رياضة

آسيا باللون العنّابي

| غانم محمد

العبرة ليست فيما يملكون من مال، وإنما في آلية إدارة هذا المال وتوظيفه بالشكل الصحيح مع خطط واضحة المعالم والأهداف وبعيداً عن الشعارات العاطفية..
قطر فازت بكأس آسيا بعد مشوار رائع في النسخة الأخيرة التي اختتمت قبل يومين وتوّجته باللقب الآسيوي ولم تهتزّ شباكها إلا مرّة واحدة في المباراة النهائية مقابل (19) هدفاً، محتكرة لقب أفضل حارس وأفضل لاعب وهدّاف البطولة، ومع هذا هي تخطط لكأس العالم 2022، وقد وضعت الخطوات التي عليها اتباعها للوصول إلى الحضور الذي تبحث عنه في المونديال الذي ستستضيفه، وفي الطريق ستشارك بكأس أميركا الجنوبية، وستفعل كل ما من شأنه الحفاظ على استمرار المضي قدماً..
يخطئ من يعتقد أن قطر نجحت لأنها تملك مالاً كثيراً، فسلطنة عمان تملك مثلها على سبيل المثال.. الرياضة إدارة إمكانيات وليست إمكانيات وحسب، ويخطئ من يعتقد أننا لا نستطيع أن نوفّر للرياضة السورية ما توفره قطر لرياضتها، بل ربما تكون إمكانياتنا أفضل لأنها تنتج وتدرّ مالاً، وتتمتع بقاعدة شعبية استثنائية، وطاقات بشرية هائلة وهذا ما تدفع قطر من أجل تعويضه وهو ما نخسره دون أي مقابل..
القسم الأكبر من الجمهور السوري أبدى إعجابه بالمنتخب القطري منذ الدور الأول، وقلائل هم الذين اعتبروا (التجنيس) عيباً يقلل من شأن إنجاز قطر الآسيوي، وإذا ما أردنا أن نؤكد أن الإدارة هي الأساس نقول إن اتحاد سلتنا جنّس لاعباً أميركياً ولم نستفد منه و(تبهدلت) سلتنا..
باختصار، وكما النجاح منظومة متكاملة نحن لا نمتلكها، فإن الفشل أيضاً منظومة متكاملة نبرع في تكريس مقوماتها والحرص على استمرارها من خلال تنافر المصالح و(شخصنة) كلّ شيء في رياضتنا، وغياب النيّات السليمة وعدم العمل بروح الفريق الواحد..
سنبقى بعيدين عن أي إنجاز مدروس سنوات قادمة كثيرة ما لم تتحول الرياضة إلى حالة عامة لها أسسها النظرية الواضحة وأدواتها التنفيذية القوية ولا تحضر فيها المصالح الشخصية وتصفية الحسابات وصفقات من تحت الطاولة..
هكذا هو قدرنا، نرقص على إيقاع غيرنا لدرجة (الحسد) بكل أسف..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن