رياضة

الكاراتيه تتقدم وفق منهاج علمي مدروس … جهاد ميا: الثقافة الرياضية نفتقدها والنادي هو الأساس

| ناصر النجار

اتحاد الكاراتيه ما زال خطه البياني متوازناً ومتصاعداً، يهتم بالبطولات المحلية لأنها أساس العمل ويدعم الفئات الصغيرة لأنها أساس التطوير، بين الأمس واليوم هناك فوارق كبيرة، فالتقدم في اللعبة كان ملحوظاً والخطط القادمة للموسم الجديد تبشر بالخير.
على صعيد اللعبة يتحدث جهاد ميا عن رياضة الكاراتيه لـ«الوطن» بواقعية وضمن الخطوات المتسارعة التي يتخذها اتحاده، ويبشر بمستقبل أفضل ضمن الخطة الموضوعة.
ورياضياً فهو لا يقبل التهجم على القيادة الرياضية ورموزها لأنه مرفوض شكلاً ومضموناً وخصوصاً أن أهدافاً شخصية ومصلحية كانت وراء ذلك.

بنية متكاملة
ركائز ومقومات رياضة الكاراتيه الفنية والإدارية والتنظيمية اكتملت بعام 2018 وكلها نابعة من واقع البيئة السورية وبخبرات وطنية بشكل كامل، كل معوقات 2017 تم معالجتها ليكتمل لدينا الكم اللازم للانطلاق نحو النوعية، اللعبة جماهيرياً لها حضورها الاجتماعي والجماهيري وتدفق الدماء الجديدة بجسم رياضة الكاراتيه ينمو بشكل مشجع، حتى المنافسات أصبحت أكثر من ناحية الكم، لترافقها تأمين احتياجات أي بطولة كانت من الكوادر التحكيمية والتدريبية وفريق سكرتارية مؤهل لإدارة بطولة عالمية، هذا التكامل خلق البنية التحتية الجيدة للبدء بالمرحلة الثانية النوع.

الاستثمار الحقيقي
2019 عام مميز لاتحاد اللعبة وهو انطلاقة قوية لوضع الأسس الإدارية والتنظيمية والفنية لتنمية قدرات نوعية الكاراتيه السورية، في النهاية الرياضة احتراف واستثمار وتحويلها من قطاع مستهلك إلى قطاع منتج ومن قطاع نافر للمستثمرين واقتصار استثماره كوسيلة إعلامية لمصلحة شخصية لأي تاجر أو صناعي لكسب أصوات جماهير النادي إلى قطاع جاذب للمستثمرين الحقيقيين، من هذه النقطة كانت الانطلاقة بالمرحلة الثانية متيقنين بأن أي صناعه تعتمد على الديون منتجها ومصنعها خاسر لا محال وهذا حال الاحتراف الذي نراه الآن ضمن أنديتنا الخاسرة دوماً.
وضعنا خطة الاحتراف لرياضة الكاراتيه لتكتمل ملامحها خلال خمس سنوات، بداية ركزنا منذ بداية عام 2019 على الكادر البشري وتمت إضافة لجنة للبنية التنظيمية منبثقة عن لجنة المسابقات هدفها البدء بتصنيف اللاعبين حسب مشاركاتهم ونتائجهم انطلاقاً لإحداث بطولة المصنفين وهي اللبنة الأولى بعالم الاحتراف، واستطعنا خلال الأعوام الثلاثة الماضية استكمال المرحلة الأولى بنجاح ممتاز بخبرات وطنية ونستكمل المرحلة الثانية للجانبين (الإداري والتنظيمي) بخبرات وطنية، أما الجانب الفني فهو بحاجة الآن لخبرات أجنبية ليرتقي الجانب الفني مع الجوانب الإدارية والتنظيمية وهذا ما نعمل علية بعد انتصار سورية بحربها ضد إرهاب العالم.
التحليل العلمي
كل لعبة لها جمهورها وكرة القدم هي الأكثر جمهوراً ومن جمهورها الإعلامي والسياسي والتاجر والصناعي وكلنا يعلم أن رغبة الجمهور الفوز فقط ولا يمكن إقناعه بخسارة فريقه أو منتخبه والرياضة فوز وخسارة كنتيجة ولكل مقوماته بالفوز مهما كان اللعب سيئاً لا نسمع إلا المديح، والخسارة مهما كان اللعب فيها جيداً لا يمكن أن يقبل الجمهور أي عذر وتبدأ حملات التشهير بغض النظر عن جميع المعطيات.
عندما يصدر الهجوم والتشهير من الجمهور أمر طبيعي لأنهم غير مختصين، يتكلمون حسب رغباتهم لا حسب تحليل علمي لكل لعبة، أما الأمر غير الطبيعي أن يصدر التشهير من جهات إعلامية رسمية لأنها مهنية محترفة تستند للعلم والتحليل لا للعاطفة والرغبة.
أنا شخصياً أحترم كل من قال كلمة هدفه من ورائها الوطن ومنتخب الوطن وأستصغر كل من ينتظر النكسات للنيل من أشخاص ومؤسسات.

التقصير الحقيقي
هل تعتقد أن الحملات الإعلامية على القيادة الرياضية محقة بعد خروج منتخبنا الكروي من الدور الأول لكأس آسيا وهل القيادة مقصرة ومسؤولة عن عدم تطور الألعاب الرياضية أم من المقصر الحقيقي؟

اعتقد أن الحملة الإعلامية مبالغ فيها، كما أعتقد أن النادي هو حجر الزاوية وهو الأساس، وأي انطلاقه لا تبدأ به فاشلة، فالرياضة اليوم صناعة تعتمد على الشقين الإداري والفني ولكل مهامه وأقصد بالشق الإداري الإدارة المرنة للألعاب وتأمين المستلزمات والتسويق، والشق الفني عليه تحسين جودة المنتج ليكون منافسا.
ومن هنا ننطلق بأن القيادة الرياضية ليست قادرة على القيام بجميع الأدوار وليس المطلوب منها أن تكون المدرب والحكم والطبيب والإداري، ففي كل ناد هناك جيش من الإداريين (كل مجلس إدارة ناد مؤلف من /7/ أعضاء كحد أدنى) ومعظمهم غير فعال ولا يقوم بدوره بالشكل المطلوب، ما أدى لانقلاب المعايير بدل استثمار الرياضة فجميع القطاعات من خلال التسويق استثمرها التاجر والصناعي لتخديم مصالحه.
المقدمات الصحيحة
ولكن ما علاقة الأندية بنتائج منتخباتنا واتحاداتنا بالمشاركات الخارجية؟
المقدمات الصحيحة تعطي النتائج الصحيحة وعندما يكون النادي بخير تكون الرياضة بخير، وفي كل أندية العالم الاحتراف هو مرحلة الاستثمار الحقيقي للنادي، ومرحلة جني الأرباح إلا في أنديتنا ندفع عقود الاحتراف ولكن من دون مردود بل العكس زيادة بالعجز المادي وعبئا على الرياضة علما بأن أي لعبة لا تعتمد على ذاتها فاشلة وأي رياضة لا تكون موقعا استثماريا رابحا هي أحياء شعبية ورياضة الأحياء ليست منافسة وما أسهل الإشارة إلى السلبيات والإخفاقات ونادرا من يتقدم بحل أو وضع آليات تعالج هذه الإخفاقات، ننتقد الأشخاص ولا ننتقد الأسباب، نشير للأخطاء ولا نتقدم بأي رؤية للتطوير، والكارثة من يقوم بالنقد يكون بمكان عمله المساهم الأول بالفشل.

ما الحلول برأيك لتطوير الرياضة السورية بالمرحلة الحالية؟
أنا شخصياً أطالب رئيس الاتحاد الرياضي العام ممثلا بالمكتب التنفيذي ورأس هرم الرياضة اللواء موفق جمعة بإقالة رؤساء الأندية الرياضية المقصرة التي تعتبر عبئا على الرياضة ولا تقوم بالدور المطلوب في بناء وتطوير الألعاب الرياضية فهل يعقل ناد كبير يمارس لعبة رياضية أو اثنتين رغم كل الموارد المالية التي يمتلكها النادي، فإذا أردنا إعادة بناء الرياضة السورية فعلينا بناء الأندية الرياضية الضعيفة واللجان الفنية والاهتمام باللجان التنفيذية في المحافظات وتحويلها من ديوان مراسلات لإدارات رياضية تكون قادرة على رسم الإستراتيجية لرياضة كل محافظة وإعادة دراسة نظام الاحتراف والاستثمار بالأندية على يد مختصين والاهتمام بالإدارة والتسويق الرياضي وان نكون يداً واحدة كمؤسسات رياضية مع وسائل الإعلام الوطنية في بناء الرياضة السورية، فالإعلام الرياضي يجب أن يكون شريكا حقيقيا وان يتحلى بالمنطقية لا أن يكون شخصيا ولا يعالج القضايا من وجهة نظر واحدة ولا يؤمن بالرأي والرأي الآخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن