الأولى

بعد هيمنتها على ريف حلب الغربي وطردها ميليشيات أنقرة … «النصرة» تتجه للسيطرة على كامل إدلب

| حلب - خالد زنكلو

بدأت «هيئة تحرير الشام»، واجهة «جبهة النصرة»، المرحلة الثانية من مخططها لطرد الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا من مناطق سيطرتها في الشمال السوري، فبعد فرض هيمنتها على ريف حلب الغربي اتجهت لتصفية تلك الميليشيات من إدلب لإحكام سيطرتها على كل مساحتها الجغرافية.
وأوضحت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر الميليشيات التركية في إدلب، لـ«الوطن» أن «النصرة» استهلت معركتها أمس في إدلب بالتقدم في ريف المحافظة الجنوبي، لتسيطر على بلدات عابدبن وترملا وسفوهن إثر اشتباكات عنيفة مع «الوطنية للتحرير»، على حين لا تزال المعارك مستمرة حتى تحرير الخبر، وسط أنباء عن مواصلة فرع تنظيم القاعدة تقدمه لمد نفوذه إلى بلدات جديدة.
وأشارت المصادر إلى أن «النصرة» فتحت جبهة أخرى في ريف حماة الشمالي الغربي واستولت على بلدة العنكاوي الواقعة في سهل الغاب بحماة، بعد طردها ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، التابعة لـ«الوطنية للتحرير»، في وقت استردت من الميليشيا بلدة «حزانو» في ريف إدلب الشمالي من دون قتال إثر اتفاق مع وجهاء البلدة.
وكشفت المصادر أن «النصرة» تسعى للسيطرة على كامل المحافظة وإنهاء الوجود المسلح لجميع الميليشيات التي تصنفها أنقرة بأنها «معتدلة» وتتلقى الدعم المالي والعسكري منها، ضاربة عرض الحائط بمقررات اتفاق «سوتشي»، الذي نص على إنشاء «المنطقة المنزوعة السلاح» بعمق من 15 إلى 20 كيلو متراً على التخوم الإدارية للمحافظة، حيث رفض فرع تنظيم القاعدة الامتثال لبنوده وواصل جهوده لتقويضه بشكل نهائي.
وأضافت: إن المعارك قد تنطلق في أي لحظة في مدينتي أريحا على طريق حلب اللاذقية ومعرة النعمان على طريق حلب حماة، وهما أهم معقلين لدى «الوطنية للتحرير» التي استقدمت حشوداً إليهما ورفعت السواتر الترابية عند مداخلهما، تحسباً لهجوم «تحرير الشام» التي حشدت هي الأخرى إرهابييها لمد نفوذها إليهما وإلى قرى وبلدات جبل الزاوية، ولاسيما البارة وبسامس وإلى بلدتي دير سمبل وتلمنس في محيط المعرة، والتي تتقاسم «أحرار الشام» و«ألوية صقور الشام» و«فيلق الشام» السيطرة عليها.
ورد متزعم «أحرار الشام» جابر علي جابر على مساعي «تحرير الشام» السيطرة على محافظة ادلب، بإصدار بيان أكد فيه أن السيطرة على أريحا ومعرة النعمان وجبل الزاوية وسهل الغاب «لن تكون نزهة».
وقال خبراء عسكريون لـ«الوطن» إن استيلاء «النصرة» على محافظة إدلب وما تبقى من مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، يبيح للجيش العربي السوري وبمؤازرة القوات الجوية الروسية المضي في تصميمه لاسترجاع كل المحافظة وليس «المنطقة المنزوعة السلاح» فقط من الإرهابيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن