اشتكى أهالي محافظة إدلب والأرياف المجاورة التي سيطرت عليها «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» قبل نحو شهر من استحالة العيش تحت حكمهما ورحمتهما بعد أن سيطرتا على كامل المنطقة التي تديرها «حكومة الإنقاذ» التابعة لهما بتعسفها وظلمها وأحكامها الجائرة. ووصف السكان المعاناة التي يعيشونها عبر «الوطن» بـ«الجحيم» الذي لا يطاق بعد فرض «أسلمة» المجتمع ومؤسساته بالطريقة التي ترتئيها «النصرة» والبعيدة عن معتقدات الأهالي والإسلام الوسطي، وأشاروا إلى أن الفرع السوري لتنظيم القاعدة يشن باستمرار حملات دهم واعتقال واسعة في صفوف أبناء المحافظة وجوارها تحت ذريعة ملاحقة مناوئين لحكمه ولسيطرته على مقدرات حياتهم بالكامل.
وأوضح هؤلاء إلى أن عمليات القتل والخطف والسرقة والسطو المسلح وتفجير المفخخات، زادت بعد هيمنة «النصرة»، وبلغ الفلتان الأمني حداً لم تعشه إدلب من قبل مع حل ما يسمى «الشرطة الحرة» وبدء ظهور «الشرطة الإسلامية» بعناصرها غير السوريين، كما جرى التنكيل بالعناصر الطبية المتبقية في المحافظة والتي وجدت في ارتياد دروب التهريب إلى تركيا سبيلاً وحيداً لخلاصها.
ولفتوا إلى أن عقيدة «تحرير الشام» قائمة على الدوام على مد نفوذها إلى مناطق جديدة واقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري، ولذلك لا تنفك بتوسيع خروقاتها ضد مواقع الجيش وتخوض الاشتباك تلو الآخر بعد عمليات تسلل، ما يعرض حياة المدنيين للخطر وبخاصة في المناطق القريبة من «المنطقة المنزوعة السلاح» التي نص عليها اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي والتركي والتي لم يطبق أي من بنودها. وبين طلاب في جامعات خاصة تأسست في إدلب أن «النصرة» أغلقت جامعاتهم بحجة أنها غير مرخصة من «الإنقاذ» ولا تلائم مناهجها وكوادرها لنهجها المتشدد و«إمارتها» الإسلامية.
وقالت مصادر طبية في إدلب لـ«الوطن»: إن معظم المشافي والنقاط الطبية باتت مهددة بالتوقف عن العمل بعد إحكام قبضة «النصرة» على إدلب والريف الغربي لحلب وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي، إذ توقفت دول ومنظمات دولية داعمة ومانحة للقطاع الصحي عن تمويله والاستمرار في عمل مشاريعه، رفضاً للعمل تحت راية تنظيم مصنف على لوائح الإرهاب الدولية، لتغدو حياة مئات آلاف الأطفال بخطر جراء نقص الرعاية الصحية والأدوية المقدمة.