ثقافة وفن

كتّاب السيناريو في سورية ليس لديهم أي قانون يحميهم … مروان قاووق لـ «الوطن»: منذ الجزء الرابع بدأ «باب الحارة» بالهبوط وأصبحت حكاياته مملة

| سارة سلامة

متابعة في موضوع «باب الحارة» الذي أثرناه التقينا في الضفة الأخرى كاتب النص الأساسي وصاحب الفكرة مروان قاووق الذي حمل في ثنايا مكتبه تنهيدات كبيرة عن واقع منتوجه الأدبي والأعباء التي تحملها والمحطات العديدة التي مر بها وجعلته يقع صريعاً بين شركتي إنتاج، وعن مصير نصه الأدبي وحقوقه كمؤلف. في بلد لا تملك إلى حد الآن أي جمعية أو رابطة أو نقابة تحمي كتّاب السيناريو توقفنا للحظات ليجد نفسه أمام كل هذه المشاحنات أنه كان بالفعل الحلقة الأضعف.
وفي حديث خاص مع «الوطن» أفاض عن عدة قضايا تختلج خواطره وكان هذا الحديث..

بداية ما سبب الإشكال الذي يحيط في الجزء العاشر من «باب الحارة»؟
الخلافات بدأت منذ الجزء الرابع حينها كنت مسافراً إلى ليبيا برحلة لا تتجاوز 10 أيام. وبعد عودتي أرسل إليّ الملا إنذاراً، بحجة أنني تأخرت في تسليم الحلقات.
وللأسف فإن كلامه عارٍ عن الصحة. وكنت أتابع الكتابة في ليبيا، ولا أدري إلى الآن سبب تصرفه هذا، الأمر الذي أثار غضبي ودفعني للتوقف عن الكتابة. واتفقنا على استكتاب كاتب آخر يكتب الأجزاء الرابع والخامس، ولكن الفكرة تبقى فكرتي.
وكلفت من جديد بكتابة السادس والسابع من قبل الملا، وفي هذا العام تأخر العمل ولم ينجز. ووصلتني معلومات تؤكد أن العمل قيد الكتابة بقلم كاتب آخر. وفوجئت بسبب العقد المبرم بيننا. وهذا إزعاج آخر من الملا.
لذلك فإن المشاكل بدأت من الملا. ولا يد لي بها. وهذا الكلام أقوله للمرة الأولى.

ما الهدف من استحضار أكثر من كاتب للعمل؟
لا أدري لماذا استقدم عدة كتاب من بينهم عثمان جحا وآخرون. على الرغم من أني كتبت 5 حلقات من الجزء السادس وملخص عمل كاملاً للجزأين 6 و7، من ضمنها مشروعين أحدهما مع شخصية عباس النوري والآخر من دونه.
ومع أن الملا ظهر على أكثر من قناة تلفزيونية وقال إنه لن يسمح لأحد غيري في كتابة العمل، فللأسف جاءت أفعاله عكس ما صرح به.

إلى الآن لا تعرف سبب تصرفه؟
ما قيل إن أحد الممثلين الكبار اشترط عليه للمشاركة عدم كتابتي العمل. لذلك اتفقنا ألا نعطل العمل، مع أنني استطيع إيقافه وإيقاف الكاتب. لكن أخلاقياً لم أرغب في تعطيل المشروع.

أكان هذا التنازل مقابل مبلغ مالي؟
بالطبع قبضت ثمن تنازلي عن الأجزاء السادس والسابع، ليس مجاناً، ولكنه مبلغ يسير.
بينما كان يحاول الملا التلاعب على القانون لأتنازل عن العمل كله. إلا أنني تنبهت إلى هذا الموضوع ولم أتنازل إلا عن السادس والسابع، وقمت بعد السابع ببيع العمل لشركة (قبنض). وعلى أثر ذلك قمنا بدعوى قضائية ربحنا من خلالها الدعوى على الملا الذي اضطر للتفاوض مع قبنض.

ما أثر اتفاقهما عليك ككاتب نص؟
تسرع قبنض في الصلح مع الملا، على حين خسرت أنا حقوقي في الأجزاء الثامن والتاسع. وربح قبنض مادياً.
وبالطبع تأثرت سلبياً حتى اسمي لم يذكر في الشارة، لأن قبنض باعه العمل وتنازل عنه. كما أنه عقد شراكة معه في الأجزاء العاشر والحادي عشر.
وهنا أخطأ قبنض لأنه لم يثبت عقد الشراكة في المحكمة، ما جعل المشاكل تتجدد حول الموضوع نفسه.

لماذا شهد الجزء العاشر كل هذا التعثر؟
عندما كتبت العاشر لمصلحة شركة «قبنض» قامت الدنيا ولم تقعد في المحاكم، وعلى أثرها توقف العمل لمدة عام.
في الحقيقة لا أعلم كيف تدور عجلة القانون ليربح القضية تارة قبنض وتارة أخرى الملا.

هل ظلمت، وأين حقوق الكاتب في بلدنا؟
للأسف نحن ككتّاب سيناريو في سورية ليس لدينا أي قانون يحمينا. كل يضع قانوناً على مزاجه. ولا نملك أي نقابة تحمينا ولا حتى جمعية أو رابطة.

لماذا لا تطالون بهيئة أو نقابة تحفظ حقوقكم؟
إلى حد الآن لا نعلم لمن ننتسب هل لنقابة الفنانين؟ أم اتحاد الكتاب العرب؟ وهذا ما جعلني الحلقة الأضعف بينهما.
وخاصة أن المؤسسة العامة للسينما تضع قانوناً عند تنازل الكاتب لشركة ما يصبح العمل ملكها ويحق لها كامل الحرية في التصرف به أو حتى تلفه. أليس من المعيب ألا يكون لدينا إلى الآن قانون يحمينا.

هل تشكك بنزاهة القضاء؟
ما يحدث في المحكمة غير مقبول كل شيء يتم بالتزوير. فتغيير الاسم مثل «تحدي باب الحارة» يعتبر تزويراً. وهذا ما قام به الملا في الجزء التاسع. أما قانونياً فهو عمل جديد.

ماذا فعلت لتحمي نفسك؟
رفعت دعوى على الكاتب فؤاد شربجي الذي يكتب العمل.

برأيك الأجزاء بعد الثالث كانت موفقة؟
في الجزء الرابع بدأ العمل بالهبوط درامياً وأصبح عملاً مملاً، وحكاياته متصنعة وقلت شعبيته في سورية، ولكنها بقيت في الوطن العربي.
وبدأ في الجزء السادس بالانخفاض والسقوط فنياً ودرامياً، والتاسع كان الأسوأ.
وهذا ما دفعني في الجزء العاشر إلى القيام بإحياء العمل من جديد، وقتل الكثير من الرموز الأساسية في العمل.

هل سيكون «أبو عصام» عباس النوري خارج الحارة؟
من جهتي هو خارج الجزء العاشر، ولكن لماذا لا أدري، ولا شك أنه فنان كبير وأدى الشخصية بصورة جميلة جداً وكان غيابه في الجزء 3 صعقة للمشاهد.
وليس لدي الكثير من التفاصيل حول ذلك لأنني شخص أحب عملي وإذا كلفت بعمل استقل بمنزلي وأترك كل شيء من تلفونات وأهل وأتفرغ للكتابة فقط.
نرى الشائعات تخيم على العمل والملا يلتزم بصمت تام ولكن المؤكد، أن mbc لن تشتري العمل؟
الحقيقة أن ما يهم الملا هو إنتاج العمل وتسليمه للـmbc، أما المعلومات التي تتحدث عن بيعه لقناة عمانية فكلها لا أساس لها من الصحة. وربما اختلق الملا ذلك كي لا نرفع دعوى.
ولدي معلومات أن قناة mbc مولته في الأجزاء العاشر والحادي عشر وأعطته سلفة للعمل. وهو الآن يقوم بالمراوغة وتتويهنا.

ماذا تقول للملا بعد كل ذلك؟
انصحه أن يغير الشارة والممثلين وكتابة قصة جديدة لأنه لو وضع 1000 اسم مع باب الحارة فسأقاضيه.

هل سيقدم العمل تفاصيل مختلفة ومادة رمضانية مهمة؟
العمل الآن جاهز وأخذ موافقته الرقابية، وأحداثه تبدأ من خلال حدث تاريخي موثق وهو القصف الفرنسي لدمشق في 29/ أيار عام/ 1945. واستهداف البرلمان والقلعة وأحياء دمشق.
وينال الحريق (حارة الضبع). والعديد من العائلات القاطنة فيها. ويهجر أهلها الحارة أما موتاً وإما هرباً. ومن استطاع النجاة التجأ إلى حارة تدعى (الصالحية). لنشهد بعد ذلك ولادة جيل جديد. وهذا شيء موثق. فالناس نزحت في ذلك الوقت من الشام القديمة إلى منطقة الصالحية.
في إشارة واضحة إلى التلاحم السوري عبر العصور وطبع الشهامة والمساندة التي يتمتع بها أبناؤه. في حركة تسقط بظلالها على الواقع والأزمة التي نعيشها في سورية. وما فعله السوريون في حرب تموز عام 2006. فتحوا أبوابهم وقلوبهم لاستقبال الأشقاء العرب في لبنان.
ومن بين المتوفين شخص أبو عصام وعائلته كلها باستثناء معتز. وسيكون ميلاد يوسف (عصام) خارج حدود الحارة لأن دوره كان هزيلاً. واستغرب كيف قبل تجسيده وهو فنان مهم.

ألم تكتف من هذا العمل؟
للأسف إلى الآن لم أخذ حقي منه ولا في أي من الأجزاء، وعوملت في بداية الأجزاء على أنني كاتب جديد. وقبلت بسعر بخس كي أثبت نفسي وجدارتي وكنت على ثقة أن العمل سيترك صدى كبيراً عند الناس.

كم تراهن على نجاح الجزء العاشر؟
أقل من الجزء الأول لأن العمل لم يعد يأخذ هذه الأهمية والشهرة في سورية.

ألم يبق من أفكار سوى باب الحارة؟
لا نستطيع أن ننكر أن العمل أصبح ماركة مطلوبة.

ما النصيحة التي يمكن أن يقدمها قاووق ككاتب إلى شركات الإنتاج؟
أنصح كل شركة إنتاج فني البذخ على عملها واختيار النص الجيد والجميل والغريب الذي يحمل معالجة جديدة للأفكار. والابتعاد عن المحسوبيات في انتقاء الفنانين كي تبيع وتربح، وتعيد نقودها وتحقق استمرارية في العمل فهناك الكثير من الشركات التي قدمت أعمالاً ومن ثم توقفت.

ما الأعمال الجديدة التي تحضرها؟
اكتب وردة شامية الجزء الثاني، وعطر الشام الجزء الرابع، وعدة أعمال قيد التحضير.

ماذا تقول في كلمة أخيرة؟
أطالب عبر منبركم «الوطن» بجمعية أو نقابة لكتّاب السيناريو. وكنا قد اجتمعنا منذ 4 سنوات مع وزير الإعلام المرحوم عمران الزعبي ووعد أن يضم كتّاب السيناريو إلى نقابة الفنانين ولكن إلى الآن لم يحدث أي شيء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن