ثقافة وفن

«سلاسل الدهب» يجمع بين الغيرة والحسد والمكر والاحتيال … العمل يبتعد عن نمط الأعمال الشامية التي تعتمد على شخصية العكيد والقبضايات لمصلحة الأحداث وتصاعد الحكاية

| سارة سلامة

تواصل عدسة المخرج إياد نحاس تصوير العمل الشامي «سلاسل دهب» تأليف وسيناريو وحوار سيف رضا حامد، ضمن بيئة شامية حرصت شركت «غولدن لاين» على تقديمها في كل موسم عبر أعمال عدة منها: «وردة شامية» و»خاتون» و»الغربال» و«قمر شام» و«طاحون الشر» و«الأميمي» وسواها.
والعمل يحمل بطولة نسائية كبيرة ويحاول وفق صناعه تقديم صورة مختلفة للمرأة، مبتعداً عن نمط الأعمال الشامية التي تعتمد على شخصية العكيد والقبضايات وديكور الحارة الدمشقية من القهوة والحمام لمصلحة الأحداث وتصاعد الحكاية بطريقة شائقة تجذب المشاهد. بطولة ترسانة من الممثلين السوريين، على رأسهم (بسّام كوسا وكاريس بشّار وديمة بيّاعة وشكران مرتجى وصباح الجزائري ومها المصري وجيني إسبر وعبد الهادي الصبّاغ وسحر فوزي وسعد مينة وسامر إسماعيل وعلي كريم وعلي سكّر ورهف الرحبي ونورا العايق وزينة بارافي وأنس طيارة وريام كفارنة وطارق عبدو وسارة بركة وفاتن شاهين وطيف إبراهيم ورزان أبو رضوان وسواهم).
ليتحول التحدي الذي يحافظ على خصائص «الحدوتة» ضمن بيئتها الشامية، إلى صراع ضمن تصاعد تشويقي، يصل إلى حدود المؤامرات واستخدام القوة من أطراف غير متوقعة، ليبدأ الصراع بين مكر الصائغ «مهيوب» ودسائس النساء.

خارجاً عن المألوف
وفي الحديث عن تفاصيل العمل أكد الكاتب سيف رضا حامد أن: «العمل يخرج عن المألوف بما يخص شكل النسيج الاجتماعي وتركيبته، فلن نشاهد القبضاي المطلق، ولن نرصد الزعيم وشيخ الحارة، بل ندخل البيوت والأزقة لنبحث عن الشخصيات الآدمية التي تخوض صراعات شتى من بينها الحب والخيانة والقيم، لعل سببها الأول المال والذهب، فهو صراع أزلي بين الغني والفقير، هذا الصراع هو سلسال طويل مطلي بالذهب ربما يكون عقداً في رقبة امرأة أو قيداً في يدي كل ضعيف»
بينما تشي شخصية صائغ الذهب «مهيوب» (بسام كوسا) إلى الكثير من حكايات المكر والاحتيال من خلال شخصية فريدة من نوعها، حيث اعتاد أن يتخذ من مهنته واجهة ليصطاد من خلالها النساء الأرامل من الأغنياء ليقعن في شباكه، فيتزوجهن ليجد طريقة لسلب أملاكهن بطرق شائقة وصادمة ومن ثم يطلقهن، بعد أن تمتع بباع طويل في فهم النساء، والتلاعب بعقول الناس ومشاعرها.

دهب الشام
بينما تحمل شخصية «دهب» (كاريس بشّار) الكثير من الأسرار والخفايا وتكون على النقيض مع كل تلك النساء من الضحايا الضعيفات، وهي المرأة الفاتنة والقوية التي لا تستكين لخداع رجل، ولا تسكت عن ضياع حقوقها. إذ سيصطدم «مهيوب» بها أخيراً كندٍ في وجهه، ليبدأ صراعاً يشمل الحارة كلها، بين الحق والانتقام، والتنافس في المكر والدهاء والخديعة، فتحاول استرجاع ما سلب منها بكل السبل والوسائل، من بينها الأنثوية وحتى الإجرامية، لتبدأ حرب المكر والدهاء. هي كما اسمها المعدن النفيس الذي لا تقل قيمته والكل يسعى إليه، «دهب» تتميز بالبريق والجمال والإغواء والقيمة العالية.
وتظهر (شكران مرتجى) بشخصية الداية «أم فوزي» بطريقة مختلفة عن كل الأعمال الشامية الأخرى التي يقتصر دور الداية فيها على بعض الأمور الخاصة بالنساء. وهي شخصية سلبية تكون مرسالاً «لمهيوب» وتحرك الأحداث داخل المنازل وتعتبر أداته لتنفيذ كل ما يدور في رأسه، منفذة للشر لكنها ليست منبعاً له، فهناك من يفكر ويعطيها التعليمات لتنفذ.

صراعات متعددة
كما تلعب (مها المصري) شخصية «أم سليم» التي تظهر سمات القوة والنفوذ تجاه زوجها، وتتعامل معه في أغلب الأحيان وكأنه ند لها، إضافة إلى خوض صراع مع أسرة شقيقه.
بينما يؤدي (عبد الهادي الصباغ) شخصية «أبو خالد»، وهو رجل عجوز يهوى النساء، ويسعى دائماً إلى إنشاء علاقات للتقرب منهن. ويكون أحد ضحايا «مهيوب» ويدخل معه بخلافات عديدة لكن المصائب تسقط فوق رأسه بشكل مستمر.
وتجسد (جيني إسبر) شخصية «زهور» وهي شابة فاتنة الجمال، تعيش قصة حب مأسوية ترميها في مكان بعيد عمّا تشتهيه، حتى إنها تصبح ضرّة امرأة أخرى بعد أن تتزوج من رجل في سن والدها. ويستمر القدر بالتلاعب بـ«زهور» ليجعل منها ضحية أكثر من فضيحة، على حين أنها لا تملك أي سلاح غير أنوثتها الصارخة.
ومن خلال شخصية «سليم» يخوض(سامر إسماعيل) أولى تجاربه في الأعمال الشامية. وهو شاب لا يخضع للمؤامرات والمكائد التي تحاك ضمن الحارة رغم الظلم الواقع عليه من البعض ويرفض الاستسلام لجميع الضغوطات.
ويشهد هذا العمل عودة (ديمة بياعة) التي تعود إلى التصوير في دمشق بعد انقطاع 8 سنوات، لتؤدي شخصية «زكية» التي لا تحمل من اسمها صفته، هي إحدى ضحايا «مهيوب» التي تتحالف مع «دهب» من أجل الانتقام، إلا أنها تصبح عبئاً عليها.

الكثير من الشر والغيرة
بينما يجسد (سعد مينة) شخصية رئيس الكركون، وهي شخصية تقليدية متعارف عليها في أعمال البيئة الشامية، ولا تحمل مجالاً كبيراً للاجتهاد بها سوى في محاولات تغيير الشكل عموماً ومسار الأحداث المتنوعة.
وتؤدي (سحر فوزي) شخصيةً تتعرّض للعديد من الظروف المزعجة والمعوّقات التي تُؤثّر في حياتها، خاصةً مع زواج زوجها من امرأة تصغره بسنين كثيرة أمام حاجتها. الأمر الذي ينعكس سلباً عليها. وعلى الرغم من قسوتها الشديدة إلا أنها تحمل طيبة في قلبها إلى أبعد الحدود.
ويجسّد (علي سكّر) شخصية «خالد» حيث تضع الظروف عائلته وسط معركة بين طرفين يتنافسان في الدهاء والمكر والنصب والاحتيال، فيترتب على خياراته أثمان باهظة.
ونرى (أيمن بهنسي) بدور رجل فقير لديه ابنة تجبره الظروف لتزويجها إلى رب عمله الذي يكبره سناً.
وأيضاً من مساعدي «مهيوب» شخصية «سماهر» تجسدها (نورا العايق) التي تحمل الكثير من الشر والغيرة والحسد والقوة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن