الأولى

موسكو: لا يزال الاتفاق يحتفظ بقوته.. و«النصرة»: لا يعنينا! … دمشق: ملتزمون بـ«اتفاق أضنة» وتفعيله بوقف أنقرة دعمها للإرهاب

| حلب - خالد زنكلو - وكالات

في أول رد رسمي سوري على إعادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التذكير بـ«اتفاق أضنة» الذي وقع بين سورية وتركيا عام 1998، أكدت دمشق أنها لا تزال ملتزمة به، وتفعيل هذا «الاتفاق» يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، والتزام النظام التركي بذلك، وسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح نقلته «سانا»: إن الجمهورية العربية السورية وبعد ما تم تداوله حول اتفاق التعاون المشترك بين تركيا وسورية أو ما يعرف بـ«اتفاق أضنة»، وبعد التصريحات المتكررة وغير المسؤولة من قبل النظام التركي حول النوايا العدوانية التركية في سورية، تؤكد أنها ما زالت ملتزمة بهذا الاتفاق، والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب بأشكاله كافة من قبل الدولتين، إلا أن النظام التركي ومنذ عام 2011 كان ولا يزال يخرق هذا الاتفاق عبر دعم الإرهاب وتمويله وتدريبه وتسهيل مروره إلى سورية أو عبر احتلال أراض سورية من خلال المنظمات الإرهابية التابعة له، أو عبر القوات المسلحة العسكرية التركية بشكل مباشر.
واعتبر المصدر أن أي تفعيل لهذا الاتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، وأن يلتزم النظام التركي بالاتفاق، ويتوقف عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين، وأن يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها، وذلك حتى يتمكن البلدان من تفعيل هذا الاتفاق الذي يضمن أمن وسلامة الحدود لكليهما.
وكانت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أكدت أنها لا تزال تعتبر اتفاق أضنة سارياً، وقال لافروف، في مؤتمر صحفي عقده الجمعة الفائت مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، في الرباط: «نحن ننطلق من أن هذا الاتفاق يحتفظ بقوته».
بدوره اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أحكام «اتفاق أضنة» لا تزال سارية المفعول، زاعماً بأن بلاده عازمة على إنقاذ المنطقة من «الكارثة» التي تشهدها! وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمس خلال اجتماع لـ«حزب العدالة والتنمية»: تركيا عازمة على «إنقاذ المنطقة من هذه الكارثة الكبيرة بالتعاون مع الروس والإيرانيين من جهة، والأميركيين من جهة أخرى، وقبل كل شيء بالتعاون مع الشعب السوري».
إلى ذلك قالت مصادر إعلامية معارضة مقربة من «جبهة النصرة»، الواجهة الحالية لـ«هيئة تحرير الشام»، أنها «غير معنية» من قريب أو بعيد بتطبيق «اتفاق أضنة» والذي يدور جدل ولغط حول تفسيره وتحميله بنوداً غير موجودة فيه وإمكانية إعادة إحيائه مجدداً.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن «النصرة»، لا تعترف بأي اتفاق يتعلق بمناطق تفرض نفوذها عليها، ويسبق تأسيسها في كانون الثاني 2012 بغض النظر عن مصلحة تركيا وكونها طرفاً في الاتفاق.
وأشارت المصادر أن «النصرة» لا يمكن أن تنسحب من أي منطقة من أجل تنفيذ بنود أي اتفاق لا يخصها ولم توقع عليه، وتوقعت بأن يقتصر تطبيق «أضنة»، في حال جرى التوافق بشأنه بين ضامني مسار «أستانا» وموافقة دمشق، على مناطق شمال شرق الفرات وأن يستثني محافظة إدلب وجوارها حيث لا ترغب تركيا في الدخول بنزاع عسكري مع «تحرير الشام» على الرغم من تصنيفها «منظمة إرهابية» لأن أولوياتها خلال الأشهر القليلة المقبلة إيجاد «المنطقة الآمنة» شرقي الفرات وطرد «قوات سورية الديمقراطية – قسد» ورأس حربتها وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، منه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن