شدد على أن طهران وحلفاءها «منتصرون وأقوياء» … تركأبادي: إيران وسورية والعراق تنوي توقيع اتفاق تعاون في قطاعات النفط والغاز
| موفق محمد
أكد السفير الإيراني لدى دمشق جواد تركأبادي أمس وجود نية لدى بلاده وسورية والعراق لتوقيع اتفاق تعاون ثلاثي في قطاعات النفط والغاز، مشدداً على ثابت موقف بلاده في دعم سورية في مرحلة إعادة الإعمار كما دعمتها في الحرب ضد الإرهاب.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده تركأبادي في مقر السفارة الإيرانية بدمشق لمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، رداً على سؤال حول المرحلة التي وصلت إليها مباحثات توقيع اتفاق ثلاثي بين إيران سورية والعراق في مجال النفط والغاز وخصوصاً في ظل أزمة توفير مشتقات الطاقة التي تمر بها سورية وإن كانت الأيام المقبلة ستشهد فتح الحدود بين البلدان الثلاثة.
وفيما يبدو أنه لمواجهة العقوبات الأميركية ضد سورية وإيران، قال تركأبادي: «نعم هناك ضغوط أميركية وأساليب بلطجة تمارسها أميركا لمنع إيصال ما تحتاجه سورية من الغاز والنفط إليها وهذه الممارسات ازدادت».
وأكد، أن البلدان الثلاثة لديها الإمكانات لتحقيق ذلك وهذا من حقها، وقال: «هناك تفكير جدي بتطوير التواصل والتعاون بين البلدان الثلاثة في مجالات الغاز والنفط وذلك عبر الطرق البرية والسكك الحديدية والجوية وهذه فكرة نافعة وسوف تنفذ».
وأشار تركأبادي إلى الزيارة التي قام بها النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري مؤخراً إلى دمشق واتفاقات التعاون التي تم التوقيع عليها بين البلدين وكذلك الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم بعد ذلك إلى طهران، معتبراً أن الاتفاقيات التي تم توقيعها توفر وتزيد التعاون الثنائي بين البلدين.
وأوضح أن تكثيف تبادل زيارات المسؤولين في كلا البلدين يأتي بسبب حساسية الظرف الذي نمر به، مؤكداً على ثابت موقف إيران بدعم سورية حكومة وشعباً في عملية إعادة الإعمار التي بدأت رغم أن الحرب لم تنته.
وأشار تركأبادي إلى القمة الثلاثية المرتقبة لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا، الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان والتي ستعقد في مدينة سوتشي الروسية الخميس المقبل.
وقال: «أستانا هي عملية تشارك بها الأطراف لتسهيل مخرج للأزمة السورية وخفض التوتر في سورية، وسنبقى مستمرين فيها»، مشيراً إلى مسارات أخرى لحل الأزمة مثل جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة ومسار سوتشي.
وشدد السفير الإيراني على أن «إيران لا تعتدي على أحد، ولن تقبل العدوان على أحد، وتحترم الحدود وتطالب الآخرين باحترام الحدود»، وأضاف «لذلك نتحالف مع الطيبين الذين يتفقون معنا في هذا التوجه».
ونفى تركأبادي ما يتردد من ادعاءات في تقارير إعلامية عن وجود خلافات بين بلاده وروسيا بشأن مشاريع إعادة الإعمار والاستثمار في سورية، مشيراً إلى أن الآراء متنوعة وغير متطابقة وهذا «لا يخرب للود قضية»، معتبراً أن المهم هو توحيد الجهود لإيجاد حل للأزمة السورية وضرورة عودة الأمن والاستقرار إلى سورية وسيادة الدولة على كامل أراضيها.
ورداً على سؤال لـ«الوطن»، إن كانت معركة إدلب باتت قريبة مع الأنباء التي تترد عن حشود للجيش العربي السوري وحلفائه في محيط المحافظة قال تركأبادي: «القرار في ذلك يعود للرئيس بشار الأسد والجيش السوري ونحن مع إرادتهما ورغبتهما»، مؤكداً استمرار إيران في تقديم الدعم إلى سورية.
وإن كانت العقوبات الأميركية الجديدة على إيران ستؤثر على مساهمة إيران في إعادة إعمار سورية قال تركأبادي «الحصار مفروض على إيران منذ 40 عاماً، عندما خرجت أميركا من إيران»، لافتاً إلى أن إيران ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أفشلت كل المؤامرات ضدها، وأضاف «لن ينتصروا ولن يحققوا أياً من مأربهم وسوف يفشلون وهذا نحن متيقنين منه وقرارنا ثابت».
وتابع «لا نخافهم بل نراهم يخافون ودليل خوفهم العقوبات التي يفرضونها وسوف يخسرون ونحن وإياكم على طريق النصر».
وشدد السفير الإيراني في دمشق على أن إيران وحلفاءها «منتصرون أقوياء، وإذا كانت الهجمة كبيرة علينا فنحن لا نخافها وسننتصر ونستمر في المسار الذي سرنا عليه».