلال 60 – 100 يوم، والآن يقولون نحتاج إلى 120 يوماً، وتركيا لا تعتبر هذا تأخيراً كبيراً». وأضاف: «الأميركيون أخبرونا أنهم يبحثون مسألة الأسلحة التي بحوزة «وحدات حماية الشعب» الكردية، ومصير 16 قاعدة عسكرية (أميركية) في سورية»، مشدداً على أن بلاده تتطلع لسحب كل الأسلحة من «وحدات الحماية» و«حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» وأنه «لا يمكنها القبول بأي بديل آخر».
وحول مدينة منبج أشار إلى أن المباحثات أكدت ضرورة تطبيق «خريطة الطريق» حول منبج بين أنقرة وواشنطن كما هو متفق عليه في حزيران الماضي، وتابع «انتقلنا الآن إلى مرحلة ما بعد الدوريات المشتركة، ويجب انسحاب عناصر «وحدات الحماية» من منبج بشكل كامل، وتسليمها إلى العناصر المحلية».
وبخصوص عدم إجراء لقاء بين الرئيس التركي وجون بولتون زعم قالن أن «الرئيس أردوغان لم يعد بلقاء بولتون»، موضحاً أن تصريحات بولتون في «إسرائيل» المتعلقة بأكراد سورية أدت إلى ردة فعل في تركيا، على حين ذكرت وسائل إعلام تركية أن أردوغان رفض لقاء بولتون. وقبل وصوله إلى تركيا قال بولتون: إن تركيا ينبغي أن تنسق العمل العسكري مع الولايات المتحدة وإن الانسحاب الأميركي لن يحدث حتى تضمن تركيا سلامة المقاتلين الأكراد.
وبشأن العدوان التركي المرتقب في شرق الفرات، أوضح قالن: «سنقوم بالتنسيق مع الجميع إلا أننا لن نأخذ إذنا من أحد»، كاشفاً أنه «لم يتم التطرق إلى موضوع إنشاء منطقة عازلة شمال سورية، خلال اجتماعنا مع الوفد الأميركي».
وأكد أن موقف بلاده بخصوص وحدة الأراضي السورية واضح، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية ضمان وحدة الكيان السياسي في سورية أيضا، ومعتبراً أن عملية الانسحاب الأميركي خطوة مهمة في حماية وحدة الأراضي السورية وتطهيرها من الإرهاب.
ونفى قالن صحة تصريحات بومبيو التي قال فيها الأخير: إن «أردوغان، تعهد لترامب بضمان تركيا حماية القوات الكردية في سورية عقب انسحاب الجنود الأميركيين»، ولفت إلى مناقشتهم خلال اجتماع أمس ضرورة الحفاظ أيضاً على وقف إطلاق النار والوضع الراهن في إدلب (اتفاق إدلب). في المقابل، نقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي رفيع أن بولتون أبلغ الأتراك بأن واشنطن تعارض أي هجوم على حلفائها الأكراد في سورية، وأن القوات الأميركية المتواجدة في قاعدة التنف لن تنسحب منها في المرحلة الحالية، في حين أكد الجانب التركي لبولتون أن أردوغان لن يطلق عملية عسكرية جديدة ضد الفصائل الكردية في شمال سورية ما دامت القوات الأميركية هناك.
وفي وقت سابق من يومي أمس، قال أردوغان في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم: إن «بولتون ارتكب خطأ جسيما في تصريحاته بشأن سورية، ولن نستطيع تقديم تنازلات في مجال (مكافحة الإرهاب)»، بحسب وكالة «الأناضول».
وأشار أردوغان إلى أن «التحضيرات الجارية لإطلاق حملة على شرق الفرات أوشكت على الانتهاء وأن ادعاءات استهداف الأكراد (من قبل تركيا) هو افتراء دنيء». وكان أردوغان استبق وصول المسؤول الأميركي بنشر مقال في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تحت عنوان «لدى تركيا خطة لتحقيق السلام في سورية». ووفق «الأناضول» ذكر أردوغان في المقال أنه من «الضروري التخطيط بكل عناية للانسحاب (الأميركي)، وتنفيذه بالتعاون مع شركاء حقيقيين وأن تركيا مصممة بكل قوة على محاربة داعش وبقية المنظمات الإرهابية في سورية وتتحمل مسؤولياتها في هذه الفترة الأكثر حرجا من التاريخ».
ورأى أردوغان في خطته أنه «حان الوقت لتتضافر قوى جميع الأطراف من أجل القضاء على داعش، والحفاظ على وحدة أراضي سورية» وأنه «لا بد من تأسيس قوة استقرار تضم محاربين من كافة أطياف المجتمع السوري لتحقيق الاستقرار والنظام، وسنُلحق بقوة الاستقرار المزمع إنشاؤها، كافة المحاربين ممن ليست لهم أي صلات بالتنظيمات الإرهابية، ونسعى إلى تحقيق التمثيل السياسي العادل لكافة الأطياف السورية». وذكر أردوغان في خطته أن «كافة الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة تنظيم (وحدات حماية الشعب- ي بـك) أو داعش، ستتم إدارتها وبرقابة تركية من قبل المجالس المحلية المعينة بانتخابات».
ويرى مراقبون أن خطة أردوغان تؤكد إصراره على التدخل بالشأن الداخلي لدولة ذات سيادة بذريعة محاربة الإرهاب، علماً أن الكثير من التقارير والتحليلات تؤكد أن بلاده هي المصدر الرئيس للإرهابيين الذين يقاتلون في سورية.
في الأثناء وصل بومبيو إلى عمان في مستهل جولة في الشرق الأوسط تشمل أيضاً مصر والبحرين والإمارات وقطر والسعودية وسلطنة عمان والكويت.
وبحسب وكالة «فرانس برس»، قال بومبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي: إن «أهم التهديدات التي تواجه المنطقة هي داعش والثورة الإسلامية» الإيرانية.
وفي رسالة طمأنة جديدة لحلفاء أميركا في المنطقة، قال بومبيو: إن «قرار الرئيس (ترامب) بسحب جنودنا من سورية لا يؤثر بأي حال على قدرتنا على تحقيق ذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن