شؤون محلية

لا تسويق يذكر لحمضيات طرطوس! … الفلاحون لم يسوقوا إنتاجهم بسبب «المواصفات»

| طرطوس- الوطن

على خلاف ما كان متوقعاً بتسويق ما تبقى من إنتاج موسم الحمضيات الحالي بأسعار جيدة بحسب ما أعلن عنه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عاطف النداف خلال اجتماعه في مبنى المحافظة بطرطوس منذ عشرون يوماً نية الحكومة بذلك، فلم يسوق من الحمضيات حتى الآن سوى 170 طناً بينما كان المتوقع بحسب رئيس اتحاد فلاحي طرطوس (100) ألف طن.
ونعتقد جازمين أنه في ضوء آلية التسويق الحالية والظروف المحيطة بها لن تصل الكميات المسوقة هذا الموسم بدعم من الحكومة عبر السورية للتجارة لأكثر من خمسمئة طن من مجموع إنتاج المحافظة البالغ 280 ألف طن لأسباب مختلفة تتقاذفها الجهات المعنية فيما بينها حيث تحاول كل جهة تحميل الجهة الأخرى مسؤولية هذا (الفشل) مع تركيز البعض على تحميل الفلاحين المنتجين المسؤولية لعدم التقيد بالمواصفات المحددة ولخوفه وعدم ثقته من تسليم إنتاجه للتاجر الذي اعتمدته المؤسسة!
وتابعت «الوطن» هذا الموضوع وتبين أنه لم يتم تسويق أي كمية من الإنتاج للمؤسسة عبر مركزي الفرز في مقر المؤسسة وسهل سمكة في حين تم تسويق 170 طناً عبر مركز عدنان رَيَّا شرق مشفى الباسل، كما تبين خلال زيارتنا له أن التسويق شبه متوقف وأن الفلاحين يراجعون للسؤال عن إمكانية التسويق وعن الشروط المطلوبة والأسعار ما يعني أنهم في واد والجهات ذات العلاقة والتعليمات في واد آخر.
وقال فلاح من يحمور إنه راجع مركز المؤسسة فحولوه لمركز رَيَّا بحجة تعطل خط الفرز وإن الشروط قاسية ومع ذلك فهو مضطر لإحضار بعض الكميات فيما قال فلاح من جورة الجواميس إنه تعرض لكارثة هذا العام أدت لتراكم الخسائر عليه لتصل إلى خمسة ملايين ليرة وإنه يراجع المركز ليعرف فيما إذا كان بإمكانه تسويق ما تبقى لديه من الحامض واليافاوي وأيضاً لمعرفة الأسعار
وقال عدنان رَيَّا: لقد هدر من إنتاج الموسم الحالي نحو 30% تحت أمه وتم تسويق نحو 40% عبر أسواق الهال بأسعار تقل عن التكلفة وباقي نحو 30% مضيفاً: إنه استلم حتى الآن بالتعاون مع السورية للتجارة والتاجر المعتمد منها 170 طناً بالأسعار والمواصفات التي وضعت عند زيارة وزير (التموين) وأكد أن آلية التسويق الحالية غير مقبولة ولن تؤدي لزيادة الكميات المسوقة، علماً أن التعليمات تنص على استلام أي كمية تأتينا لكن ضمن المواصفات أما الأسعار فقد قيل لنا خفضوها لكن عضو المكتب المختص في المحافظة وجه بأن يكون التسويق بالأسعار المعتمدة،
أما صاحب مركز الفرز في سهل ميعار فقال لنا لم أتمكن من استلام أي كمية للمؤسسة بسبب المواصفات في الوقت الذي أستلم يومياً نحو خمسين طناً وأرسلها لحسابي إلى أسواق دمشق.
وأكد علي سليمان مدير فرع السورية للتجارة أن المؤسسة تتابع استلام مايقدم إليها وتقوم بالتوزيع لصالاتها وقد بلغت الكميات المسوقة من قبل الفرع منذ بداية الموسم وحتى الأمس 270 طناً.
وقال رئيس اتحاد فلاحي طرطوس: الوضع غير مقبول مطلقاً وبسبب الشروط القاسية والآلية المتبعة لا يتم التسويق للمؤسسة وبالتالي خسائر الفلاحين تكبر يوماً بعد يوم. فيما شدد راتب إبراهيم عضو المكتب التنفيذي للقطاع الزراعي على أن التعليمات تقضي باستلام أي كميات يحضرها الفلاح وبالأسعار المحددة في 11 الجاري حيث لم نسمح بالنزول عنها لكن يبدو أن الفلاحين قلقون وخائفون من إعادة ما يحضرونه لمركز الفرز بحجة المواصفات لذلك لم يسوقوا إنتاجهم كما كان متوقعاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن