سورية

شددت على أن أي عملية تركية يجب ألا تؤدي إلى تشكيل «كيانات منفصلة» … روسيا: أردوغان لم يلتزم بـ«اتفاق إدلب»

| وكالات

أكدت موسكو، أن النظام التركي لم يلتزم بتنفيذ «اتفاق إدلب» وأعربت عن «القلق» إزاء الوضع هناك، وجددت دعوتها له إلى احترام وحدة سورية، مشددة على أن أي عملية تركية داخل الأراضي السورية يجب ألا تؤدي إلى تشكيل أي «كيانات إقليمية شبه منفصلة» في المناطق الحدودية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف أمس: إن اتفاقاتنا مع أنقرة بخصوص إدلب لم تنفذ بالكامل من الأخيرة، مشيراً إلى أن الوضع هناك لا يزال يثير قلق موسكو ودمشق.
وفي 17 أيلول الماضي تم الإعلان عن «اتفاق إدلب» الذي ينص في مرحلته الأولى على إنشاء المنطقة «المنزوعة السلاح» بين الجيش العربي السوري والمسلحين على أن تقام هذه المنطقة في مناطق سيطرة المسلحين، وفي المرحلة الثانية أن يتم سحب السلاح الثقيل من «منزوعة السلاح» على أن يجري سحب الإرهابيين بالكامل منها بحلول منتصف تشرين الأول الماضي.
ورغم تعهد أنقرة بفرض تطبيق الاتفاق في مناطق سيطرة المسلحين والإرهابيين إلا أن المرحلتين الثانية والثالثة لم يتم تنفيذهما.
وأضاف بيسكوف خلال حديث للقناة الروسية الأولى: إن أنقرة أكدت أن اهتمامها مركز على الوضع في إدلب.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أكدت في وقت سابق أن العسكريين الأتراك، لم ينجحوا بعد في تنفيذ جميع التزاماتهم بموجب اتفاق المنطقة «المنزوعة السلاح» في محافظة إدلب.
وجاء الحديث عن إدلب في ظل تصاعد الأنباء عن عملية مقبلة للجيش العربي السوري هناك.
وعن الوضع في المناطق الحدودية الشمالية، أكد بيسكوف أن «أي عمليات عسكرية تركية داخل الأراضي السورية يجب أن تراعي بدقة وبصرامة سلامة ووحدة التراب الوطني في هذا البلد».
وأشار إلى أنه تمّ في عام 1998 التوقيع بين أنقرة ودمشق على اتفاقية أضنة الأمنية، التي حصلت تركيا بموجبها على حق القيام بعمليات صغيرة عبر الحدود ضد الإرهابيين الذين كانوا ينشطون في منطقة حدودها مع سورية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبعد لقائه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي بدا أنه رفض طموحات أردوغان بإنشاء «منطقة آمنة» في شمالي سورية، وقال: «يجب علينا مع شركائنا الأتراك المثابرة على احترام الشؤون الأمنية»، وأضاف: يدور الحديث عن وثيقة 1998 (بروتوكل أضنة الأمني) التي تنص على مجابهة الإرهاب وتوفير الأمن في الأراضي الجنوبية التركية وهذا السؤال كان مطروحاً على طاولة المفاوضات».
وأمس الأول صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين، بأن سورية «ما زالت ملتزمة» باتفاق «أضنة»، والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب بأشكاله كافة من الدولتين، «إلا أن النظام التركي ومنذ عام 2011 كان ولا يزال يخرق هذا الاتفاق عبر دعم الإرهاب وتمويله وتدريبه وتسهيل مروره إلى سورية أو عبر احتلال أراض سورية من خلال المنظمات الإرهابية التابعة له أو عبر القوات المسلحة العسكرية التركية بشكل مباشر».
وأكد المصدر، أن أي تفعيل لهذا الاتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، وأن يلتزم النظام التركي بالاتفاق، ويتوقف عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين، وأن يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها، وذلك حتى يتمكن البلدان من تفعيل هذا الاتفاق الذي يضمن أمن وسلامة الحدود لكليهما.
وبدا أن حديث بيسكوف أمس توافق مع التصريح الصادر عن الخارجية السورية، وأضاف بيسكوف: «الأمر الرئيسي هو ألا تؤدي هذه العمليات (التركية) بأي شكل من الأشكال إلى تشكيل أي كيانات إقليمية شبه منفصلة في المناطق الحدودية، وألا تهدد بالتالي السلامة الإقليمية والسياسية لسورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن