قضايا وآراء

المعلم في طهران

| ميسون يوسف

تأتي زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إلى طهران في لحظة دقيقة وحساسة من مسار المواجهة مع الإرهاب والقوى الداعمة له ضد سورية وخاصة أن إيران وقفت مع سورية منذ الأيام الأولى للحرب العدوانية التي استهدفتها واستهدفت معها محور المقاومة الذي تشكل إيران أحد أركانه الرئيسية.
وحساسية اللحظة تبدو من خلال مسائل ووقائع وأحداث متعددة جاءت في سياق متتابع، حيث كان أولها اتفاق سوتشي حول إدلب الذي تنكرت تركيا له وأحجمت عن تنفيذه متذرعة بذرائع شتى ما أفسح المجال أمام جبهة النصرة وبتنسيق خفي وحتى علني أحياناً مع تركيا، للتمدد في منطقة إدلب وحشد قوة استعملتها منذ أشهر في استفزاز الجيش العربي السوري المرابط في محيط المنطقة وينتظر نتائج ما يخطط وما ينتظر تنفيذه بشأن إدلب لإعادتها إلى كنف الدولة.
أما الثاني فقد كان القرار الأميركي بالانسحاب من شرقي الفرات، هذا القرار الذي يبدو تنفيذه في حالة زئبقية مشوشة لا يمكن معها القطع بحصوله أو نفيه، وخاصة أن كثيراً من المسائل سيتوجب القيام بها في حال التنفيذ على حين سيكون هناك سلوكيات أخرى ومن طبيعة مختلفة في حال عدم التنفيذ.
أما الثالث فمتصل بما يحضر له من انعقاد قمة ثلاثية تجمع روسيا وإيران وتركيا للبحث في الشأن السوري على ضوء التنكر التركي لاتفاق سوتشي والتردد الأميركي في تنفيذ الانسحاب، وتأتي زيارة المعلم مباشرة قبل هذه القمة لتتيح لسورية وإيران التعمق في البحث والمزيد من التنسيق في المواقف التي يستلزمها الوضع في المرحلة التي وصل إليها.
على ضوء ما تقدم نرى أن زيارة المعلم إلى طهران تكتسي أهمية استثنائية في هذه المرحلة وقد تكون فرصة مناسبة تفتح الطريق لمعالجة بعض تعقيدات الأزمة حيث وصلت، ولتحضير رسائل منسقة إلى القمة الثلاثية تقطع الطريق على ما اعتادته تركيا من مناورات عدوانية تمارسها في الميدان أو السياسة ضد سورية وأمنها ووحدة أراضيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن