الخبر الرئيسي

تركيا تعد ميليشياتها بإدلب: حل «النصرة» وتأسيس «برلمان» و«إدارة ذاتية»! … الجيش يعزز قواته شمالاً ويتصدى لمزيد من الخروقات

| حلب - خالد زنكلو

واصل الجيش السوري إرسال المزيد من التعزيزات لريف حماة الشمالي، وواصلت وحداته على الأرض التصدي للخروقات اليومية لإرهابيي «جبهة النصرة» وحلفائهم، وبحسب مصدر إعلامي لـ«الوطن»، فقد أحبطت وحدات من الجيش العاملة في ريف إدلب، محاولة تسلل مجموعات إرهابية من «المنزوعة السلاح» على محوري الفرجة والمشيرفة، وقتلت بصليات مكثفة من نيران رشاشاتها العديد من أفرادها وأصابت آخرين إصابات بالغة.
إلى ذلك تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن تحليق مستمر ومكثف للطيران الحربي والاستطلاع الروسي في الشمال السوري، إلى جانب إرسال مزيد من الحشود العسكرية إلى ريف حماة، وتركز رصده على الجبهات الفاصلة بين الجيش والتنظيمات الإرهابية.
في الأثناء رفع النظام التركي من جرعة ومنسوب التفاؤل لدى ميليشياته في محافظة إدلب وريفي حلب الغربي والشمالي، بعد انهيارها واندحارها على الأرض أمام «جبهة النصرة» وواجهتها «هيئة تحرير الشام»، بتقديم وعود معسولة لهم تخالف مواثيقها مع ضامني مسار «أستانا» روسيا وإيران، وتتمثل بتأسيس «برلمان» يقود إلى إقامة «إدارة ذاتية» في آخر جيب للمعارضة المسلحة بعد حل الفرع السوري لتنظيم القاعدة فيه!
ونسبت مصادر متقاطعة معارضة مقربة من ميليشيا حركتي «أحرار الشام الإسلامية» و«نور الدين الزنكي» لـ«الوطن» أن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين أتراكاً وعدوا قيادات عسكرية في الحركتين خلال اجتماعات عقدت أخيراً وضمت قيادات في باقي ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير»، بأنها ستعمل في المرحلة المقبلة لضمان استقرار إدلب وريفي حلب، بعد وضع تصور يقوم على أساس حل جميع الميليشيات وفي مقدمتها «الزنكي» و«الوطنية للتحرير»، اللتان لم تعد لهما قائمة على الأرض، بالإضافة إلى حل «تحرير الشام» لدمجهم جميعاً في جسم عسكري موحد يختلف في تركيبته عن التشكيلات القديمة المعتادة بحيث تتسلم ميليشيا «فيلق الشام»، الصاعد نفوذها حديثاً في ريفي إدلب الشمالي وحلب الغربي بعد انضمام 18 ميليشيا إليها، الواجهة السياسية على أن تتولى «النصرة» الواجهة العسكرية في حال قبلت تفكيك هيكلها التنظيمي الحالي.
وعلى الفور وصف مصدر إعلامي معارض مقرب من «تحرير الشام» لـ«الوطن»، الخطة التركية لحكم إدلب والريفين الحلبيين بأنها «طوباوية» وتتنافى مع واقع الحال ومناطق السيطرة على امتداد المنطقة التي تنوي وتعتزم تركيا الهيمنة عليها بعد إحكام «النصرة» قبضتها العسكرية والإدارية على مساحتها الجغرافية كاملة.
ونفى المصدر ما تروج له الميليشيات المسلحة التي تدور في الفلك التركي والتسريبات التي تسوّق لها وسائل إعلام تركية مقربة من نظام رجب طيب أردوغان، مثل جريدة «يني شفق»، حول شكل الحكم في إدلب وجوارها، وقال: «تحرير الشام» ليست في وارد حل نفسها أو توسيع قاعدة «الهيئة التأسيسية» لـ«الإنقاذ» بضم عناصر من باقي الميليشيات المنحلة فعلياً وليست بحاجة إلى إعلان وفاتها من جديد على يد أنقرة.
ورأى خبراء عسكريون لـ«الوطن» أن التسريبات التركية عن طريق ميليشياتها تتعارض مع تعهدات تركيا لروسيا حول «المنطقة المنزوعة السلاح» التي نص عليها اتفاق الرئيسين الروسي والتركي في 17 أيلول الفائت ومع وعود أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في موسكو الأربعاء ما قبل الماضي، واشاروا أن الحل الوحيد بتطهير الجيش العربي السوري لـ«المنزوعة السلاح» من إرهابيي «النصرة» ثم فرض حل غير الذي تخطط له أنقرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن