ردّت موسكو بحدّة على دعوة قائد العمليات في البحرية الأميركية، الأدميرال جون ريتشاردسون، بلاده للتحول إلى «الهجوم» ضد روسيا والصين، وقالت: إنه يجب أخذ دعوة هذا الأدميرال بعين الاعتبار.
وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، أن بيان الأدميرال الأميركي، الذي دعا إلى شن هجوم استباقي ضد روسيا، يجب أن يؤخذ على محمل الجد، لأن أحداً لم يسارع لدحضه أو نفيه.
وحثّ الأدميرال ريتشاردسون، خلال خطاب ألقاه في المجلس الأطلسي، الولايات المتحدة على شن هجوم ضد روسيا والصين، واتهم موسكو بعرقلة الملاحة في بحر آزوف وزيادة وجودها البحري في شرق البحر الأبيض المتوسط، حسبما نقل عنه موقع Business Insider.
وكتب كوساتشوف على حسابه في موقع فيسبوك أمس السبت: «إن تبجح قائد العمليات في البحرية الأميركية، الأدميرال جون ريتشاردسون، ودعوته إلى (شنّ هجوم) وإظهار (المزيد من العدوانية) ضد موسكو وبكين، وبشكل عام توجيه (الضربة الاستباقية الأولى)، لن أعتبرها مجرد هراء آخر للجيش الأميركي. لأن هذا الأدميرال ممثل رفيع المستوى لأقوى جيش في العالم، أولاً، وثانياً، لأن أحداً لم يتنصل بعد من كلماته».
ووفقاً للسيناتور الروسي، فإن إفلات السياسة الخارجية الأميركية العدوانية من العقاب، تشجع العسكريين الأميركيين الكبار على الإدلاء بمثل هذه التصريحات.
وشدد كوساتشوف على «أن هؤلاء يبدون واثقين تماماً من أن امتلاك القوة، يجيز لهم حق استخدامها».
وأشار السيناتور الروسي إلى أن العالم يناقش الآن بجدية، على سبيل المثال، ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم القوة العسكرية ضد السلطة الشرعية في فنزويلا أم لا، بدلاً من عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي للاتفاق معاً على ضرب المعتدي المحتمل وكف يده».
وفقاً لريتشاردسون، يجب على الولايات المتحدة أن تفكر ليس فقط في الرد على اعتداء عسكري، ولكن أيضاً القيام مسبقاً بممارسة «الضغط في عدد من المناطق».
وختم الأدميرال الأميركي: «أعتقد أنه سيكون أمراً رائعاً لو استطعنا أن نجبر الروس، منافسينا، على الرد على خطواتنا الأولى. من وقت لآخر».
من جانبه قلل نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين من تداعيات العقوبات الأميركية على روسيا قائلاً إنها لا تسبب ضرراً كبيراً لموسكو ما يعني أن واشنطن لا تستطيع تحقيق أهدافها.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن بانكين قوله إن القول بأن العقوبات غير مؤلمة على الإطلاق قد يكون ليس منطقياً، أما أنها تسبب ضرراً كبيراً وأكثر من ذلك أنها تحقق أهدافها المعلنة فهذا لا يحدث بالطبع.
وأضاف بانكين: وهذا يرتبط أكثر بمسألة إمكانية فرض عقوبات على الدَين العام أو المدفوعات بالدولار لأنه يمكن أن تتضرر ليس فقط مصالح اللاعبين الأميركيين المهمين بل أيضاً شركاؤهم الحلفاء بما في ذلك الأوروبيون.
في هذه الأثناء رفعت وكالة التصنيف الائتماني موديز، تصنيف روسيا السيادي من مضارب «Ba1» إلى استثماري «Baa3»، مع نظرة مستقبلية مستقرة، وبذلك صار تصنيفها «استثمارياً» حسب جميع وكالات التصنيف الرائدة.
وقالت الوكالة في بيان: إن «رفع تصنيف روسيا يعكس الأثر الإيجابي للتدابير التي تم اتخاذها في السنوات الأخيرة والتي تهدف إلى تعزيز التمويل الرسمي والخارجي للدولة في روسيا، والحد من تعرض البلاد للتأثير الخارجي، بما في ذلك العقوبات الأخيرة».
وفي وقت سابق، أبقت وكالة «فيتش»، وهي وكالة تصنيف دولية، على تصنيف روسيا عند BBB- مع نظرة إيجابية. وأكدت «ستاندرد آند بورز» تصنيف الاستثمار في روسيا عند BBB-، مع نظرة مستقبلية مستقرة.
واعتبر وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، أمس السبت، أن رفع وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني لروسيا، «يؤكد نجاح سياسة موسكو الاقتصادية، ويعزز الاستثمار في بلادنا».
وأضاف سيلوانوف: «هذا قرار عادل، على الرغم من أنه جاء متأخراً، بسبب الجودة العالية للسياسة الاقتصادية الكلية والمالية والسياسة التي تتبعها السلطات الروسية».
وأفاد سيلوانوف بأن «استقرار اقتصادنا ظهر جلياً أمام الصدمات الخارجية خلال فترة التقلبات في الأسواق في الخريف الماضي: بالنسبة لروسيا كان دون خسائر كبيرة، وهذه حقيقة أدت إلى تحسين تصنيف روسيا من الوكالات الثلاث، هذا سيكون حجة إيجابية إضافية للمستثمرين للنظر في إمكانية الاستثمار في بلادنا».
وأكد الوزير أن موسكو ستواصل العمل من أجل تحسين موقعها الاقتصادي أكثر وأكثر.