رياضة

سوء امتصاص..!

| مالك حمود

من الطبيعي وصول الشارع الرياضي في سورية إلى تلك الحالة العليا من الغضب بعد الصورة المؤلمة لكرتنا في البطولة الآسيوية, لكن من غير الطبيعي تلك المحاولات الفاشلة لامتصاص ذلك الغضب بطرق التفافية لم ترتق إلى مستوى الحل الحقيقي، لتغدو على رأي المثل (كمن يريد أن يغطي السماء برغيف)..!
لست ضد قرار تسمية العميد فاروق بوظو رئيساً للجنة التطوير في اتحاد الكرة، بل على العكس فالعميد بما يمتلكه من خبرة كبيرة وعالمية قادر على تقديم الكثير لكرتنا سواء على الصعيد التحكيمي أم التنظيمي أو حتى الفني، ولكن هل اكتشف المعنيون فجأة وجود العميد فاروق بوظو للاستفادة من وجوده في أجواء العمل الكروي؟ وثمة سؤال: أين دور أعضاء اتحاد الكرة؟!
أين دور الدكتور سعيد المصري ذلك الأكاديمي للاستفادة من معارفه الكروية وهو اللاعب السابق الذي درس الرياضة كعلم وشغل العديد من المراكز والمناصب فيها؟!
أعتقد أن الحل الحقيقي يبدأ بالعودة إلى أهل الرياضة، فما يدور الآن يذكرني بالتسعينيات عندما كانت دمشق تستضيف منافسات إحدى مجموعات تصفيات كأس العالم وخلال المؤتمر الصحفي المقام بعد إحدى مبارياتها التي كانت تقام في ملعب العباسيين تحدث رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم آنذاك واسمه (مصطفوي) مؤكداً أن سورية تمتلك شخصاً قادراً على قيادة الكرة على مستوى العالم وليس سورية قاصدا بذلك العميد فاروق بوظو.
أستغرب أن يستغرب البعض من قرار تسمية العميد فاروق بوظو (وهو أول من مثل الصافرة السورية في المونديال وذلك عام 78 في الأرجنتين – ومن كان له رأي لدى الفيفا في بعض التعديلات على قانون كرة القدم) رئيساً للجنة التطوير نظرا لتقدمه بالسن، متناسياً تلك الخبرة التراكمية التي جمعها من خلال عمله في مختلف مفاصل العمل الرياضي والكروي وصولاً إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن هل بمقدور العميد تجسيد الأفكار التي يراها كفيلة بالنهوض بكرتنا وتخليصها من أوجاعها؟! ولماذا لا يكون صاحب الأفكار هو صاحب القرار؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن