سورية

رغم طعنات الظهر… لم تتعلم الدرس وواصلت التعويل على أميركا … «مسد» في واشنطن لبحث مستقبل شمال سورية وتواصل الاشتراطات على دمشق!

| وكالات

واصل «مجلس سورية الديمقراطية –مسد» التعويل على الولايات المتحدة الأميركية رغم طعنها له، ولجأت إليها لـ«البحث في مستقبل شمال سورية».
وبدا التخبط واضح في مواقف قيادات «مسد»، فتارة تغازل دمشق وتارة أخرى تتوعد «بموجة عنف جديدة».
وأعلن ممثل «مسد» في واشنطن، بسام إسحاق، أن وفداً من «المجلس» يجري «زيارة استكشافية» إلى واشنطن منذ يومين بهدف «تبادل وجهات النظر بين المجلس والأميركيين لبحث مستقبل شمال وشرق سورية»، مشيراً في تصريحات تلفزيونية إلى أن الوفد سيجتمع أيضاً بأعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي، بحسب موقع اليوم السابع الإلكتروني المصري.
وذكر، أن إقامة «منطقة آمنة» في شمال البلاد، وكذلك انسحاب القوات العسكرية الأميركية، هي في مقدمة الملفات التي يتناولها الطرفان. وفي 19 الشهر الماضي أعلنت الولايات المتحدة بدء سحب قواتها من سورية، ما زاد من الأنباء حول التفاوض بين «قوات سورية الديمقراطية –قسد» ودمشق وأسفر عن انتشار للجيش في محيط مدينة منبج.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عاد وأعلن لاحقاً عن نيته إقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» في شمال سورية بالاتفاق مع النظام التركي.
بدورها، قالت الرئيسة المشتركة لـ«مسد» إلهام أحمد التي تترأس وفد «المجلس» في واشطن، في مقابلة مع وكالة «بلومبيرغ» الأميركية: «إنه في حال تم استبعادنا من أية تسوية في سورية، فستكون هناك موجة جديدة من العنف في البلاد»!.
وبعدما أكدت أحمد أن «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تعتبر الجناح المسلح لـ«مسد» ترفض بشدة خطة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لإنشاء «منطقة عازلة» شمال سورية لأنها ستصبح «مستنقعاً للإرهاب»، ولن تكون آمنة لجميع الأكراد، حاولت إظهار نفسها كـ«مفاوض قوي» أمام دمشق، بالقول: «الحقيقة إن الوضع غير مريح لنا من كلا الجانبين، لكن ليس لدينا خيار آخر، وإذا ما تم حشرنا في زاوية للاختيار بين الأتراك والتوصل إلى اتفاق مع (الرئيس) بشار الأسد، فإننا سنختار «النظام» السوري بالطبع». وسبق تصريحات أحمد، تأكيد متزعم «وحدات حماية الشعب» الكردية سيبان حمو التي تعتبر العمود الفقري لـ«قسد»، يوم الجمعة بأن المحادثات مع دمشق بشأن مستقبل المنطقة الشمالية الغربية ستبدأ في الأيام المقبلة بعد رد فعل «إيجابي» من دمشق.
إلا أن القائد العام لـ«قسد» مظلوم كوباني، أكد في اليوم ذاته على وجوب أن «يضمن أي اتفاق سياسي خصوصية» مسلحيه الذين قاتلوا تنظيم داعش الإرهابي «نيابة عن كل البشرية»، وفق أقواله، زاعماً أن «قسد»، «حمت شمال شرق سورية.. وحررت هذه المناطق، ومن حقها أن تستمر في حماية المنطقة».
وأضاف: «هذا هو خطنا الأحمر ولا يمكننا التنازل عن ذلك» في المفاوضات، وزعم أن عودة سيطرة الجيش العربي السوري على كل المنطقة شمال شرق البلاد «مستحيلة».
وبحسب مواقع معارضة عقد وفد «مسد»، اجتماعاً في مجلس الشيوخ الأميركي، صباح الجمعة في العاصمة واشنطن.
ورغم الحرص الذي تزعمه «قسد» للتفاوض مع دمشق، إلا أنها منعت الجمعة عبور مئات الشخصيات العشائرية من الجزيرة نحو بلدة «أثريا» بريف حماة بهدف المشاركة في اجتماع القبائل والعشائر السورية. ووفقاً لمواقع إلكترونية معارضة فإن حاجز «قسد» في الطبقة بريف الرقة منع نحو 100 سيارة وحافلة تقل أكثر من 400 شخصية من عشائر الحسكة ودير الزور من العبور إلى بلدة «إثريا» للمشاركة في الاجتماع.
وأكد البيان التأسيسي للاجتماع أن «الشعب السوري مصمم على الدفاع عن نفسه وأرضه وسيادته بكل الوسائل ضد أي شكل من أشكال العدوان بما فيه الاحتلال الأميركي والتركي للأراضي السورية»
وشدد على أن «راية الوطن هي علم الجمهورية العربية السورية الذي يرمز لسيادتها وقدسيتها ونرفض بشكل قاطع إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» شمال البلاد» مع التأكيد على استقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية ورفض أي مشروع أو مخطط تقسيمي تحت أي مسمى.
في الأثناء، كشفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أن الإدارة الأميركية تدرس الاحتفاظ بوجود عسكري في قاعدة التنف الإستراتيجية، على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني «بهدف مقاومة النفوذ الإيراني في المنطقة»، وذلك بعد قرار ترامب، المفاجئ بالانسحاب.
وفي هذا الصدد، نقلت المجلة عن أحد كبار القادة العسكريين الأميركيين السابقين زعمه أن «التنف عنصر حاسم في الجهود الرامية إلى منع إيران من إنشاء خط اتصال بري يمتد من أراضيها ويمر عبر العراق وسورية إلى جنوب لبنان لدعم (حزب اللـه)».
كما زعم المصدر أن «الهدف المنطقي الوحيد الذي تعمل بمقتضاه قاعدة التنف هو السماح للولايات المتحدة بمراقبة وتعطيل تدفق الميليشيات المدعومة من إيران».
ونظراً لأهمية القاعدة الإستراتيجية، قالت المصادر: إن الحكومة الأميركية تدرس خطة للحفاظ على بعض القوات على الأقل هناك، بحسب «فورين بوليسي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن