تصاعدت أعداد الوفيات في «مخيم الهول» الواقع تحت سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في شمال شرق البلاد، وذلك بسبب التقصير الكبير في الرعاية الطبية ونقص العلاج اللازم وقلة الغذاء، إضافة إلى تردي الأحوال الجوية.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة في تقرير لها أمس، أن «لا شيء يعتري النازحين والفارين من الموت، سوى الموت نفسه، يرافقه أوضاع وأحوال إنسانية مأساوية، بينما المنظمات الدولية والأمم المتحدة والأطراف الفاعلة، تنظر بصمت مقزز إلى أحوال عشرات آلاف النازحين في مخيمات الهول، التي باتت (مخيمات الموت)».
وأضاف التقرير: إنه «بينما تعصف الأحوال المعيشية المتردية بشكل كبير ومتسارع في المخيم، بنحو 40 ألف نازح داخل المخيم، جاءت الرياح والأمطار لتعصف بعشرات المخيمات وتزيد من طين مخيمات الموت والمأساة التي تسودها بلَّة».
وحسب التقرير، فإن «سبب امتناع اللجان المعيَّنة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والأمم المتحدة، عن توزيع المساعدات، هو طلب دفع رشاوى مالية مقابل الحصول على المستلزمات والخيم، الأمر الذي أثار حفيظة النازحين وقاطني المخيم من عدم وجود جهات تردعهم وتمنعهم من ممارسة هذه التصرفات مع نازحين فروا من موت ليلاقوا موتاً جديداً ومأساة أكبر من التي عانوها ضمن مناطق سيطرة التنظيم».
وذكر أن «أعداد الأشخاص الذين فارقوا الحياة تصاعد بشكل كبير، نتيجة التقصير الكبير في الرعاية الطبية والإشراف الصحي على الحالات المرضية، إضافة لتردي الأحوال الجوية وقلة المساعدات وانعدامها في بعض الأحيان، ونقص العلاج اللازم وقلة الغذاء المقدم من المنظمات المشرفة على مخيم الهول».
وأشار إلى «تصاعد أعداد الوفيات في مخيم الهول إلى 45 حالة معظمهم من الأطفال، فارقوا الحياة نتيجة أوضاع إنسانية ومعيشية سيئة، والقسم الأكبر منهم فارق الحياة نتيجة أمراض تزايدت مضاعفاتها خلال رحلة الوصول إلى مخيم الهول».
وبين التقرير، أن تصاعد الوفيات أشعل استياء النازحين الذين أكدوا أن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن وفاة أطفالهم وذويهم، وهي من تتحمل المسؤولية الأولى عن كل هذا التقصير من خلال منظماتها المرتشية التي تعمد لإهانة النازحين، بينما تكتفي المنظمات الدولية بالبيانات الإعلامية التي تضفي لها نقاطاً على الساحة الإنسانية الدولية.
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلامية معارضة في تقرير لها أن الأطفال السوريين الخارجين من آخر مناطق سيطرة تنظيم داعش شرق الفرات يعانون سوء التغذية.
وقال طبيب الأطفال عنتر سنو، داخل «مخيم الهول» بمحافظة الحسكة وفق وكالة «أ ف ب»: إن الأطفال «يصلون إلينا عظماً وجلداً».
وأضاف: «يصلون تقريباً وهم متوفون، لكن إذا تمكنا من إرسالهم إلى المستشفى يمكن أن ننقذ حياتهم»، مؤكداً أن الوقت مهم جداً ويجب استغلاله.
وأشارت «أ ف ب»، إلى أنه لا تنتهي معاناة الأطفال النازحين مع وصولهم إلى المخيم، إذ لا تتوافر لدى الطواقم الطبية فيه الإمكانات اللازمة لعلاج حالات سوء التغذية الحادة لدى الأطفال، إذ يتم إرسال هذه الحالات إلى مستشفى الحسكة، الذي يبعد نحو ساعة من الزمن.
ويُعد سوء التغذية الحاد، الشكل الأبرز لنقص التغذية، وهو يتطلب معالجة عاجلة ليتمكن الطفل من البقاء على قيد الحياة، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف».
وأثناء فرارهم مع عائلاتهم توفي 35 من الأطفال وحديثي الولادة خلال الشهرين الأخيرين معظمهم بسبب البرد، وفق بيان نشرته منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «OCHA» الإثنين الماضي.