رياضة

أكاديمية مصغرة..

| مالك حمود

بينما يعيش وسطنا الرياضي مؤخراً جدلية المقارنة بين المدرب الأجنبي والمدرب الوطني والأقدر منهما على النهوض الرياضي وتحقيق الإنجاز، تأتي المطالبة من أندية الدرجة الأولى بكرة السلة بالسماح بمشاركة اللاعب الأجنبي بدوري سلة الأضواء، أو في (فاينالاته) وأدواره النوعية والحاسمة.
وجود اللاعب الأجنبي في سلتنا له الكثير من الفوائد والإيجابيات الآنية والمستقبلية، ولكن هل وجود الأجنبي يحل مشكلة سلتنا؟!
سلتنا لديها الكثير من المشاكل والمعاناة، واستقدام اللاعب الأجنبي من وجهة نظر الكثيرين يهدف إلى تحقيق الانتصارات وإحراز البطولات، بغض النظر عن الفوائد العامة التي يمكن أن يحققها وجوده في ملاعبنا السلوية.
السعي وراء اللاعب الأجنبي ضروري لمزيد من التطور السلوي، لكنه لن يلغي دور اللاعب المحلي وضرورة السعي تجاهه وتأمين كل متطلباته الكفيلة بتطويره وتوفير كل ما يسهم في تحقيق راحته المادية والبدنية والمعنوية، والأهم الالتفات إلى القواعد والتركيز على الفئات العمرية، والعمل ضمن مشروع اكتشاف وتعليم وتطوير الخامات السلوية الحقيقية المبشرة بمستقبل سلوي.
المستقبل السلوي قد لا يوجد ضمن النادي نفسه، وقد يكون النادي المصنع الأساسي للمواهب السلوية القابلة للتصدير، وحينها يكون أعطى اللاعب الموهوب فرصة جديدة من التطور النوعي والانطلاقة نحو عالم التألق والشهرة والنجاح، وهذا ما نلاحظه لدى اللاعبين الذين انضموا إلى نادي الجيش في الآونة الأخيرة، وللمرة الأولى التي نرى فيها حالة انتقال للاعبين من محافظة إلى محافظة أخرى وهم ما يزالون ضمن الفئات العمرية.
اللافت أن نادي الجيش تعامل معهم بطريقة خاصة ومميزة وأعطاهم كل متطلبات النجاح بدءا من التسجيل في المدارس والجامعات حرصا على مستقبلهم العلمي، انتقالاً إلى الحالة المعيشية المريحة والملبية لراحة نفسية تعزز الحالة الرياضية التي يعيشها اللاعب ويعيش معها التطور الرياضي المنشود الذي ترك من أجله أهله وناسه ومحافظته.
حالة لاعبي كرة السلة بنادي الجيش تعبر عن أكاديمية مصغرة تحتضن اللاعب الواعد وتوفر له كل سبل النجاح والتفوق العلمي والرياضي، وكم كانت سلتنا بحاجة لأكاديمية كهذه، فكم من منتخب حقق النجاحات والإنجازات لكنه تبعثر بلمح البصر دون العمل للحفاظ عليه، فكم كنا بحاجة للأكاديمية المصغرة الكفيلة باحتضان اللاعب والحفاظ على المسيرة المتكاملة لتطوره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن