يبدو أن الحضور الواسع للفروج المهرب في الأسواق المحلية لم تعد مشكلاته تقتصر على سلامته ومدى صلاحيته للاستهلاك، بل التسبب بخسارات متكررة للمربين في القطاع العام والخاص.
وفي متابعة للموضوع تواصلت «الوطن» مع رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد الغرف الزراعية نزار سعد الدين الذي بين أنه لا مؤشرات رقمية تفيد بشكل دقيق بحجم تهريب الفروج في الأسواق المحلية، لكن وفق المشاهدات والمتابعة يمكن تقدير حجم المعروض من الفروج المهرب في السوق المحلية بنحو 40 بالمئة، مبيناً أن معظم الفروج المهرب يدخل من الأراضي التركية وأن الاستمرار على هذه الوتيرة من حجم التهريب مضر ومدمر لقطاع الدواجن، موضحاً أن شريحة واسعة من المربين تصل لنحو 30 بالمئة انقطعت عن التربية بسبب منافسة الفروج المهرب وتعرضهم لخسارات متلاحقة وعدم قدرتهم على الاستمرار في تحمل ذلك.
وركز سعد الدين في تصريحه لـ«الوطن» على تقارب تكلفة الإنتاج مع الجانب التركي وخاصة لجهة مدخلات الإنتاج الأساسية وهي المواد العلفية التي تشكل الحيز الأوسع في فاتورة الإنتاج وخاصة مادتي الذرة والصويا، فهي تسعر عالمياً على الدولار، وبالتالي ليس هناك فارق سعري مهم لهذه المواد بين مختلف مناطق التربية.
وهو ما دفعنا للسؤال عن سبب التهريب إذاً، فاعتبر سعد الدين أن هناك عملاً ممنهجاً لتخريب قطاع الدواجن في سورية عبر ضربه من خلال التهريب والتسبب بخسارات للمربين وإخراجهم من العمل وبالتالي ضرب أحد مرتكزات الأمن الغذائي السوري وتخريب الاقتصاد، وأن المربي التركي يستفاد من حجم الدعم الذي يحصل عليه لقاء أي عملية تصدير.
وبالانتقال للجهة المعنية بضبط ظاهرة التهريب ومكافحتها كشف ضابط في الضابطة الجمركية لـ«الوطن» عن آلية جديدة وخطة واسعة في التعامل مع قضية تهريب الفروج عبر تحديد معابر التهريب وضبطها والتشدد في التعامل مع أي قضية يتم ضبطها وأنه في هذا الخصوص يتم التدقيق في أي شاحنة تنقل مادة الفروج وخاصة في المناطق النشطة في تهريب هذه المادة، وخاصة محافظة حماة، التي تأتي في مقام متقدم بذلك بحكم جغرافيتها، وحتى الشاحنات التي تنقل صناديق فارغة لنقل الفروج، وهو ما حصل مؤخراً بحلب لدى إيقاف شاحنة تقل صناديق فارغة معدة لنقل الفروج وتتجه من حلب لمدينة حماة حيث تم تنظيم قضية وتغريم مالك الشاحنة بنحو 22 مليون ليرة لعدم حمله أي أوراق أو ما يثبت أنه يعمل على نقل فروج منتج محلياً، على حين اتضح أنه يعمل على نقل الفروج المهرب بين حلب وحماة.
وبين أن لدى دوريات الجمارك التعليمات بضرورة التدقيق والتشدد في التعامل مع أي قضية تهريب للفروج وفق الأنظمة والإجراءات المعمول بها جمركياً خاصة أن هذه المادة تتصل مباشرة بسلامة المستهلك وتضر بقطاع تربية الدواجن، معتبراً أنه في حال النجاح في كبح ظاهرة تهريب الفروج ستظهر نتائج واضحة على تحسن قطاع الدواجن خاصة أن الحكومة تفهمت معظم مشكلات العمل في هذا القطاع، ووفرت مستلزمات الإنتاج الأساسية من مادة علفية ومحروقات وغيرها من التسهيلات الإدارية مثل منح التراخيص والموافقات اللازمة للمداجن وتشكيل مجلس استشاري للدواجن وتخصيص اجتماعات دورية لمتابعة عمل هذا القطاع.