لم تكد منتخبات سلتنا الوطنية تخرج من مشكلة حتى تجد نفسها أمام مشكلة أكثر تعقيداً، فبعد سلسلة من الخسارات التي مني بها منتخبنا الوطني الأول للرجال في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في الصين 2019، وبفوارق رقمية كبيرة، وأداء لا يتناسب أبداً مع سمعة ومكانة السلة السورية التي أضاءت في البطولات القارية والعربية في الفترة الماضية، ويبدو أن هذا التراجع المخيف كان له أسبابه الكثيرة كنا قد ذكرناها سابقاً يأتي في مقدمتها غياب جيل كبير من اللاعبين النجوم الذين سطعت شمسهم في سماء القارة الصفراء.
تحضيرات متواضعة
لم يكن أشد المتشائمين بتحضيرات منتخب الرجال يتوقع لها هذه البداية السيئة التي بدأها الأسبوع الماضي في صالة الفيحاء بدمشق، استعداداً للمشاركة في النافذة الأخيرة من التصفيات، فالدعوة التي وجهها اتحاد السلة إلى خمسة عشر لاعباً للالتحاق بمعسكر المنتخب عابها الكثير، وهم شريف العش، عمر إدلبي، هاني إدريبي، طارق الجابي، عمر الشيخ علي، خليل خوري، عبد الوهاب الحموي، سيبوه خراجيان، توفيق صالح، دياب الشواخ، أنطوني بكر، جورجي ناظاريان، وليم حداد، علي خضر، نديم عيسى، وقد جاءت هذه الدعوة غير مدروسة، وعشوائية، وتحصيل حاصل، وكأن أمر المنتخب لم يعد يهم الاتحاد، بعدما تلاشت آمالنا بالتأهل للدور ربع النهائي من التصفيات.
ثمة منغصات بدأت تعكر أجواء معسكر المنتخب جلها يتعلق بالوضع الصحي لأهم أربعة لاعبين بالمنتخب بإصابات متفاوتة بين البسيطة والبليغة، حيث تبين بعد الفحوصات الطبية للاعب أنطوني بكر بأنه يعاني من كسر في قدمه، وهو بحاجة لراحة طويلة قد تصل إلى الشهرين، ما يعني أن مشاركته بالمنتخب لن يكتب لها الاستمرار، إضافة لإصابة لاعب الاتحاد دياب الشواخ بكسر بيده، وقد نجح في فك الجبس عنها وهو في فترة إعادة التأهيل، ومن المتوقع أن يحتاج لفترة نقاهة طويلة قبل أن يدخل في معترك التحضيرات الجدية للمنتخب، أما إصابة اللاعب طارق الجابي حيث بدا يعاني من تمزق في إحدى عضلات قدمه، وهو بحاجة لفترة من الراحة ليست بالقصيرة، واللاعب سيبوه خراجيان لم يتمكن من الالتحاق بمعسكر المنتخب نتيجة إصابته في معدته، وهو بحاجة إلى تنظير هضمي وراحة تصل إلى أكثر من عشرين يوماً.
ثمانية لاعبين
سوف تقتصر تدريبات المنتخب على ثمانية لاعبين فقط، فأربعة منهم في وضع صحي لم يتضح بشكل نهائي، وثلاثة آخرون التحقوا مع سلة نادي الوحدة المشارك في دورة دبي الدولية، ما يعني أن الجهاز الفني لن يتمكن من تنفيذ خططه التدريبية بالشكل الأمثل، ولن يتمكن حتى من اللعب(تقسيمة)، وكان حرياً باتحاد السلة الجلوس مع الجهاز الفني قبل توجيه الدعوة للاعبين، واختيار الأنسب والأكفأ لتمثيل المنتخب، خاصة أن مباراتي منتخبنا أمام منتخبي الصين وكوريا الجنوبية في النافذة الأخيرة مجرد تحصيل حاصل لا أكثر.
وقرر الجهاز الفني للمنتخب رفع الحمل التدريبي على أن تقتصر التدريبات على فترتين صباحية ومسائية، ويأمل المدرب الصربي ماتيتش إلى رفع الخط البياني للمنتخب، وخلق حالة منسجمة بين لاعبي الخبرة والشباب.
مجنس
تتطلع إدارة المنتخب بكل طاقاتها إلى ضم لاعب مجنس في المباراتين القادميتن من التصفيات ليكون سنداً قوياً إلى جانب لاعبي المنتخب، لكن سعيها ما زال في بدايته لكون التعاقد مع أي لاعب أجنبي بحاجة إلى موافقة رسمية من القيادة الرياضية، وأكد مدير المنتخب فايز قباني أنه في حال وافقت القيادة الرياضية على التعاقد مع لاعب مجنس فإننا ننوي فتح قناة اتصال مع اللاعب الصربي(إيفان) الذي سبق أن شارك مع المنتخب في النافذتين الأولى والثانية من التصفيات، على أن تتضح صورة اللاعب المجنس في بحر الأسبوع الحالي.
مباريات ودية
يسعى اتحاد السلة وضمن الإمكانات المتاحة له لتأمين مباريات ودية للمنتخب مع أندية لبنانية قبل اللقاءين الهامين، على أمل أن تكون هذه المباريات بمثابة مذاكرة حقيقية للمنتخب قبل دخوله معترك اللقاءين، لكون إمكانية إقامة معسكر خارجي قبل النافذة الأخيرة شبه مستحيل في الظروف الصعبة، إضافة إلى أن المنتخب بعدما تلاشت آماله لم يعد بمقدرو القيادة الرياضية صرف الكثير من الأموال عليه بطريقة عبثية.