سورية

اجتماع في بروكسل  لبحثه.. والرياض تتطلع لحفظ استقلال ووحدة سورية … الاتحاد الأوروبي يشترط تحقيق الحل السياسي لـ«التطبيع» مع دمشق!

| وكالات

بينما اشترط الاتحاد الأوروبي تحقيق الحل السياسي في سورية لإعادة التطبيع مع دمشق والمشاركة في إعادة الإعمار، أكدت السعودية أنها تتطلع من مؤتمر بروكسل الذي سيعقد منتصف الشهر الجاري الوصول إلى نتيجة تحفظ استقلال سورية ووحدتها وتؤدي إلى إبعاد القوات الخارجية منها. وعقد الاتحاد الأوروبي، أمس، قمة مع وزراء خارجية الدول العربية لبحث قضايا عدة، بما فيها عودة بعض العلاقات العربية مع سورية.
وذكرت وكالة «آكي» الايطالية للأنباء، أن اللقاء الذي ترأسه من الجانب الأوروبي الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، ومن الجانب العربي كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير خارجية السودان الدرديري محمد أحمد، يأتي في إطار التحضيرات للقمة الأوروبية العربية الأولى المقررة يومي 24 و25 شباط الحالي في مصر.
وأشار نائب وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، في وقت سابق، إلى رفض دمشق لمؤتمر بروكسل، وقال: «هم يعقدون هذه المؤتمرات لفرض المزيد من القيود على أي مساعدة يمكن أن تقدم إلى سورية».
وأضاف: «نحن نرفض هذه الشروط ونتعامل معها بالطريقة التي يجب أن نتعامل بها معها كبلد ذوي سيادة واستقلال»، وطالب الأمم المتحدة بـ«ألا تحضره».
وأكد أن من يحاول تجاهل سورية أو فرض شروط عليها للعودة إلى الجامعة العربية لن ينجح.
وفي كلمة لها خلال الاجتماع، قالت موغيريني وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن «الاتحاد الأوروبي يشترط الحل السياسي في سورية بموجب قرار مجلس الأمن رقم «2254» لإعادة التطبيع مع دمشق والمشاركة في إعادة الإعمار»، وأضافت: إن الجميع يريد أن يعم السلام في سورية، مشيرة إلى أن بروكسل سوف تستضيف قمة ثالثة حول سورية الشهر المقبل.
من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، عادل الجبير، وفق «روسيا اليوم»: إن الرياض تتطلع إلى نتيجة تحفظ استقلال سورية ووحدتها وتؤدي إلى إبعاد القوات الخارجية منها.
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، السفير محمود عفيفي وفق موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري: إن أبو الغيط أكد خلال كلمة في بداية الاجتماع، على أن الحل السياسي يظل هو المخرج الوحيد للأزمة السورية وفقا للقرارات الأممية ذات الصلة.
وقال أبو الغيط، في رد على سؤال حول هذا الموضوع خلال مؤتمر صحفي عقده في بروكسل عقب الاجتماع، وفق «روسيا اليوم»: «فيما يتعلق بعودة سورية لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، فهي تتوقف على وجود توافق عربي كامل، وحتى هذه اللحظة هناك تحفظات».
وأضاف: «لست في وضع يسمح بأن أتحدث عمن يتحفظ ومن لا يتحفظ ومن له رؤية ومن لا يفضل الكشف عنها، لكن في اللحظة التي سوف نستشعر أن هناك توافقا كاملا، عندئذ فقط يجب أن يصدر قرار من مجلس وزراء خارجية العرب ليدعونا إلى عودة وفد سورية لشغل المقعد، وحتى هذه اللحظة لم نصل إلى ذلك بعد».
ونقلت وسائل إعلامية عربية داعمة للمعارضة: إن أمين الجامعة أعرب عن عدم سعادته بإنشاء «المنطقة الآمنة» في شمال سورية.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، جبران باسيل، في كلمة له، في المؤتمر، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن الأزمة السورية أكبر برهان على التشارك بين الاتحاد والوطن العربي، ومثال ذلك أزمة النزوح، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد لعدم ذهاب المهجرين السوريين إلى أوروبا، هو عودتهم إلى وطنهم.
ورأى، أن أزمة سورية أثبتت خطأ من راهن، على أن خلق الأزمات عندنا يمنع مشاكلنا ومنها التطرف الديني من الوصول إلى أوروبا.
وتابع: «نحن نعرف أن النظرة تجاه سورية لن تكون موحدة فيما بينكم، كما نعرف أن الحل السياسي في سورية سيكون محط انقسام بين من يربط عودة النازحين وإعادة الإعمار به أو لعدم الربط، وهذه جدلية لن تنتهي قريبا وسندفع معاً ثمن الوقت الضائع إلى أن يقتنع الجميع بعدم جدوى الربط».
وأردف: «الوضع الأمني أصبح مستتبا في 80 بالمئة من سورية و90 بالمئة من النازحين راغبون بالعودة، والنظام في سورية معطوفاً على المبادرة الروسية يتجاوب مع هذه العودة، ولم يبق سوى قناعة المجتمع الدولي بأن العودة الممكنة اليوم هي أقل تكلفة بكثير».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن