رياضة

مع انطلاق الإياب الثلاثة الكبار فازوا … النتائج لم يهتز لها سلم الدوري والمتأخرون سقطوا

| ناصر النجار

النتائج التي آلت إليها مباريات المرحلة الأولى من إياب الدوري الممتاز تبدو طبيعية ومنطقية إلى حد قريب، ومنحتنا فكرة عامة عن فرق الدوري التي وزعت على طابقين، منها القوي ومنها الضعيف وإزاء ما قدمته الفرق من أداء وظهرت به كمستوى، فإننا كفكرة مبدئية نعتقد أن المنافسة على اللقب ستكون حصيلة لقاءات ونتائج الفرق الكبيرة مع بعضها، وكذلك فإن المنافسة على الهروب من الهبوط ستكون حصيلة لقاءات الفرق التي تقع في النصف الثاني وما ستؤول إليه نتائجها مع بعضها.

المرحلة الأولى من إياب الدوري لا تكفي لرسم صورة نهائية عن الفرق، لكن واقع الحال ينبئ عن الكثير من التوقعات القادمة، مع إبقاء مساحة للمفاجآت، وستبقى هذه المساحة محدودة جداً.
وهذا مرهون بالثقافة الكروية عند الفرق وللأسف فهي محدودة جداً ولا تبشر بقلب الطاولة على المتصدرين أو بحسم مسألة الهبوط بوقت قريب.

الواقع المر
مرحلة الاستعداد الطويلة لإياب الدوري الممتاز لم تسعف الفرق المتأخرة، ومفاجآتها أو عامل المباغتة وجدناها مفقودة تماماً فاستسلمت هذه الفرق للواقع وتركت الفرق الكبيرة تصول وتجول كما يحلو لها.
فجبلة (على سبيل المثال) أشعرنا بفترة الاستعداد أنه (سيشيل الزير من البير) واحتج على تقديم موعد مباراته مع الوحدة بالكأس يوماً واحداً لأن ذلك سيبعثر أوراق استعداده، لكننا وجدناه كالحمل الوديع فخسر بالثلاثة قبل أن يسجل هدف حفظ ماء الوجه بمرمى الاتحاد من جزاء.
مباراة الكرامة مع الساحل ضربت مثالاً واقعياً لمستوى الفرق ومدى قدرتها على النهوض والتقدم، الساحل فاز ذهاباً بهدف نظيف ويتقدم على الكرامة على جدول الترتيب بفارق نقطة، لكن الكرامة ألغى كل هذا التقارب والتفوق، فضرب الساحل بخماسية دلت على أن الشمالي لم يستطع حتى الآن على الأقل سحب سفن الساحل من شواطئ الخطر.
الشرطة مستمر في التراجع ولم يشعرنا خلال فترة الاستعداد أنه مقبل على (نفضة) كروية، فخسر كل مبارياته ومنها مع فرق مغمورة، وقلنا إن هذه النتائج ليست مقياساً للتطور، لكن مباراته مع الوحدة دلّت على أن الفريق (مكانك سر) وإن استمر على هذه الشاكلة فإنه سيلامس خطر الهبوط أسبوعاً بعد آخر.
المجد لم يعالج مشكلتي العقم الهجومي والأخطاء الدفاعية فكانت خسارته أمام الوثبة تشير إلى هذا الواقع، الفريق بما يملك من لاعبين غير قادر على النهوض بشكل مرضٍ، وفوقها يعاني من مشكلات مالية، والخشية أن تساهم هذه الأمور بمصير أسود يخشاه عشاق الفريق.
خسارة حطين أمام الطليعة بحماة تبدو طبيعية وخصوصاً أن إعصار العاصي استفاد من أرضه وجمهوره وهدفه المباغت الصعب وفي وقت متأخر نسبياً، بكل الأحوال بقي حطين على حاله دون أي جديد وعذره أنه خسر خارج أرضه، فوز تشرين أبقاه بين الكبار وخسارة النواعير الصعبة تدل على أن الفريق لديه الشيء الكثير، وفوز الجيش متوقع لكن الحرفيين ما زال يغرق أكثر، بكل الأحوال علينا الانتظار حتى المرحلة الثانية حيث ستلعب هذه الفرق على أرضها، فهل سيكون لعاملي الأرض والجمهور التأثير السحري في الأداء والنتائج.

وافدون
الدوري في الإياب سيشهد لاعبين جدداً انضموا إليه وافدين من الدوريات العربية أو كانوا خارج الكشوف، وأبرز هؤلاء: محمد حمدكو وهادي المصري (الوحدة) وورد السلامة (تشرين) ومصعب بلحوس (الكرامة) ورأفت مهتدي ومؤيد الخولي (الاتحاد) وحسن عويد (حطين) وزياد دنورة (الشرطة) ومحمد حمو (الساحل) وطارق جازة (جبلة)، وهناك لاعبون آخرون ستكشفهم المباريات.
ولاشك أن أغلب هؤلاء سيكون له دور مؤثر في الدوري وخصوصاً الذين انضموا إلى الوحدة والاتحاد وتشرين وربما كان للبلحوس دور مهم في تحصين مرمى الكرامة.
وحسن عويد في حطين سيعزز القدرة الهجومية للحوت وبقية اللاعبين سيكون لهم دور فعال إن استثمرت قدراتهم في المكان الصحيح.

هدافون
أول إياب الدوري قدّم لنا هدافاً جديداً هو المهاجم المخضرم أحمد العمير الذي سجل (هاتريك) بمرمى الساحل فرفع رصيده إلى ثمانية أهداف خلف هداف الدوري محمد الواكد (الجيش) الذي يتصدر الهدافين بـ18 هدفاً، وتبين أن جبهة الكرامة الأمامية سيشغلها العمير وسيكون اعتماد الفريق عليه في التسجيل، وللعلم فإن العمير يتصدر هدافي الكأس وسبق أن سجل في المباراة الأخيرة للفريق على السلمية سبعة أهداف دفعة واحدة.
أنس بوطة في الوثبة بدأ يستعيد موقعه كهداف في الفريق وقد سجل هدفين بمرمى المجد فرفع رصيده إلى أربعة أهداف، وسبق أن سجل ثلاثة أهداف بمرمى الشرطة في مباراة الكأس، عودة البوطة إلى التسجيل تأتي بعد أن منحه مدرب الفريق الجديد رافع خليل الموقع الصحيح والمكان المناسب الذي يستطيع من خلاله إظهار موهبته التهديفية التي كان عليها قبل موسمين وقتلها وجوده مع فريق الوحدة الذي بقي طويلاً فيه على دكة الاحتياط أو شارك بغير مركزه.
ملاحظة أخيرة: 18 هدفاً من أصل 26 هدفاً سجلت في المرحلة الأولى بمرمى الفرق المتأخرة والمهددة، فهل هذا الرقم مقياس للنزعة الهجومية وتلاشي عقدة العقم، أم إن التسجيل كان بفضل الأداء الدفاعي المهزوز لخمسة فرق تلقت هذه الأهداف؟
26 هدفاً في سبع مباريات رقم لم يصله أي من أسابيع الذهاب، جميع المباريات شهدت تسجيل أهداف، فرق الشرطة والحرفيين وحطين وحدها لم تسجل أي هدف هذا الأسبوع.
خلت مباريات الأسبوع الأول من أي بطاقة حمراء وهي حالة صحية نتمنى أن تتكرر أسبوعياً.
ثلاث ركلات جزاء احتسبت، واحدة للشرطة أضاعها محمد كامل كواية بمواجهة الوحدة، والثانية سجلها أحمد العمير من الكرامة بمرمى الساحل، والثالثة سجلها لاعب جبلة مصطفى الشيخ يوسف بمرمى الاتحاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن