اقتصادالأخبار البارزة

ملتقى رجال الأعمال السوري الإيراني في دمشق … خميس: سورية وإيران خير شريكين متكاملين ولها الأولوية في الإعمار مع الأصدقاء … جهانغيري: إيران مع سورية في الضراء والسراء والآن معها في إعادة الإعمار

| هناء غانم- رامز محفوظ - وفاء جديد

افتتح أمس ملتقى الأعمال السوري الإيراني بحضور النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية في إيران إسحاق جهانغيري ورئيس مجلس الوزراء عماد خميس وبمشاركة واسعة من رجال الأعمال وممثلي الشركات من البلدين.
ويقيم الملتقى اتحاد غرف التجارة السورية بالتعاون مع غرفة التجارة السورية الإيرانية المشتركة ومجلس الأعمال السوري الإيراني، بهدف تعزيز التعاون بين غرفتي التجارة السورية والإيرانية.

وفي كلمة له خلال افتتاح الملتقى، أكد رئيس مجلس الوزراء عماد خميس أهمية زيارة الوفد الإيراني لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن البلدين تجمعهما علاقات تاريخية متميزة عن باقي العلاقات بين الدول الأخرى وهذه العلاقة متجذرة عبر عقود نتيجة الرؤية المشتركة والعلاقات التاريخية بين الشعبين، وهذه العلاقات استمرت وظهرت خلال السنوات الثماني التي تعرضت فيها سورية لحرب إرهابية، مشدداً على أهمية التكاتف والتعاون المشترك في التصدي لأكبر حرب إرهابية تعرضت لها سورية.
وأعرب خميس عن شكره العميق للأشقاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكل ما قدموه خلال سنوات الحرب على سورية، «وهذا الأمر يحملنا مسؤولية مشتركة لأن نلتقي ونبذل جهوداً في البلدين وإن نكون على مستوى هذه العلاقات التي تجمعنا».
وقال خميس: «سورية وإيران هما خير شريكين متكاملين».
ولفت خميس إلى أنه آن الأوان من خلال هذه اللقاءات المتكررة مع الأشقاء الإيرانيين لحصد نتاج هذا التعاون ووضع رؤى إستراتيجية.
وأوضح أنه استمراراً لما تم البدء به خلال السنوات الماضية سوف نرسم خريطة تطويرية لهذه العلاقات، وسيكون هناك في الأيام والأسابيع والسنوات القادمة تعاون حقيقي نحصد من خلاله نتائج متميزة، مبيناً أن سورية وإيران تجمعهما علاقات في كل المجالات ودائماً كانت هذه العلاقات ظاهرة للعالم أجمع، وراهن الكثير عليها خلال الحرب الأخيرة لكن أصالة هذه العلاقات وتجذّرها عززت التعاون أكثر بين إيران وسورية ليرتقي بالعلاقات الاقتصادية بينهما إلى مستوى كبير.
ونوه خميس بأن سورية وإيران وضعتا أسس العمل المشترك على الصعيد الحكومي للفترة المستقبلية القادمة، واليوم انتقلت المسؤولية لرجال الأعمال، ومن خلال هذا اللقاء علينا أن ننطلق بهذا الملتقى ونخرج بعناوين نرسم من خلالها أفق تعاون في المجال الاقتصادي بين القطاع الخاص في البلدين يوازي تماماً ما تم إنجازه على صعيد العمل الحكومي الرسمي، وأيضاً ليرتقي قريباً إلى مستوى العلاقات السياسية والتنسيق بين البلدين.
وشدد خميس على أن الحكومة السورية جادة لأن تكون العلاقات الاقتصادية بين البلدين هي الأولى في العالم، وإن تكون مثالاً يحتذى به لكل علاقات الدول الاقتصادية، وهذا لا يأتي من طروحات إنما بالجد والعمل، متمنياً من خلال الملتقى أن توضع العناوين المهمة للتعاون، مشيراً إلى أن الأولوية اليوم هي لإعادة إعمار ما دمره الإرهاب في سورية هي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وللدول الصديقة التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في هذه الحرب، موضحاً بان اليوم يقع على عاتق اتحاد غرف التجارة في سورية وغرفة التجارة في طهران مسؤولية كاملة في ترجمة هذه العلاقات إلى واقع فعلي، والى مزيد من التعاون من خلال التحفيز والتشجيع على البدء فوراً بان يكون في سورية سوق للمنتجات الإيرانية وسوق للمنتجات السورية في إيران، وأن يكون هناك خط دائم بين البلدين لنقل هذه المنتجات بشكل كامل، وأن إحدى خطوات التعاون التي ستكون مستقبلاً هي إنجاز خط بري مباشر بين طهران ودمشق عبر العراق وهذا ما سنعمل عليه، بالإضافة إلى اتفاقيات عديدة تم توقيعها، تضع اللبنة الأساسية للتعاون في القطاع الخاص، مشيراً إلى أن الحكومة سوف تتابع خطوات عمل القطاع الخاص السوري ليكون هناك دائماً تنفيذ لما تم الاتفاق عليه في هذا الملتقى، مشدداً على ضرورة أن يأخذ القطاع الخاص دوره لأنه في كل بلدان العالم يتمتع القطاع الخاص بمرونة أكثر والتي يمكن أن تفسح المجال للمزيد من التعاون.
وختم خميس بدعوة كل الشركات والمستثمرين الإيرانيين الراغبين في الاستثمار أن يأتوا إلى سورية، مؤكداً أن سورية قبل الحرب كانت الأقل تكلفة في الاستثمار، والآن وبعد الحرب ونتيجة الخطوات التي اتخذتها الحكومة من تشريعات وإجراءات أصبحت أكثر خصوبة للاستثمار.
من جانبه أكد النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إسحاق جهانغيري أن هذه الزيارة بداية لتعزيز وتوسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى أن أمن المنطقة بشكل عام هو أمن يمتزج بأمن العالم أجمع، مبيناً أنه يتوجب على الأوروبيين والغرب بشكل عام والأميركيين بشكل خاص أن يقدروا هذه المجهودات وهذه المقاومة والصمود الكبير للشعب السوري والحكومة السورية.
ولفت إلى انه بالأمس القريب كان لدى الجانبين اجتماعات للجنة العليا المشتركة بين البلدين وقد تم توقيع اتفاقيات عدة، مبيناً أن مثل هذه الاجتماعات والزيارات تحمل في طياتها رسالة مهمة وواضحة، وخاصة إلى رجال الأعمال والنشطاء الاقتصاديين، تفيد بأن سورية دخلت مرحلة جديدة وهي إعادة الإعمار، ومن الواضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت تقف إلى جانب الشعب والحكومة السورية في السراء والضراء والظروف الصعبة، واليوم تقف إلى جانب سورية في مرحلة إعادة إعمار ما دمره الإرهاب، منوهاً بأن أي نشاط اقتصادي يحصل عبر التعاملات المصرفية حيث تكمن الأهمية بنقل الأموال بسلاسة بين المصارف، وكذلك العوائد التي يحصل عليها التجار، ويجب ألا يكون لديهم أي هموم في هذا المجال، مشيراً إلى انه على ثقة تامة بأن يطمئننا القطاع الخاص أن النظام المصرفي يعمل على قدم وساق لتسهيل الأمور للاستثمارات لهذا القطاع.

مفاوضات وتسهيلات
من جهته أكد رئيس اتحاد غرف التجارة السورية غسان القلاع أن سورية انتصرت بفضل قيادتها الواعدة الحكيمة وتضحيات الجيش والشعب وبمساندة حلفائها، وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مبيناً أن الاتحاد ممثلا عن القطاع الخاص في سورية يأمل بأن تساهم هذه اللقاءات في تبادل الخبرات والتجارب، وفي إزالة العقبات التي تحول دون توسع دائرة التبادل التجاري بين البلدين ما يسهم في خدمة مصالح البلدين.
وشدد القلاع على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية، مبيناً أن هذا ليس مطلب غرفة التجارة فحسب وإنما هو مطلب شعبي ينبع من رغبة مشتركة لتعزيز التعاون في جميع المجالات.
ولفت إلى أن غرف التجارة السورية تتطلع إلى المضي قدماً في تنفيذ اتفاقيات التعاون وتوقيع العقود الاقتصادية في مجالات عدة منها البنى التحتية والكهرباء والصحة والمواد الغذائية والقطاع المالي والمصرفي.
وأكد أن هذا اللقاء سوف يساعد رجال الأعمال من الجانبين على التواصل فيما بينهم بما يساهم في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، مرحباً بمشاركة الأصدقاء الإيرانيين من رجال أعمال وصناعيين ووقوفهم إلى جانب سورية في إطار المشاريع الاستثمارية المشتركة، داعياً الشركات الإيرانية إلى المشاركة في مرحلة إعادة الإعمار بما يعود بالمنفعة على شعبي البلدين الصديقين.
إلى ذلك أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة الإيرانية غلام حسين الشافعي أن الإرادة القوية ساهمت في تطوير العلاقات الاقتصادية بين سورية وإيران، وأنه نظراً للانتصارات الكبيرة للشعب السوري في الآونة الأخيرة وصلنا إلى مرحلة جديدة واعدة نقطة البدء فيها تفعيل علاقات اقتصادية ثنائية بين القطاع الخاص السوري والإيراني، مبيناً أن العلاقات بين سورية وإيران هي علاقات تاريخية متينة ومستمرة، وبالرغم من تأثر العلاقة الاقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين في الفترة الأخيرة نتيجة الحرب التي مرت فيها سورية إلا أنه اليوم سيكون هناك آفاق واعدة في العلاقات بيّن البلدين، مشيراً إلى أن تم إجراء مفاوضات مثمرة لتوسيع العلاقات الاقتصادية ومن المتوقع في المراحل المقبلة انجاز تسهيلات في العلاقات الاقتصادية بين البلدين وضمن جدول زمني محدد منها مساهمة الشركات الإيرانية في إعادة إعمار سورية، مؤكداً الدور المهم والفاعل للقطاع الخاص في ذلك وأن إيران مستعدة لتوفير كافة احتياجات سورية من السلع والخدمات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن