سورية

نتنياهو لا يريد حرباً قبل الانتخابات والمقاومة في حالة تأهب وستضرب كبرى المدن الإسرائيلية في المواجهة القادمة … الحساينة لـ«الوطن»: انتصارات الجيش السوري عززت من قوة محور المقاومة ودمشق وطهران تدعمان بقوة المقاومة الفلسطينية

| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب

قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يوسف الحساينة إن قدرات المقاومة الفلسطينية تعاظمت، وهي قادرة على ضرب كبرى المدن الإسرائيلية بالصواريخ المتطورة، لافتاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من يطلب الوساطات الإقليمية والدولية لثبيت التهدئة في قطاع غزة، لأنه لا يريد حرباً قبل الانتخابات الإسرائيلية.
وأكد الحساينة أن محور المقاومة وتعاظم العلاقة مع دمشق وطهران خدمت المقاومة الفلسطينية في تطوير قدراتها القتالية، وأن انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب سيقوي من دون شك محور المقاومة لمقارعة الاحتلال.
صحيفة «الوطن» تحاور عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يوسف الحساينة حول الملفات الساخنة على الساحة الفلسطينية. إلى نص الحوار:

مع قرب الانتخابات الإسرائيلية يحاول الاحتلال الإسرائيلي تسخين جبهة غزة.. هل تتوقعون تطورات دراماتيكية على جبهة غزة؟
العدو الصهيوني يعيش هاجساً أمنياً بسبب مسيرات العودة والعمليات البطولية في الضفة والقدس، وكذلك بسبب تطورات الأوضاع في جنوب لبنان، وينظر إلى تراكمية المقاومة الإسلامية في لبنان، كذلك الحال فيما يخص إنجازات وانتصارات الدولة السورية والجيش العربي السوري، لذلك يعيش حالة قلق إستراتيجي في ظل تآكل قدرته على الردع، وعدم قدرته على شن حروب سريعة خاطفة خارج الكيان، لهذا يعيش في مأزق أمني وسياسي، وقد عودتنا التجربة مع قيادة هذا الكيان الإرهابي المتوحش أنهم إذا ما أتيحت لهم الفرصة جعلوا من الدم الفلسطيني والعربي مادة لدعايتهم الانتخابية، ولكن قدرات المقاومة التي تعاظمت خلال السنوات الماضية ولاسيما بعد عدوان 2014، وإفشالها لمحاولاته الأخيرة بفرض معادلات جديدة قلصت إلى حد ما قدرته على شن حرب على قطاع غزة، ومع ذلك نحن كقوى مقاومة لا نأمن جانب العدو كونه كياناً إرهابياً قائماً على القتل والإرهاب لهذا فالمقاومة مستعدة ومتأهبة للرد على عدوانه ونقل المعركة إلى داخل كيانه المحتل من خلال ما تملكه من قوة صارخيه ضاربة تستطيع ضرب كبرى المدن في كيانه المحتل.

الحصار الإسرائيلي ما زال مفروضاً على غزة ونتنياهو تنصل من تفاهمات التهدئة هل هناك اتصالات مع القاهرة بهذا الخصوص وماذا عن دور الأمم المتحدة؟
يحاول نتنياهو من خلال مناورته المكشوفة ابتزاز المقاومة وأن يظهر نفسه أمام خصومه السياسيين في الأحزاب المنافسة، وأمام الجمهور بأنه الأجدر على جلب الأمن للكيان، ولكنه في نفس الوقت يدرك أن أي محاولة للتصعيد أو للخروج في عملية عسكرية ضد قطاع غزة قد تكلفه مستقبله السياسي، ذلك يعود لقدرة المقاومة على الرد وإفشال أهداف أي عملية عسكرية أو تصعيد يقوم به العدو والمقاومة لديها إمكانيات ومتأهبة وجهوزيتها عالية، لذلك يحرص نتنياهو على دفع الأطراف لتثبيت التهدئة والتفاهمات المتعلقة برفع الحصار عن القطاع، ومبعوث الأمم المتحدة يواصل جهوده في هذا السياق، والأخوة المصريون جهودهم متواصلة ولم تنقطع مع الأطراف الفلسطينية لحرص الأشقاء في مصر على إنجاز التفاهمات ورفع الحصار وهي تفاهمات تقوم على أساس تفاهمات 2014 وليس لها مضمون سياسي كما نراها نحن في حركة الجهاد الإسلامي.

حركة الجهاد الإسلامي هي جزء أصيل من المقاومة الفلسطينية.. كيف تبدو علاقتها مع طهران ودمشق؟
علاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالأشقاء في دمشق وطهران علاقة متميزة وفي أحسن أحوالها وتتطور بشكل مستمر، كونها علاقة تقوم على الحفاظ على المبادئ والقيم والتمسك بالحقوق والثوابت، ومواجهة الأطماع والمؤامرات الصهيوأميركية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ومن ثم السيطرة على المنطقة وإخضاعها وإلحاقها بالهيمنة الأميركية، العلاقة مع الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية العربية السورية تتجذر وتتنامى أكثر فأكثر. وهذا سيعزز إن شاء اللـه فرص إفشال صفقة القرن ومشروعات تصفية القضية الفلسطينية، فكل التحية والحب لأشقائنا في إيران وفي سورية.
هناك هرولة من بعض الأنظمة العربية للتطبيع كيف تنظرون إلى ذلك في ظل عمليات القتل والإرهاب التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني؟
هرولة بعض أنظمة الخذلان للتطبيع مع العدو الصهيوني تعكس مدى وهن وضعف هذه الأنظمة وحالة الانفصام بينها وبين شعوبها، إننا نعتبر جريمة التطبيع مع العدو الصهيوني انقلاباً على ميراث المنطقة وتاريخها الديني والسياسي والاجتماعي، وهي محاولة يائسة منها لاستجلاب الاستقرار لهذه الأنظمة المتآكلة عبر إرضاء الولايات المتحدة واللوبيات الصهيونية بإقامة علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني على حساب الحقوق الدينية والتاريخية والجغرافية للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية، وهي محاولات محكومة بالفشل ولن تجلب لهم ولا إلى بلدانهم الاستقرار وإنما مزيداً من التبعية والهيمنة والأميركية والصهيونية العالمية، وفي المقابل لن تمنح هذه المحاولات التطبيعية الكيان الغاصب أي شرعية في احتلاله لفلسطين وللقدس وللمسجد الأقصى قبله الأمة الأولى ومسرى النبي محمد صلى اللـه عليه وآله وسلم.

غرفة العمليات المشتركة تجربة ناجحة.. هل تتوقعون أن تعمل بنفس الوتيرة في المواجهة القادمة؟
غرفة العمليات المشتركة إبداع فلسطيني مقاوم، ترجم بشكل عملي واقعي مقولة الحركة وشعارها الدائم إن نهج المقاومة والاشتباك مع العدو الصهيوني يوحد المقاومة ويوحد شعبنا، فيما نهج التسوية والسلام المدنس يفرق شعبنا ويبدد مقومات القوة لديه، لهذا مطلوب من السلطة مغادرة نهج أوسلو ومسيرة التسوية والعودة إلى برنامج مقاوم مشتبك مع العدو لتحقيق الوحدة والآمال والطموحات الوطنية.

الاحتلال الإسرائيلي يهدد بأن الضربات للمقاومة ستكون أضعاف المرات القادمة كيف سيكون رد المقاومة؟
الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية خبرت تهديدات العدو وهي تهديدات لن تخيف شعبنا ولن تدفعه إلى الاستسلام ورفع الراية، والمقاومة الفلسطينية وبالخصوص سرايا القدس وباقي أذرع المقاومة جهزت وأعدت مفاجأة للعدو حال ارتكابه أي حماقة أو شن عدوان على شعبنا، وهي راكمت قوتها وطورت إمكانياتها وأدواتها حتى تردع العدو وتفشل أهدافه في أي معركة أو عدوان يشنه، كل ذلك بفضل الدعم العسكري والمادي والسياسي الذي تقدمه إيران وسورية ومحور المقاومة للشعب الفلسطيني.

كيف ترى مستقبل محور المقاومة بعد الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري على قوى الشر والعدوان؟
الانتصارات التي حققها ومازال الجيش العربي السوري في الجغرافيا السورية لا شك أنها تضيف رصيداً عسكرياً وسياسياً جديداً لقوى المقاومة في المنطقة، وذلك يعني أن محور المقاومة يتعاظم ويقوى ويشتد عوده، ويراكم عوامل القوة لديه التي ستردع العدو الصهيوني وستفشل المؤامرات الأميركية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية ومحور المقاومة سيتحرك في أي معركة قادمة مع العدو الصهيوني الذي بات يعيش هاجساً ومأزقاً بسبب انتصارات محور المقاومة في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن