رياضة

بعد نتائجه المتواضعة.. سيدات الاتحاد ليس بالإمكان أفضل مما كان

| الوطن

رغم أننا من المؤمنين بأهمية عملية التطوير والتحديث في كل جوانبه وخاصة الرياضي، فإننا من أشد المعارضين للفوضى وحالة اللاوعي أو الغياب عن الواقع تحت تأثير المسكنات الموضوعية عبر نتائج خلبية، فلم يكن أشد المتشائمين بسلة سيدات نادي الاتحاد يتوقع لها هذا المركز على لائحة ترتيب الدوري، ومن دون أي نتائج إيجابية تذكر، فالفريق الذي كان رقماً صعباً في المعادلة السلوية قبل سنوات قليلة، ويحسب له ألف حساب، تحول بفضل التخطيط العشوائي للقائمين على اللعبة في الفترة الماضية إلى أشبه بقط أليف يستبيح سلته جميع الفرق من كل حدب وصوب، ورغم الظروف فوق المثالية التي تعيشها سلة الاتحاد ابتداء من الحالة الاحترافية الاستثنائية، والرواتب الخيالية التي تحلم بها لاعبات باقي الأندية.

حقيقة
بما أن لكل شيء مسبباته، غير أن سبب تراجع مستوى ونتائج سيدات الاتحاد يعود للهجرة الكبيرة التي شهدتها اللعبة منذ بداية الأزمة في الشهباء، إضافة لسفر اللاعبتين المتألقتين ريم جلبي إلى لندن للعمل، وشهلا عنتابي إلى ألمانيا بمناسبة عقد قرانها، ناهيك عن عدم تمكن الإدارة والقائمين على اللعبة من التعاقد مع أي لاعبة جديدة تدعم صفوف الفريق، فتم الاعتماد على اللاعبات الصغيرات اللواتي ما زالت خبرتهن قليلة في التعامل مع مباريات قوية وكبيرة.

هبوط
مني الفريق هذا الموسم في الدوري العام بخسارات ما أنزل بها من سلطان، حيث خسر أمام أندية الثورة، وقاسيون، والساحل، والوحدة، والأشرفية، والجلاء، ولم يتمكن إلا من تحقيق فوز وحيد جاء على حساب تواضع فريق سيدات نادي حطين، وعلى ضوء هذه النتائج بات الفريق مهدداً بالهبوط لمصاف أندية الدرجة الثانية، وتنتظره مباريات مرحلة الإياب، لكن مستوى الفريق لا يمكن أن يبشر بالخير كثيراً لأنه سيواجه أندية عريقة وقوية، واللعب أمامها يحتاج إلى وجود لاعبات من مستوى عال، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها مدربة الفريق ريم صباغ في رفع الخط البياني لمستوى الفريق فردياً وجماعياً غير أنها ما زالت تصطدم بسلسلة من المنغصات جلها يتعلق بضعف خبرة لاعبات الفريق، وعدم توافر اللاعبة التي تكون العقل المفكر للفريق.

الحلول
الإدارة الجديدة ومنذ توليها مهامها وضعت هموم وشجون السلة الأنثوية بالنادي ضمن أولوياتها، ووجدت أنه لا بديل لها من العودة لنقطة الصفر، والعمل بهدوء وترو من أجل بناء قاعدة سلوية للنادي، ولديها حالياً فريق ناشئات جيد يضم لاعبات موهوبات، وهناك أكثر من فرق بجميع الفئات تم تشكيلها بجميع طواقمها، لكن هذه المواهب والخامات باتت بحاجة للرعاية والاهتمام والمتابعة حتى تثمر في المواسم المقبلة القريبة، وتحقق نتائج إيجابية توازي سمعة النادي الكبير الاتحاد.

اهتمام
لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن الإدارة الحالية تسعى بكل طاقتها لتوفير كل ما يلزم اللعبة الأنثوية، من رواتب شهرية من دون أي تأخير، ومستلزمات الفريق جاهزة بعيداً عن أي صعوبات أو منغصات، وهناك متابعة أيضاً من أعضاء الإدارة للحصص التدريبية للفريق، على أمل بناء الفريق على أسس سليمة وعلمية.

لاعبات الفريق
راما طرقجي، زهر وزان، سمرا كامل، ابتسام الحسن، لارا جوخجي، راما لطفي، هديل حامد، لارا اصفري، ميس السيد، أمية درمش، لين جلب، سدرا كردي.

خلاصة
سلة حلب هي معقل كرة السلة السورية، والاتحاد ركنها الأساسي، ولاعباته هن أعمدة المنتخبات الوطنية عبر التاريخ، وذكر نجماتها يتطلب صفحات وصفحات، ومع ذلك لابد من التفاتة حنون نحو واقع السلة الأنثوية بالنادي بهدف إحيائها وإعادتها لمنصات التتويج من جديد، وهذا تطلب تضافر جميع الجهود، والبدء من جديد بنيات صادقة هدفها تطوير اللعبة بعيداً عن أي شيء لا يفيد ولا يطور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن