عربي ودولي

النفط إلى ارتفاع وموسكو تحذر من التدخل العسكري … مادورو يهدد واشنطن بإجراءات قانونية رداً على العقوبات

| وكالات

هدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو باتخاذ إجراءات قانونية وسياسية ضد الولايات المتحدة رداً على فرضها عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مادورو قوله في خطاب متلفز خلال حفل ترحيب بدبلوماسيين فنزويليين استدعوا من واشنطن بعد قرار فنزويلا قطع علاقتها مع الولايات المتحدة.. «أعطيت تعليمات محددة لرئيس شركة النفط الوطنية الفنزويلية لبدء إجراءات سياسية وقانونية للدفاع عن ممتلكات وأصول شركة سيتغو الأميركية التابعة لشركة النفط الوطنية الفنزويلية».
وكانت واشنطن فرضت أول أمس عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية إلا أن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قال: إن شركة سيتغو ستواصل أنشطتها شرط أن يتم إيداع عائداتها في حساب مجمد في الولايات المتحدة.
وارتفعت أسعار النفط، بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على شركة النفط الحكومية الفنزويلية، في خطوة قد تكبح صادرات الخام من هذا البلد الغني بالنفط إلى الولايات المتحدة.
كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جين شوانغ معارضة بلاده للعقوبات الأميركية أحادية الجانب ضد فنزويلا، مشيراً إلى أن كراكاس شريك تجاري مهم للصين.
إلى ذلك دعا مادورو المعارضة اليمينية للتحلي بالشجاعة والبدء بحوار وطني وقال: «أقول مرة أخرى.. أنا مستعد من أجل فنزويلا للبدء بجولة مفاوضات مع المعارضة الفنزويلية بأكملها حيث يريدون وفي الوقت وبالطريقة التي يريدون».
وطالب مادورو الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم التدخل في فنزويلا وتركها وشأنها بأمان وقال: «دونالد ترامب… انقلاب في فنزويلا لا يتم بهذه الطريقة.. لا تتدخل في شؤون فنزويلا وارفع يدك عنها فوراً».
وأشار مادورو إلى أن الدبلوماسيين الفنزويليين عادوا إلى بلادهم من الولايات المتحدة بينهم موظفون في قنصليات فنزويلا في المدن الأميركية، فيما لا يزال سبعة دبلوماسيين أميركيين في كاراكاس للتفاوض على فتح مكاتب للمصالح المشتركة في كلا البلدين.
بدوره انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها في الشأن الفنزويلي، مشيراً إلى أن واشنطن وحلفاءها يحاولون عبر العقوبات ضد كاراكاس مصادرة أموالها. وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره السيراليوني، أمس، أن العقوبات على فنزويلا غير شرعية وتنتهك النظام الدولي وتعمق الأزمة، مضيفاً: إن العقوبات التي فرضتها واشنطن ضد النفط الفنزويلي من شأنها تقويض الثقة في الدولار ومفاقمة الأوضاع في هذا البلد.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن الولايات المتحدة تعوق الجهود الدولية لتسوية الوضع في فنزويلا، مؤكداً أن روسيا ستقوم بكل ما بوسعها لدعم السلطة الشرعية في فنزويلا.
في سياق متصل حذّر الكرملين مجدداً من العواقب السلبية لأي تدخل عسكري أجنبي في شؤون فنزويلا.
وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف: «أما بالنسبة للتدخل العسكري في الأزمة الفنزويلية، فقد حذرنا منذ البداية من النتائج السلبية للغاية حتماً لأي إجراءات متهورة من هذا القبيل».
وازدادت الشكوك حول احتمالات قيام أميركا بتدخل عسكري في فنزويلا ليس فقط بعدما تكاثرت تلميحات المسؤولين حول ذلك، بل أيضاً بعدما انكشفت مسألة إرسال وحدة عسكرية أميركية إلى كولومبيا المجاورة لفنزويلا، وبرزت هذه المسألة إلى العلن بعد أن ظهرت صورة مستشار الأمن القومي جون بولتون في إحاطة بشأن الوضع في فنزويلا، وهو يقف على المنصة مع مفكرة، كتبت فيها عبارتان: «أفغانستان – نرحب بالحوار» و«5000 جندي في كولومبيا».
وعندما سأله الصحفيون حول احتمالات التدخل العسكري الأميركي في الشؤون الفنزويلية؟ رد بولتون قائلاً: «كل الخيارات مطروحة».
وقالت وزارة الخارجية الكولومبية في وقت لاحق، إنها لا تعرف لماذا ظهر مثل هذا التسجيل في دفتر بولتون.
وذكرت الخدمة الصحفية لوزارة الدفاع الكولومبية لوكالة نوفوستي الروسية، أن الحكومة الكولومبية لا تخطط لمنح الولايات المتحدة قواعد عسكرية لغزو فنزويلا.
في هذه الأثناء أعرب رئيس البرلمان الفنزويلي، المعارض، خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً مؤقتاً، عن ثقته في انتقال الجيش الفنزويلي إلى جانبه في أقرب وقت.
في المقابل أعلن جنرالات الجيش الفنزويلي ولاءهم الكامل لرئيس البلاد نيكولاس مادورو، واستعدادهم للدفاع عن البلاد، والتحضير لمناورات عسكرية ضخمة في أواسط شباط، كتأكيد لذلك.
من جهته توقع محلل سابق في البنتاغون أن تعارض القيادة العسكرية الأميركية استخدام القوة العسكرية في فنزويلا، حتى ولو كان الصقور في إدارة الرئيس دونالد ترامب يروجون لخيار التدخل العسكري.
وقال المحلل السابق في وزارة الدفاع، كارين كفياتكوفسكي لوكالة نوفوستي الروسية أمس: «بالنسبة لأشخاص مثل مستشار الأمن القومي (للرئيس الأميركي) جون بولتون، فإن غزو فنزويلا يمكن أن يكون له معنى، لأنه يتوافق مع الخطاب الذي يلتزم به. ولكن هذا لا يلبي المصالح الأميركية، ولا مصالح الجيش الأميركي».
هذا وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة اعتمدت سلطة زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو للسيطرة على أصول معينة في حوزة بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي أو أي بنوك أخرى تضمنها واشنطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن