رياضة

اتحاد كرة السلة والنصف الفارغ من الكأس

| مهند الحسني

سألني أحد زملائي في القسم الرياضي بود وإنما بصرامة:
لماذا لا تكتب إلا عن الأشياء السلبية، وكأنك لا ترى إلا السواد، فارتبكت، وكدت أعتذر، غير أنني ما إن خرجت من مكتبه، حتى استعدت شجاعتي، وهذا أمر يحدث لي فقط خارج مكاتب زملائي، ثم تذكرت حكايتي الطويلة مع الحكمة الأزلية والمرشحة لأن تكون أبدية، عليك أن ترى النصف الممتلئ من الكأس، لطالما أُلقيت هذه الحكمة على مسامعي، ولطالما حاولت أن أؤمن بها، ولكن دون جدوى.
صراحة بعد ذلك حاولت قدر المستطاع أن أبعد نفسي عن التفاصيل التي تموج بقلب عمل وأخطاء اتحاد السلة خشية أن تتكسر داخلي صورة جميلة حفظتها عن هذا الاتحاد في الفترة السابقة، لكن عبثاً، فالتفاصيل التي أهرب منها تطاردني حتى عندما أكون خارج التغطية، وتبدأ بدغدغة قلمي ما يدفعني للكتابة.

حقيقة
ما سنذكره ليس مشهداً من أفلام الأكشن الأميركية، ولا هو حالة مغالى فيها، وإنما هو حقيقة ملموسة جرت فصولها في نهائي كأس سلة الرجال بين الجيش والوثبة قبل أيام قليلة.
لسنا ضد أن يقوم اتحاد كرة السلة بتعهيد مباريات الدوري أو الكأس لأي شخص، فهذا شأن داخلي لا علاقة لنا به، لأن ذلك سيعود على الاتحاد بالفائدة المالية، لكننا ضد الطريقة التي باتت تدار فيها تعهيد المباريات، فعند دخولنا لصالة الفيحاء في نهائي كأس الرجال، استوقفنا شخصان اعترضا دخولنا بطريقة غير مهذبة، وتحدث أحدهما وكأنه قاضي القضاة مستفسراً عن سبب دخولنا دون بطاقة، وبعد أن قدمنا أنفسنا على أننا صحفيون، عاد وتحدث بتهكم قائلاً (وهل معكم مهمة خاصة لدخول المباراة) بعد أن استخف بالبطاقات الصحفية معنا والصادرة عن جهة رسمية كاتحاد الصحفيين، وتبادلنا أطراف الحديث معه علنا نستطيع إقناعه بعدالة وأحقية دخولنا، غير أن محاولاتنا باءت بالفشل، والشيء الذي جعلنا نضيق ذرعاً بما حدث، هو أنه أثناء حديثنا دخل من هب ودب تحت تسميات ضيوف (هذا من قبل فلان وذاك من عند علان)، حتى خلنا في أنفسنا أننا كصحفيين مستهدفون من هذا الشخص، وبعد الأخذ والرد والذي منه، جاء أحد العاملين في إدارة المدينة، وأعلمه بأننا صحفيون ودخولنا واجب، وما إن دخلنا حتى وجدنا أنفسنا على المدرجات الخاصة بالجمهور نظراً لامتلاء المنصة المخصصة بالصحفيين بالجمهور بعد حالة من الفوضى التي ألمت بالصالة حينها، أليس من المفروض من اتحاد محترف لديه جيش من العاملين والإداريين وضع رجل آخر إلى جانب المتعهد يخفف عن الإعلاميين عناء التبرير والإقناع، أليس من المفروض أن يكون العقد المبرم بين الاتحاد والمتعهد ينص على إدخال بعض الشخصيات والإعلاميين بطريقة مهذبة بعيدة عن التهكم والتجريح، سؤال نترك الإجابة عنه لاتحاد السلة.

نصف الكأس
هذا هو النصف الممتلئ من الكأس، أما النصف الفارغ فهو أننا حاولنا بعد نهاية المباراة جاهدين معرفة هل المباراة تم تعهيدها، أم إن هذين الشخصين تم تكليفهما من إدارة المدنية، وبعد التفتيش والاستفسار، والتنقيب، وسلسلة من الاتصالات دامت لأيام، عرفنا من عضو اتحاد بارز أن المباراة تم تعهيدها، والآن احكموا بأنفسكم، إلى أي من النصفين علي أن أنظر.
اتحاد يدعي الاحترافية بالعمل وصداقة عميقة وقوية مع الإعلام الرياضي منذ توليه لمهامه، يفشل في تنظيم مباراة لنهائي غال على قلوبنا، ويخرج الإعلام الرياضي بقصد أو من دون قصد من حساباته، فكيف الحال لو تّم تكليفه استضافة بطولة عربية أو قارية.

وهم
ما يدعو للتساؤل الممزوج بضحكة ذات مغزى أن اتحاد السلة قرر مؤخراً تطوير مفاصل الإعلام الرياضي، وكأن مهامه المسندة إليه في تطوير سلتنا بجميع مفاصلها بألف خير.
باختصار سلتنا لن تسير إلى الأمام خطوة واحدة ما دامت تدار بعقلية الأنا، والنظر إلى الإعلام على أنه جرّاح التجميل الواجب عليه تغطية قبح إنجازات سلتنا وفشلها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن