سورية

أكد استمرار الجهود لتحقيق ذلك … عبد الهادي: عودة سورية للجامعة العربية تحتاج لأغلبية وليس إجماعاً

| سيلفا رزوق

أكد مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي، أن الجهود مازالت مستمرة من عدد كبير من الدول العربية، من أجل «عودة سورية للجامعة العربية»، لأن دور سورية القومي هام جدا، وسيفعّل الجامعة بعد فترة طويلة من السبات نتيجة الخلافات، التي بدأت منذ ما يسمى «الربيع العربي».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عبد الهادي في تعليقه على التصريحات الأخيرة للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: «عندما أبعدت سورية عن الجامعة العربية لم يكن هناك إجماع على القرار، وإنما جرى تصويت، واعترض عدد من الدول العربية على ذلك، ولكن رغم اعتراض هذه الدول اعتمد القرار بالأغلبية».
وأضاف عبد الهادي: «والآن من المفروض وكما صوت على تجميد عضوية سورية بالأغلبية، فإنه ينبغي أيضاً عودتها ليس بالإجماع وإنما بالتصويت بالأغلبية، والأغلبية موجودة لعودة سورية للجامعة العربية، على الرغم من أن سورية لم تطلب عودتها، ولكن الحرص على التضامن العربي وعودة العلاقات العربية لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد المنطقة، وخاصة صفقة القرن التي تنفذها الولايات المتحدة و«إسرائيل»، يحتم علينا المطالبة بعودة سورية للحضن العربي».
واعتبر عبد الهادي، أن «الجهود لعودة سورية يجب ألا تتوقف، لأن فيها مصلحة قومية للجميع، «ودون موقف عربي موحد فإن الولايات المتحدة و«إسرائيل» ستستمر بممارسة سياستها الإجرامية بحق الجميع، وليس بحق الفلسطينيين، هي تحاول استغلال العرب وابتزازهم وهذه السياسة الأميركية معروفة، لتثبيت «إسرائيل» في المنطقة باعتبارها القوة الوحيدة».
وحول عودة العلاقات الدبلوماسية العربية مع سورية، قال عبد الهادي: «بحسب معلوماتنا لم تطلب سورية من أحد أن يعيد علاقاته الديبلوماسية معها، لأن الذين غادروها اتخذوا قرارهم بأنفسهم، ومن هذا المنطلق نعتقد أن للجميع رغبة بعودة العلاقات معها، وندرك حجم الضغوطات الأميركية خصوصاً بعدما قرر (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب تعويض خروجه من سورية، من خلال تكثيف الضغوطات السياسية والاقتصادية عليها»، لافتاً إلى وجود تخبط أميركي بين ترامب والدولة العميقة، وداعياً الدول التي تدعي أن لديها قراراً سيادياً أن تبادر لاتخاذ قرار إيجابي تجاه سورية، وذلك لمصلحتها ومصلحة المنطقة.
وحول توقعاته بخصوص القمة العربية المقبلة في آذار القادم، أعاد عبد الهادي التأكيد على وجود أغلبية عربية تطالب بعودة سورية، متسائلاً: لماذا هذا الرضوخ طالما أن هناك دولاً تدعي السيادة، «الذي لديه سيادة لا يرضخ للضغوطات، من هذا المنطلق فإن الرضوخ للضغوطات الأميركية يدلل على أن القرار السيادي لهذه الدول لا يزال ناقصاً».
وحيا عبد الهادي كلاً من الإمارات والبحرين التي أعادت فتح سفاراتها في دمشق، وأيضاً كل الدول التي استمرت سفاراتها بالعمل في سورية خلال الحرب والتي أكدت موقفها القومي، لافتاً إلى الموقف الأردني المتقدم على غيره من الدول العربية، والذي وجه دعوة لحضور سورية الاجتماع المقبل لاتحاد البرلمانيين العرب الذي لا يخضع لقرارات الجامعة العربية».
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، اعتبر في تصريح تلفزيوني، أن عودة سورية للجامعة يرجع إلى التوافق العربي والإجماع وليس فقط التصويت، زاعماً أن «الأطراف العربية وقعوا في خطأ جسيم ومتسرع بالعودة إلى دمشق مرة أخرى كتمثيل دبلوماسي»!.
تصريحات أبو الغيط التي جاءت بإيحاء أميركي، أتت بعد تحركات عربية متواترة تجاه سورية أثمرت إعادة كل من الإمارات والبحرين لفتح سفاراتها في دمشق، كما رفع الأردن مستوى التمثيل الدبلوماسي، ووجهت دعوة إلى سورية لحضور مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب المقبل في عمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن